الشقران.. "مدفعجي" الحسين الحاضر بجمال أهدافه في ذاكرة الكرة الأردنية

نجم المنتخب الوطني والحسين إربد السابق أحمد الشقران-(_)
نجم المنتخب الوطني والحسين إربد السابق أحمد الشقران-(_)
مصطفى بالو يبقى لطعم الإنجاز مذاقه الخاص، وتزداد نكهته حلاوة، حين يعتريه الجد والتعب وعرق الاجتهاد في الملعب، متجاوزا المعوقات والصعوبات للوصول إلى الهدف، في بداية تستحق تسميتها “من الصفر”، ليخرج أصحابها من رحم المعاناة إلى عالم النجومية. زاوية “من الصفر” تقف في جديد محطاتها، عند نجم الزمن الجميل في صفوف المنتخب الوطني والحسين إربد أحمد الشقران، المدافع و”المدفعجي” التي ما تزال “صواريخه” حاضرة في ذاكرة “شباك” المنافسين، عبر رحلة كروية ممتعة نسردها في السطور التالية.

بدايتي في الرمثا

يروي “مدفعجي” الكرة الأردنية أحمد الشقران حكايته مع كرة القدم، والتي عشقها من حارات ومدارس الرمثا قائلا: “عرفت بمهارتي الكروية وقدرتي الدفاعية وتسديد الكرات القوية من حارات الرمثا، والتي قدمتني سريعا إلى فرق الفئات العمرية لـ”غزلان الشمال”، وتدرجت ضمن الفرق السنية تحت 13 و15، وسرعان ما وصلت الفريق الأول وأنا ابن 16 ربيعا بالتحديد في عام 1983”. ويجد الشقران أن الفرحة لم تدم بالرمثا، شارحا: “شاركت فريق الرمثا الأول بطولة صدام الدولية في بغداد، وخضنا مباريات قوية مع فرق المقدمة العراقية، لكني بعدها تعرضت إلى الإصابة، والتي شخصت بتمزق في الأربطة، وابعدتني لمدة سنة عن الملاعب.

مع “الغزاة” أجمل المحطات

ويشرح الشقران انطلاقته الجديدة مع الحسين: “تعافيت من الإصابة بعد عام، وبدأت في استعادة مستواي، ومثلت وقتها منتخب مدارس الرمثا، وجمعتنا مباراة ودية مع فريق الرمثا الأول وقتها، وقدمنا مستوى رائعا وأنا لفت الانتباه، وفزنا وقتها ضد تشكيلة العمالقة في صفوف الرمثا لاسيما خالد الزعبي ووليد الشقران، ليعود الرمثا بمطالبتي لتقييدي في سجلات الفريق لدى اتحاد الكرة، إلا انني كنت قبلها قد التحقت في صفوف الحسين إربد”. وتابع: “وجدت ضالتي في صفوف الحسين، وزاملت نجومه المميزين، وخضنا مباريات لا تنسى في ظل دعم جماهيري كبير، في رحلة كروية تبقى الأجمل في حياتي الكروية خلال الفترة 1978-2001، وشاركته في البحث عن الذات في منافسات الممتاز قديما، على مستوى الدوري وكأس الأردن ودرع اتحاد الكرة، وشاركته التتويج بلقب الدرع 1993-1994، وكنا رقما صعبا في المسابقات المحلية، واتذكر أنه في أحد الدوريات تصدرنا الذهاب، وتشاركنا في نهايته مع الفيصلي برصيد 40 نقطة لكل منا، وتوج وقتها الفيصلي باللقب بفارق الأهداف”. وحول أبرز الاسماء “الحسينية” التي شاركته الدفاع عن ألوان “الغزاة”، أجاب الشقران :” اعتز بكل من لعبت إلى جانبه، ومن لحقنا من الأجيال الكروية المميزة إلى يومنا هذا، واجد أبرز الأسماء التي لعبت إلى جانبها، الراحل راتب الضامن، جميل مصباح، فايز يوسف ماهر عثمان، منيب غرايبة، هيثم عبدالهادي، زيد علو، علاء الروسان، كمال الخاروف، عارف حسين ومحمد خليف. وعن أجمل المباريات وأجمل الأهداف التي سجلها لفريق الحسين إربد، قال المتألق الشقران: “جميع المباريات التي لعبناها في فريق الحسين ضد الأندية الجماهيرية، الفيصلي والوحدات والرمثا كانت جميلة ومثيرة، وأجد من أجمل مبارياتي نهائي درع 1993 الذي توجنا بلقبه، وفزنا وقتها على الفيصلي بالمباراة النهائية بنتيجة 2-1، وسجلت هدف الفريق الثاني من تسديدة قوية، وكذلك يحضرني هدفي في مرمى الوحدات موسم 1992، والذي سسدته من مسافة بعيدة.

