الشمال السوري: الانسحاب الأميركي والهجوم التركي.. هل يعيد إحياء "داعش"؟

Untitled-1
Untitled-1

زايد الدخيل

عمان - مع بدء الهجوم التركي اول من امس ضد القوات الكردية في الشمال السوري، حذر الاكراد من أن هذا الهجوم قد يؤدي إلى عودة تنظيم داعش الارهابي، وهو ما يؤكده ويصادق عليه واقع الحال بحسب محللين ومراقبين.اضافة اعلان
ويرى هؤلاء في حديثهم لـ "الغد" انه مع بدء تركيا تنفيذ عملية عسكرية اعدت وخططت لها منذ أشهر طويلة من أجل القضاء على وحدات حماية الشعب الكردية، العصب الرئيس لتحالف قوات سورية الديمقراطية "قسد"، بالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب جنوده من شمال سورية، "اصبح الباب مفتوحا على مصراعيه للأطراف الضالعة في الصراع بأن تحل الوضع، او بمعنى أن تتصارع فيما بينها".
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، أول من أمس الأربعاء، عن بدء الهجوم البري للجيش التركي شمالي سورية، في إطار العملية العسكرية التي أطلقتها أنقرة ضد وحدات الحماية الكردية.
ويقول اللواء المتقاعد فارس كريشان، ان بدء تركيا حملتها العسكرية على مناطق شمال شرق سورية بالتعاون مع المعارضة السورية، والتي تستهدف منطقة شرق الفرات، حيث تنتشر ما يعرف بقوات سورية الديمقراطية التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة، "يمهد الطريق لنشر الفوضى في شمال سورية، وإعادة إنعاش تنظيم داعش الارهابي في تلك المناطق".
من جهته توقع السفير السابق غيث ملحس، أن يعيد التوغل والهجوم التركي في سورية تشكيل خريطة الصراع في هذا البلد مرة أخرى، في ظل الهجمات الموجهة ضد القوات التي يقودها الأكراد، والتي حاربت سابقا تنظيم داعش الارهابي بمساعدة القوات الأميركية، اضافة الى توسيع سيطرة تركيا الإقليمية على الحدود مع سورية.
وقال ملحس ان قوات "قسد" حذرت في السابق من تداعيات سلبية للهجوم التركي على مناطق سيطرتها في الحرب، مضيفًا ان "الهجوم التركي سيجهض نتائج سنوات من العمليات الناجحة التي قادها الأكراد في الحرب ضد داعش، ويتيح المجال أمام بعض قادة التنظيم لمباشرة أنشطتهم الإرهابية من جديد".
بدوره، رأى العميد المتقاعد حافظ الخصاونة، ان تنظيم داعش الارهابي يمثل حتى اللحظة تهديداً حقيقياً في مناطق شمال شرق سورية، مرجحاً ان تنقلب الأمور فيها رأسا على عقب إذا ما اضطرت قوات حماية الشعب الكردي الى تحويل جهودها ومواردها من المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي إلى معركة دفاعية ضد القوات التركية.
واضاف ان قرار ترامب سحب جنوده من شمال سورية، وبدء الهجمة التركية على مناطق شرق الفرات، منح تنظيم داعش حياة جديدة، ليعود ويستأنف نشاطه من جديد في تلك المناطق التي تضم مئات الخلايا النائمة، مؤكداً ان الجيش الأميركي ذاته حذر من أنه سيكون لدى داعش قريباً القدرة على إعادة التحشيد.
وتوقع الخصاونة ان يخلط الهجوم التركي على شرق الفرات الأوراق مجددا في الساحة السورية الملتهبة، مع تعدد جبهات المواجهة وتزاحم الأطراف الدولية المتدخلة في الصراع، واكتظاظ المعتقلات والمخيمات تحت إشراف الإدارة الكردية بالمئات من أسرى تنظيم داعش الارهابي.