الشنق أكثر وسائل الانتحار شيوعا.. والإناث يفضلن السم

عبدالله الربيحات

عمان- تتعدد الوسائل التي يستخدمها اليائسون من الحياة والمضطربون نفسيا بهدف الانتحار، فيما تؤكد إحصاءات رسمية أن الشنق يأتي في المرتبة الأولى، في حين تقضل المنتحرات اللجوء إلى السم بوصفه وسيلة "أقل أذى" حسب اعتقادهن.

اضافة اعلان


وهذا ما يؤكده خبراء لـ"الغد"، ويعزون ذلك لكون الإناث يبحثن دوما عن وسائل انتحار أقل عنفا وإيلاما، لهذا يكون ملاذهن لقتل أنفسهن من خلال الأدوية والمبيدات الزراعية التي تحتوي على نسبة سمية عالية الخطورة، وفق رئيس المركز الوطني للطب الشرعي الدكتور حسن الهواري، وتؤيده في ذلك الأخصائية النفسية الدكتورة نهاية الريماوي.


وبحسب الهواري تمت مخاطبة الجهات ذات العلاقة لمنع استيراد مادة اللانيت السامة التي تستخدم كمبيد للآفات الزراعية، وهو ما حدث منذ سنوات، كونها استخدمت بكثرة للانتحار.


وقال لـ"الغد" إن المنتحرات الأكثر استخداما للسموم، سواء عبر الأدوية أو تجرع المبيدات الزراعية، ومن أبرزها مادة اللانيت شديدة السمية، مشيرا إلى أن مادة اللانيت بلا طعم، ولا لون، ولا رائحة، وهي كفيلة بإنها حياة المنتحر أو المنتحرة في دقائق، قبل ان يتم منعها قبل سنوات.


لكن بعد ان منعت وزارة الزراعة استيراد مادة اللانيت، ظهر مكانها مادة بديلة شديدة السمية تدعى (الغرانيت)، استقطبت أيضا كثيرا من الراغبين بالانتحار، لكنها ذات آثار مختلفة عن سابقتها، حيث تؤدي إلى اصطباغ بعض أعضاء الجسد كالشفتين والانف باللون التركوازي (مزيج بين اللونين الأخضر والأزرق).


يذكر أن عدد حالات الانتحار خلال النصف الاول من العام الحالي بلغ 68 حالة، منها 19 للإناث، وفق تصريحات سابقة للدكتور الهواري الذي بين أن الشنق والشنق كان أكثر الوسائل المستخدمة ومن ثم الحرق، فالسقوط عن مرتفع، ثم استخدام العيارات النارية، فتناول الأدوية، وفي المرتبة الأخيرة جاءت المبيدات الحشرية التي تميل لها الإناث.


بدورها، قالت الاخصائية النفسية الدكتورة نهاية الريماوي إن طبيعة شخصية المرأة محكومة بالخوف، ولذا تلجأ المرأة عندما تحاول إنهاء حياتها بعد ان تتوفر عندها الحوافز إلى وسائل انتحار أقل شدة وعنفا، أما الذكور فغالبا ما يلجأون الى أساليب ووسائل أكثر عنفا وإيلاما، وتكون في معظمها فعالة ومميتة عندما يقررون الانتحار.


وأضافت الريماوي أن الضغوطات التي تتعرض لها المرأة، وخاصة المعنّفة، قد تقودها الى اضطرابات نفسية عميقة تدفعها للانتحار.


ونصحت أي امرأة تواجه ضغوطات نفسية تؤدي بها الى الاكتئاب او الاضطراب، أن تحاول مساعدة نفسها للتعبير عن تلك الضغوطات وعن مشاعرها، إضافة إلى ضرورة مراجعة طبيب نفسي لتشخيص حالتها، منعا من تفاقم الحالة.


وبما أن وزارة الزراعة هي صاحبة القرار بتداول وترخيص مثل المبيدات سواء منها المستوردة أو المصنعة محليا، فإن مدير الوقاية في الوزارة المهندس عماد عوض، يوضح أن الوزارة منعت منذ 6 سنوات مادة (الموثميل 90)، التي تدخل في صناعة مادة (اللانيت)، (والغرانيت) استيرادها او تصنيعها، فيما سمحت باستيراد وصناعة المواد التي لا تتجاوز نسبة الفعالية السمية فيها 20 % كونها غير قاتلة.


وقال عوض لـ"الغد" ان وزارة الزراعة حريصة كل الحرص عدم استيراد او تصنيع مواد ذات نسبة سمية عالية.


وأضاف أنه عند إلغاء استيراد مبيد مثل الموثميل 90 فيتم أيضا إلغاء تسجيله لدى الوزارة، وبالتالي لا يدخل ولا تحصل على إذن تسليم، ويمنع كذلك إدخال المواد الخام المستخدمة في تصنيعه محليا.

واضاف أنه وبقرار من الوزارة، يتم التحقق من المبيدات المستوردة، سواء المسجلة او غير المسجلة قبل السماح بدخولها، وأما المبيدات المصنعة محليا فتمنع الوزارة أن تتجاوز نسبة سميتها 20 %.