‘‘الشارقة السينمائي للطفل‘‘ يسلط الضوء على قضايا الأطفال اللاجئين

مشهد لاحد الافلام - (من المصدر)
مشهد لاحد الافلام - (من المصدر)

منى أبو حمور

الشارقة- يقدم مهرجان الشارقة السينمائي للطفل 2017، في دورته الخامسة، مجموعة من الأفلام التي تناقش التحديات والأوضاع الإنسانية السيئة والإسقاطات النفسية التي تخلفها الحروب على الأطفال، إضافة إلى ظاهرة اللجوء والتحديات التي يواجهها اللاجئون في مختلف دول العالم.اضافة اعلان
وتسلط الأفلام الضوء على قضايا الأطفال اللاجئين عبر خمسة أفلام تعرض خلال الدورة الخامسة، تحمل المشاهد إلى واقع اللجوء من خلال مشاهد آسرة ومشوقة حول مجموعة من القصص الإنسانية الملهمة.
ونقلت الأفلام الروائية الطويلة التي حملت عناوين “الفتى الصغير”، و”ضيف استثنائي”، و”أحباب القدس”، و”مقاومة زوشينير”، و”مرحبا”، الذكريات الملمة والجروح الغائرة التي تخلفها الحروب والمعاناة الحقيقية التي يعيشها اللاجئون في دول اللجوء بعد خروجهم من بلادهم وقد جردوا من كل شيء سوى القليل من الذكريات التي لطخت بدماء الحروب وويلات التهجير. وكان للأعمال الأردنية حضور قوي في مهرجان الشارقة السينمائي للطفل 2017 من خلال الفيلم الوثائقي الثقافي “أحباب القدس.. قبة الصخرة في قلوبنا” الذي يعرض لأول مرة في العالم من إنتاج سعودي أردني، يستعرض من خلاله المخرج أيمن الجبالي، قصص مجموعة من الأطفال الفلسطينيين الذين يتمتعون بمواهب وهوايات عديدة يعبرون من خلالها عن مدى حبهم للمسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة.
ويروي الجبالي على مدار 12 دقيقة خلال فيلمه الوثائقي الثقافي القصير قصص المعاناة التي يواجهها الأطفال الفلسطينيون عند زيارتهم للمسجد من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي.
كما يعرض خلال المهرجان الفيلم الوثائقي القصير “مرحبا”، الحنين إلى حضن الوطن الذي يعرض لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط للمخرج الإسباني إميليو مارتي المتخصص في إخراج أفلام الرسوم المتحركة، التي يعتمد عليها في طرح القضايا الاجتماعية والإنسانية الملحة، ويسرد الفيلم بأسلوب فني رفيع قصة الطفل “محمد” الذي يعيش في مخيم للاجئين في اليونان.
وروى مارتي، خلال الفيلم الذي مدته 9 دقائق، قصة الطفل “محمد” الذي هرب من جحيم الحرب في سورية، بحثا عن الأمن والاستقرار والحياة الآمنة، مفتقدا دفء الوطن وضحكة العائلة ورفاق الدراسة التي خلفتها الحرب في سورية، فلا مدرسة يذهب إليها، ولا سقف ولا جدران يحميه من حر الصيف وبرد الشتاء.
وأبرز ما يميز هذا العمل، أن إنتاجه تم بالتعاون مع مجموعة من الأطفال خلال ورشة عمل أقيمت في مخيم تشيرسو في مدينة كيلكيس اليونانية.
وضمن دراما الحرب، نجح المخرج المكسيكي اليخاندرو مونتيفيردي في الفيلم الروائي الطويل “الفتى الصغير.. جروح الحرب لا تندمل” في إبراز الجروح الغائرة التي تخلفها الحروب والمتمثلة في غياب الأب.
ويسرد مونتيفيردي الذي منحته إدارة الجنسية في الولايات المتحدة جائزة “الاختيار الأميركي” عن فيلمه “بيلا” قصة الطفل “بيبر” صاحب الثماني سنوات، الذي يرتبط مع والده بعلاقة مميزة، فهو رفيقه ويعتبره كل شيء في هذه الحياة، وتدور الأيام وتندلع الحرب العالمية الثانية، ويُفرض على الأب الالتحاق بالجيش، ليعيش الفتى الصغير على إثر ذلك أياماً عصيبة، مما جعله يبدي استعداداً لفعل أي شيء في سبيل عودة والده الذي أخذته الحرب.
ويعكس الفيلم الذي مدته 106 دقائق، الدور الذي لعبته الأوضاع الاستثنائية التي عاشها “بيبر” في تعزيز القيم الإنسانية في دواخله، وتشجيعه على مساعدة الآخرين، حتى وصل به المقام في نهاية الأمر إلى عقد صداقة مع طفل ياباني يعيش في بلدته، وذلك في الوقت الذي كان ينظر إليه على أنه عدو، يحمل الفيلم الكثير من الدلالات العاطفية الإنسانية التي تفيض بالحب، ويعكس المآسي التي تخلفها الحروب.
في حين تناول المخرج كردي الأصل خلال فيلمه الروائي القصير “ضيف استثنائي، دفء الأسرة البديلة”، ومدته 19 دقيقة، قصة الطفل اللاجئ “آكو”، الذي يعيش وحيداً مع والدته، ولا يمتلك شيئاً من ذكرى والده سوى قطعة نقود واحدة؛ حيث يحمل الفيلم قيماً إنسانية نبيلة تشجع على حُسن المعاملة.
وفي أحداث الفيلم، تضطر الوالدة لترك ابنها لدى جيرانها الإنجليز الذين فقدوا ابنتهم “آكوا”، لتذهب إلى مقابلة عمل، ليجد الطفل في جيرانه صدراً، فيعاملوه كضيف استثنائي.
كما يندرج فيلم “مقاومة زوشينير.. سنوات النضال في بلد المليون شهيد” ضمن فئة أفلام صنع الطلبة، وهو فيلم رسوم متحركة قصير، مدته 6 دقائق، ويعود هذا الفيلم بمشاهديه إلى فترة حرب الاستقلال في الجزائر، التي قامت في العام 1954 واستمرت حتى 1962، ليحكي لنا قصة رجل اعتاد الاختباء في الجبال، حيث كانت مهمته الوحيدة تتمثل في تزويد مقاتلي الثورة الجزائرية بالطعام.
والفيلم من إخراج ميليسا إدري، وبينوا ليكيلتيل، وإيفانا نغامو وكوم بالغيري، وهم شباب جمعهم شغف السينما وصناعة الأفلام، تخرجوا جميعاً من مدرسة سوبينفوكوم روبيكا، التي تتخذ من فالينسيانس بفرنسا مقراً لها، وحصلوا منها على درجة الماجستير في الإخراج الرقمي.
تزخر الدورة الخامسة من مهرجان الشارقة السينمائي، الذي تنظمه مؤسسة (فن) المعنية بتعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة بدولة الإمارات العربية المتحدة، في الفترة من 8-13 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، بمجموعة من الأفلام التي تحمل في طياتها مضامين وقيماً إنسانية نبيلة، والتي تبرز بين ثناياها وبصورة جلية قضايا الحروب واللجوء.
وتسعى مؤسسة (فن) إلى محو الأمية الإعلامية للأطفال؛ حيث تهدف من خلال مبادراتها وفعالياتها إلى تنشئة جيل واعد من الفنانين والسينمائيين المبدعين وإعدادهم، والترويج للأعمال الفنية والأفلام الجديدة التي ينتجها الأطفال والناشئة في دولة الإمارات، وعرضها في المهرجانات السينمائية والمحافل الدولية في جميع أنحاء العالم.