الشركات تتبرع بالمال العام للمستوطنات

مستوطنة إسرائيلية غير شرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة - (أرشيفية)
مستوطنة إسرائيلية غير شرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة - (أرشيفية)

هآرتس

اوري بلاو

16/12/2015

شركات إسرائيلية منها "تنوفا" و"ديلك" و"شوكولاد" و"هشاحر هعوليه" تبرعت في السنوات الأخيرة بالأموال للمشروع الاستيطاني – هذا ما تبين من عدة تحقيقات لـ "هآرتس" التي تقوم بفحص مسار الأموال للمستوطنات. في التحقيق الذي نشر في الأسبوع الماضي كشفت "هآرتس" أن منظمات اميركية دفعت للمستوطنات نحو مليار شيكل في خمس سنوات وحصلت على الإعفاء الضريبي.اضافة اعلان
 في العالم من المقبول به أن تقوم شركات عامة بالتبرع بـ 1 بالمائة من أرباحها قبل الضريبة. التبرع من قبل الشركات العامة هو أمر مختلف فيه حيث أنه فعليا الحديث يدور عن أموال عامة. التمويل هو لأصحاب الأسهم في الشركة وليس لأصحاب السيطرة فيها، خلافا للتبرعات التي تصل من الشركات الخاصة.
 تلزم سلطة النقد الشركات العامة في البلاد بالإبلاغ عن سياسة وحجم التبرعات وعن التعهدات المستقبلية للتبرعات. بعض الشركات تنشر تقارير مرحلية في موضوع المسؤولية النقابية، لكن معظمها لا يكشف عن الجهات التي تحصل على التبرعات. في إسرائيل قالت "ذي ماركر" هذه السنة إن شركات قليلة فقط تتبرع بـ 1 بالمائة من أرباحها.
المعطيات تنشر هنا لأول مرة حول التبرعات التي ذهبت للمستوطنات وتم الكشف عنها من خلال دراسة عشرات الملفات للجمعيات الاسرائيلية التي تعمل وراء الخط الاخضر. وقدمت الجمعيات تقاريرها حسب القانون حول التبرعات التي حصلت عليها بمبالغ تزيد على 20 ألف شيكل. على مدى السنوات تراكم حجم هذه التبرعات ليبلغ ملايين الشواقل.
 "جمعية تطوير ايتمار" تعمل على تطوير مستوطنة في السامرة. حسب تقريرها الاخير منذ 2013 استثمرت الجمعية في بناء كنيس في المستوطنة.
 في 2013 جندت الجمعية أكثر من 3 ملايين شيكل لنشاطاتها. بعض هذه الأموال وصلت من الخارج من خلال استخدام جمعيات إسرائيلية أخرى كقناة. ولكن ايضا شركات اسرائيلية تبرعت للجمعية. صندوق "ديلك للعلوم" والتعليم والثقافة، الذي يركز كما تقول الشركة على المساهمة في التعليم، تبرع لايتمار بـ 30 ألف شيكل. الشركة العامة "لبيدوت" التي تعمل في التنقيب عن النفط والغاز تبرعت لايتمار بـ 35 ألف شيكل. مبلغ مشابه تبرعت به الشركة الخاصة "لبيدوت" للتنقيب عن النفط.
 "لبيدوت" لم ترد على توجهنا اليها. وجاء من صندوق "ديلك" الرد: "صندوق ديلك يتبرع في كل سنة لعدد كبير من الجمعيات والافراد ويعمل على دعم اهداف جماهيرية مختلفة في مجال الرفاه والصحة والتعليم، بما في ذلك النشاط المحافظ على الارث اليهودي".
 معهد "عطيرت القدس" أقيم قبل 30 سنة في الحي الاسلامي في البلدة القديمة في القدس. وحسب موقع المعهد فهو يشكل "العمود الفقري لليهود الذي يبلغ عددهم ألف شخص ويسكنون في قلب البلدة القديمة في الحي الاسلامي (الحي اليهودي المتجدد)". أحد اهداف الجمعية التي تدير المعهد هو "تشجيع الاستيطان في ارض اسرائيل ولا سيما كريات أربع في الخليل وخلق تعاطف جماهيري مع هذا الامر"... من اجل تشجيع التبرعات للمعهد ورد في الموقع أنه "في هذه الفترة المعقدة حيث يسير الكثيرون مع مشاعر الازمة القيمية، الامر الذي يؤدي الى ازمة استيطانية وروحية، هذا هو الوقت لزيادة وتعزيز السيطرة على القدس، مدينتنا المقدسة".
 في 2012 توجه المعهد الى مسجل الجمعيات بطلب عدم نشر اسماء المتبرعين. ومن بين الاسباب التي ذكرت "معرفة هوية المتبرعين من قبل جهات غير مرغوب فيها" مثل "بعض الجمعيات ووسائل الاعلام". يتبين من تحقيق "هآرتس" أن من بين المتبرعين للجمعية في 2011 كانت الشركة العامة للصناعات البتروكيماوية في اسرائيل (التي تسيطر على أسهم في شركة المفرقعات) والتي تبرعت للمعهد بـ 20 ألف شيكل. ولم ترد الشركة على اسئلة "هآرتس".
 احدى الجمعيات المركزية التي تعمل في المناطق هي "صندوق رعاية الفكرة الصهيونية" التي توجد مكاتبها في نفس العنوان الذي توجد فيه "أمانه"، وهي حركة الاستيطان للمستوطنات، ومديرها هو زئيف حيفر (زمبيش). هذا الصندوق يدعم ايضا مستوطنة ايتمار ومعهد "عطيرت القدس" في البلدة القديمة والكنيس في الون موريه وغيرها.
من بين المتبرعين ايضا شركة "شوكولاد" و"هشاحر هعوليه" حيث أنه في 2013 تبرعت بـ 50 ألف شيكل. "هشاحر هعوليه تبرعت بـ 6 بالمائة في كل عام". قال مدير عام الشركة موشيه فايدبرغ. "هذه مصلحة عائلية وكل واحد منا يحصل على مبلغ ويتبرع بما يريد. أنا أؤمن بأرض اسرائيل الكاملة والتي تسميها أنت المناطق المحتلة. يا ليتنا كنا نستطيع التبرع أكثر". فايدبرغ غضب من مجرد توجيه السؤال له حينما سئل عن موقفه لو كانت ستصله مكالمة مشابهة من اجل التبرعات من "بتسيلم" مثلا. فأجاب أنه يفضل الافلاس على التبرع لهذه المنظمات.
 شركة "تنوفا" ايضا تبرعت للصندوق. في 2007 تبرعت بأكثر من 164 ألف شيكل. وقد جاء من "تنوفا" أن "التبرع لصندوق الفكرة الصهيونية تم حسب المعلومات التي لدى هآرتس من 2007، لذلك فان ادارة تنوفا الحالية ليست مسؤولة أو مُلمة بالاعتبارات التي كانت لدى الادارة السابقة للشركة. عندما قررت منح هذا التبرع في حال تم منحه بالفعل. تتبرع تنوفا كل سنة باشكال متعددة ولمجموعة كبيرة من الجمعيات في اسرائيل وحسب سياسة واضحة. وتنوفا لا تتبرع لجمعيات أو أجسام لديها توجهات سياسية".
في نفس السنة تبرعت شركة "البيت" لصندوق رعاية الفكرة الصهيونية بـ 75 ألف شيكل. وقبل ذلك بسنتين تبرعت الشركة بـ 87 ألف شيكل لجمعية العاد. لم يصلنا رد من "البيت".

 

منحة من منظمة مركز بولتسر مولت هذا التحقيق.