خلل في منظومة الكرة الأردنية

بدران الشقران - (أرشيفية)
بدران الشقران - (أرشيفية)

بدران الشقران

لعبت سنوات طويلة في نادي الرمثا والمنتخبات الوطنية لكرة القدم، وانتقلت بعدها لأجواء التدريب، لأخرج بنتيجة مفادها أن خللا ما تعيشه منظومة الكرة الأردنية، ويحتاج إلى التصحيح، إذا ما أردنا مواصلة الأحلام في الوصول للألقاب الآسيوية وبلوغ المونديال.

اضافة اعلان

خلال سنوات لعبي الطويلة، نزفت الكثير من الدماء، فداء للنادي والمنتخب الوطني.. عانيت أياما وأسابيع في المستشفيات بسبب الإصابات المتلاحقة.. انتظمت في المباريات والتدريبات والمعسكرات الخارجية والداخلية، على حساب عائلتي وأهلي، أملا في أن أجد التكريم الذي أستحق بعد الاعتزال، ليأتي الواقع على غير ما أتمنى، اللهم إلا من بعض المشجعين الذين كانوا يرون في تضحيات بدران الشقران الشيء الذي يستحق أن يشار إليه بالبنان.

اعتزلت الكرة، وانتقلت إلى عالم التدريب، أملا في بيئة أجمل وأفضل، فيها التقدير والإشادة، لأجد عالم التدريب أكثر سوادا، حيث المدرب ينهش بزميله، والمدير الفني يشتكي الإدارة بسبب غياب الرواتب، والإدارة تقصي الأجهزة الفنية بسبب ودون سبب..اللاعب يطلب 10 دنانير من مدربه لملئ سيارته بالوقود ليتمكن من حضور التدريب.. ملاعب لا تصلح إلا لرياضة الفروسية، ويسمونها “ستادات” دولية، كل ذلك يحدث في دوري يفترض أنه للمحترفين.

يتحدثون عن كرة القدم وطموح الوصول للمونديال، وهم يعلمون أن الخلل في منظومة كرة القدم الأردنية، يحتاج إلى سنوات للإصلاح، ويحتاج إلى إرادة جماعية من الاتحاد والأندية واللاعبين، أملا في تصحيح المسار.

في أندية المحترفين، يدعون الله بالتوفيق في المباريات، في نفس الوقت الذي يأكلون فيه حقوق اللاعبين والمدربين، والأدهى من ذلك أن اتحاد الكرة يساعدهم أحيانا بقصد أو دون قصد، من خلال تأخير النظر في شكاوى اللاعبين والمدربين، لدرجة أن هناك شكاوى تقدم بها لاعبون ومدربون مضى عليها أكثر من 4 سنوات، دون أن ينظر فيها، ما يؤشر إلى علاقة خفية بين أطراف تتعاون وتتآمر على اللاعب والمدرب، انطلاقا من مقولة “زبطني بزبطك”.

اتحاد كرة القدم شريك في هضم حقوق اللاعبين والمدربين، فهو مطالب بتطبيق التعليمات حتى لا يسمح للأندية بالتغول على أركان اللعبة..الإدارات مطالبة أيضا بالعدل والمساواة، ومنح الحقوق المالية.

الخلل يكمن في منظومة كرة القدم الأردنية مجتمعة، وليس في جهة معينة، فالكل مسؤول عن تراجع المنتخبات والأندية، والجميع مطالب بالفزعة لإعادة كرتنا إلى المسار الصحيح.

الحل يبدأ بالتشخيص والاعتراف بالتقصير، وهذا يتطلب قرارات شجاعة، ويتطلب أيضا مسؤولين من رحم كرة القدم، حتى يكونوا قادرين على ملامسة هموم وواقع اللعبة.

الكرة الأردنية مشكلتها في التنظير، فالمسؤول يرى الخلل واضحا، ولكنه يذهب للبحث عنه، مطبقا المثل القائل : (شايف الضبع وبقص اثره)..الخلل واضح والحل موجود، والمشكلة تكمن في الإرادة.