"الشارقة القرائي" يختتم فعالياته ببرامج وأنشطة ثقافية وعلمية مبهجة للصغار

ديمة محبوبة

الشارقة- ببرامج وأنشطة مبهجة وثقافية وعلمية وترفيهية للطفل، اختتم مهرجان الشارقة القرائي للطفل فعاليات دورته الـ13 لهذا العام، الذي شمل ندوات تحاورية مع مختصين في مجالات تعنى بالطفل، كالفنون والكتابة والعلوم والثقافة، إلى جانب عروض مسرحية وترفيهية.
مؤخرا، عرض المهرجان الذي عقد في إكسبو مسرحية "زيتورا"، التي تروي بقالب مسرحي خيالي قصة مملكة "زيتورا" الخيالية، وملكها الذي يكسر الأعراف والتقاليد بحبه لفتاة من عامة الشعب، ما يعرضه لغضب كبيرة المملكة، جدته دادا.
ولاقت المسرحية إقبالاً لافتاً من الأطفال، ومن مختلف الفئات العمرية، والعائلات الذين تفاعلوا مع الحركات المسرحية المميزة التي أداها الفنانون على المسرح، ومن أبرز أبطال العمل: هنادي الكندري، ليالي دهراب، ديمة أحمد، إيمان فيصل، هبة الدري، فتات سلطان، محمد الحداد، أحمد النجار، حسن عبدال، والزين بو راشد.
وتعد المسرحية من أحدث ما أنتجه المسرح الكويتي؛ حيث تميزت عن المعتاد في شكل المسرح والاستعراض وتركيبة العمل وطاقمه، وجاء العمل الفني من تأليف جاسم الجلاهمة، وإخراج شملان النصار.
لم تكن هذه المسرحية فقط الوحيدة من النشاطات الخارجة عن المألوف وتعمل على توسيع إدراك الطفل ولعمل لأجله، فناقشت ندوات كثيرة خلال المهرجان، أهمية الرسم بطريقة مبتكرة ورائجة تتحدث مع عقلية الطفل ومدى خياله الواسع وليس فقط من أن نرسم للطفل بخطوط منحنية وكأنه هو من يرسم، وعن أهمية إدخال الأنيمي الذي يستهوي الكبير والصغير في قصص الطفل كعامل جذب له حتى يمسك الكتاب ويكمله، خصوصا بوجود المنافسة الكبيرة بين الكتاب وعالم الانترنت وألعاب الفيديو.
المهرجان أخذ زواره من الكبار والصغار، إلى عالم مدهش من المتعة والتعلم واللعب، حيث تحولت قاعات مركز إكسبو الشارقة إلى مساحة مفتوحة لاكتشاف المواهب والإبداعات والفنون، إذ خصص المهرجان، الذي اختتم فعالياته الأحد الماضي منصات لسلسلة من الورش الفنية، والرياضية، والتكنولوجية، والموسيقية، وغيرها من الفعاليات. وجسد المهرجان، الذي حمل هذا العام شعار "كوّن كوّنك"، رؤية الشارقة تجاه الاستثمار في الأجيال الجديدة وتطوير المهارات والإبداعات؛ حيث جمع 112,350 ألف زائر في فضاء واحد وسط حكايات وقصص وعلوم ومعارف قدمها 139 ناشراً، بحضور ومشاركة نخبة من الكتاب والفنانين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
وعلى هامش المهرجان أقيمت فعالية توزيع جوائز للفائزين بجائزة الشارقة للأدب المكتبي بدورته الـ22، التي تناولت موضوع "إدارة التغيير والتحول فى المكتبات ومؤسسات المعلومات"، وذلك خلال "ملتقى جائزة الشارقة للأدب المكتبي"، في هيئة الشارقة للكتاب.
وحظي الملتقى بحضور مديرية إدارة مكتبات الشارقة إيمان بوشليبي، إذ حصدت المركز الأول الإماراتية سعادة على الحارثي، عن بحث بعنوان "التحديات التقنية للحلول الرقمية في المكتبات ومؤسسات المعلومات وسبل الحد منها"، التي استلمتها بسمة أنور بالإنابة عنها.
وكانت الجائزة الثانية للمصري ثروت العلمي من مكتبات جامعة الشارقة، الذي عبر في بداية حديثه عن سعادته بفوزه بالمركز الثاني، عن بحث بعنوان "التحديات التقنية للحلول الرقمية في المكتبات ومؤسسات المعلومات وسبل الحد منها".
وقال العلمي: "إن موضوع الجائزة كان مهما للغاية خلال الأيام المعاصرة التي نعيشها الآن، ولهذا اخترت موضوعا عن الرشاقة التنظيمية ودورها في إدارة المكتبات ومؤسسات المعلومات واتخذت مكتبات جامعة الشارقة نموذجا لتطبيق مفهوم الرشاقة التنظيمية".