رحلة عسكرية

ويقف الشقران، المدافع الذي ابدع في مركز الظهير الأيسر، عند رحلته الكروية العسكرية، مستطردا:” تجندت مكلفا في القوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي- خلال الفترة 1988-1990، والتحقت وقتها بفريق الفرقة الثالثة التي كانت تضم نجوما للكرة الأردنية منهم عارف حسين وخالد العقوري، وتوجنا بقلب الدوري العسكري في سنتين متتالتين، وكذلك مثلت المنتخب العسكري الذي كان يضم العديد من نجوم الزمن الجميل، وشاركته بطولة العالم العسكرية التي أقيمت في العراق عام 1990، وقدمنا مباريات مميزة”. وعن رحلته في صفوف فريق الحرس الملكي، رد الشقران: “بعد انتهاء خدمتي العسكرية، تشرفت بالتجنيد بالحرس الملكي للعب في فريقه، والذي كان يتولى الاشراف عليه أحمد قطيشات، وزاملت خيرة نجوم الكرة الأردنية لاسيما شقيقي رائد الشقران، محمد الأشهب، إسلام ذيابات وموسى عوض وغيرهم من النجوم، وتمكنا في فريق الحرس من الاحتفاظ بلقب الدوري لمدة 14 سنة خلال الفترة 1990-2004، وكم غمرتني السعادة عندما توج فريق الحرس الملكي بلقب الدوري العسكري من جديد مؤخرا”.

مع المنتخب الوطني

وحول السنوات التي لعبها في صفوف المنتخب الوطني وأجمل أهدافه بقميص النشامى، رد الشقران: “تشرفت بأداء الواجب الوطني والدفاع عن ألوان منتخب الوطن الأول خلال الفترة 1988-1994، وافتخر انني كنت برفقة زميلي الرمثاوي خالد العقوري أصغر لاعبيه بعمر 19 سنة، وكانت أجمل محطاتي ضمن تشكيلته، عندما شاركته تصفيات كأس العالم 1994، والتي جرت على ستاد الحسن بإربد، وسجلت كذلك أجمل اهدافي في مرمى المنتخب الباكستاني من بعد منتصف الملعب، والذي بقي في ذاكرة التلفزيون الأردني، ويعرض في “برومو” المجلة الرياضية لسنوات طويلة”. وحول توقعاته لمنتخب النشامى في نهائيات آسيا 2023، رد الشقران: “يمتلك المنتخب الوطني الحالي جيل مميز من المواهب والخامات الفتية، إلى جانب أسماء الخبرة التي تعد من أفضل الأجيال الكروية على امتداد تاريخه، تبعا لاحتراف معظمها في دوريات عربية قوية، واتوقع أن يمر النشامى إلى ادوار متقدمة، إذ تحلوا بحماسهم وعزيمتهم المعهودة، وأبدوا تركيزا ذهنيا وبدنيا وتكتيكيا عاليا، وكذلك يملك فرصة التواجد في نهائيات كأس العالم، لكن بشروط في مقدمتها التخطيط المدروس بالاستفادة من التجربة القطرية، وتوفير الإمكانات من حيث الدعم المالي والبنية التحتية، والأهم معالجة الأمور المالية الكارثية لدى جميع الاندية، باعتبارها الرافد الحقيقي للمنتخب الوطني”.

نظرة تفاؤل “حسينية”

وحول متابعته لأحوال الفريق الملكي وظهوره المميز بالموسم الماضي، قال الشقران : “أجد توافر أسباب النجاح بدءا من مجلس الإدارة المجتهد برئاسة عامر أبوعبيد، وفريقه الإداري المنسجم إلى حد كبير، والذي لخص بايجاز متطلبات النجاح ووفرها خلال الموسم الماضي، وتعاقد مع جهاز فني على درجة من الكفاءة ولاعبين محليين ومحترفين مميزين، واعاد الهبة الجماهيرية الحسينية إلى المدرجات. وتابع: “أصبح الحسين إربد مثار جذب العديد من النجوم، ولعل استقطابه نجم بحجم خبرة ونجومية قائد الرمثا السابق حمزة الدردور، يفسر نهج مجلس الإدارة في هذا الموسم، ويساعده الاستقرار الإداري والأهم المالي على خلاف الأندية المحلية، وأرشح الحسين في الوقوف على منصات تتويج مختلف المسابقات المحلية للموسم الحالي.اضافة اعلان