يزن الخضيري
تعرف السياحة الداخلية أنها قيام مواطني الدولة والمقيمين عليها بزيارة المواقع السياحية والأماكن الأثرية ضمن حدود هذه الدولة.
وتعد السياحة الداخلية فرصة للمواطنين للتعرف على بلدهم واستكشافه وتلعب دورا مهما في زيادة الاستثمارات السياحية والدخل السياحي وخفض نسب البطالة، خصوصا لدى المجتمعات المحلية.
وكثير من دول العالم تولي هذا النوع من السياحة أهمية كبيرة كونها تعد رديفاً للسياحة الوافدة (الأجنبية) في فترات الركود أو ما يعرف بموسمية القطاع السياحي؛ حيث تعوض السياحة الداخلية انخفاض السياح الأجانب، مما يبقي على استدامة التنمية الاقتصادية في المناطق السياحية.
وبالنسبة للأردن، تعد السياحة الداخلية غاية في الأهمية كوننا نعيش في منطقة ساخنة أمنيا، مما يعني تذبذب أعداد السياح الأجانب تبعا للوضع الأمني في المنطقة، وعليه فإن السياحة الداخلية ضرورية لتعويض النقص في أعداد السياح الأجانب في حال حدوثه وأيضا في فترات موسمية القطاع، وقد ولوحظ مؤخرا اهتمام وزارة السياحة والآثار بعمل برامج سياحية منوعة ضمن حملة "أردننا جنة" التي تستهدف الأردنيين بأسعار تشجيعية. وأهم ما يميز هذه البرامج هو إشراك المجتمع المحلي بها، بحيث يحقق المنفعة المادية وأيضا يتعرف الزائر على عادات أهل المنطقة من الطعام واللباس وغيرها من تقاليد المجتمعات المحلية.
وكون السياحة تصل لأكثر المجتمعات المحلية بعدا عن المركز، فهذا يجعلها على رأس القطاعات الاقتصادية التي تعود بالنفع على المجتمع المحلي. وهنا لا بد من الإشارة الى ضرورة الاستمرار بمثل هذه الحملات والبرامج وتطويرها بحيث تستهدف جميع فئات المجتمع وتوسيع قاعدة المستفيدين منها من مزودي الخدمات السياحية من طعام وشراب ونزل ومحلات حرف تقليدية وأدلاء سياحيين. وما رأيناه مؤخرا في حملة "أردننا جنة" يدعو الى الكثير من التفاؤل ويمهد الطريق الى نهج وأسلوب سياحة داخلية جديد ومتنوع يعد المجتمع المحلي شريكا أساسياً به.
وفي المقابل، يجب التنويه، في هذا السياق، إلى أن الدخل السياحي للمملكة ارتفع بنسبة 8.6 % لنهاية تموز (يوليو) من العام الحالي، حسب أحدث بيانات أصدرها البنك المركزي الأردني.
وحسب البيانات، ارتفع الدخل السياحي إلى 3.2 مليار دولار (2.3 مليار دينار)، مقارنة مع 2.95 مليار دينار للفترة ذاتها من 2018.
جدير بالذكر أن إنفاق الأردنيين على السفر للخارج بلغ حوالي المليار دينار في العام الماضي.
اضافة اعلان