وعبرت الفائزة بالمركز الثالث الدكتورة مروة زكي توفيق، أستاذ تكنولوجيا التعليم بجامعتي عين شمس وجدة، عن سعادتها بالفوز في بحث مشترك مع الدكتور وليد سالم الحلفاوي، أستاذ تكنولوجيا التعليم بجامعتي عين وشمس والملك عبد العزيز.
وعن موضوع البحث، قالت "إن موضوع البحث الفائز يدور حول أثر بوابة المعرفة العميقة على الانخراط بالمصادر المكتبية وإدارة المعرفة الشخصية لدى طلاب جامعة الملك عبد العزيز أثناء جائحة "كوفيد 19": بحث باستخدام النمذجة بالمعادلات الهيكلية والأساليب المختلطة".
وخلال هذا المهرجان، أضيفت نوعية جديدة لبرنامجه؛ إذ شهدت دورة هذا العام انعقاد أول مؤتمر من نوعه في العالم بعنوان "مؤتمر الموزعين الدولي"، الذي نظمته "هيئة الشارقة للكتاب" بمشاركة 385 موزعاً وناشراً وبائع كتب من 56 دولة، ناقشوا حاضر قطاع توزيع الكتاب والآفاق المستقبلية لتطوير آليات التوزيع، عبر سلسلة جلسات وورش مهنية على مدار يومين، ضمن جهود إمارة الشارقة للارتقاء بمنظومة صناعة الكتاب ودعم الناشرين والموزعين على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
ونظم المهرجان على مدار أيامه أكثر من 1900 فعالية تنوعت بين عروض مسرحية وفنية وورش إبداعية وجلسات حوارية، ناقشت قضايا ومواضيع تتناول حاضر ومستقبل أدب الطفل، وتطوير المحتوى الإعلامي الموجه للأطفال واليافعين عبر الوسائل المختلفة، شملت 120 فعالية ثقافية، و130 عرضاً فنياً ومسرحياً، و1140 فعالية للطفل، منها 750 ورشة عمل، قدمها 11 ضيفاً من 14 دولة. وأخيرا، قال رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد العامري "إن مهمة بناء أجيال جديدة تملك أدوات المعرفة وتعرف قيمة الكتاب وقادرة على المساهمة في نهضة بلدانها، مهمة متواصلة وليس لها تاريخ انتهاء، وهي جوهر أي مشروع حضاري يعرف مراكز قوته، لهذا نحن في الشارقة نمضي بتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ورعاية قرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، لتظل جهود المهرجان وأثره متواصلين طوال العام، وتبدأ من الشارقة وتمتد لتصل إلى مختلف بلدان المنطقة والعالم".
وختم بقوله: "حققنا في دورة هذا العام من المهرجان العديد من أهدافنا وتطلعاتنا التي نرمي من خلالها للارتقاء بأدب الطفل في منطقتنا العربية والعالم بشكل عام. واليوم مع إسدالنا الستار على هذا الحدث، تنطلق رحلة الاستعداد لاستقبال أحداث وفعاليات جديدة تحتضنها إمارة الشارقة، تماشياً مع رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي جعل من العناية بثقافة الإنسان وفهم الآخر والحوار معه، عبر القراءة وتذوق الفنون الهادفة، وسيلةً للارتقاء بالذات وبناء المشروع الحضاري للأمة، وإن الاهتمام بثقافة الطفل يأتي في مقدمة هذا التوجه الراسخ".
ومن جانبها، قالت منسق عام مهرجان الشارقة القرائي للطفل، خولة المجيني: "مع ختام كل دورة من دورات المهرجان، نقرأ التحولات والمتغيرات التي يمر بها الأجيال الجديدة على مستوى آليات حصولهم على المعرفة، وتطلعاتهم في التعلم، وأكثر ما يثير اهتمامهم، وهذا يضعنا أمام تصور أكثر وضوحاً للدورات المقبلة من المهرجان، فهذا العام كان التعليم التفاعلي والمعرفة المرتبطة باللعب السمة العامة لبرنامج ورش وأنشطة المهرجان، تجسيداً لشعار المهرجان الذي يرتبط بفعل القراءة بمفهومها الواسع، ويشمل الكتب وتأمل الرسوم وتذوق العروض الفنية، وتشجيع الأطفال على تنمية مواهبهم الإبداعية بالاستفادة من منابع المعرفة وأشكالها كافة".

اضافة اعلان