الشونة الجنوبية: الظلام يخيم على مئات المنازل لعدم إيصالها بالكهرباء

حابس العدوان

الشونة الجنوبية – في الوقت الذي يخيم فيه الظلام على مئات المنازل في عدد من مناطق لواء الشونة الجنوبية، لعدم وصول التيار الكهربائي بسبب وقوع منازلهم خارج التنظيم أو عدم مقدرتهم على ترخيص منازلهم والحصول على اذن اشغال، باتت مشكلة استجرار التيار بطرق غير مشروعة تهدد أمنهم واستقرارهم، نتيجة تكرار حوادث الصعق والغرامات الكبيرة التي تفرض عليهم نتيجة الاعتداء على الشبكات.اضافة اعلان
ويؤكد عدد من أهالي مناطق سويمة والنهضة والروضة والكرامة، ان الأوضاع الاقتصادية الصعبة تحول دون تمكنهم من ترخيص الابنية القائمة كخطوة رئيسة لإيصال الخدمات، في حين أن آخرين لن يتمكنوا من إيصال التيار حتى وان كانوا مقتدرين ماليا، كون منازلهم مقامة على أراضي الدولة أو خارج حدود التنظيم.
مناشدات الأهالي بالحد من معاناتهم التي مضى عليها سنوات لم تلق اهتماما من كافة الجهات المعنية ما يزيد من سوء أوضاعهم المعيشية مع قدوم فصل الصيف بأجوائه الحارة، مجددين مطالباتهم بإيجاد حلول لتمكينهم من إيصال التيار الكهربائي بشكل قانوني.
ويصف عبدالله الملطعة من منطقة الكرامة، أوضاع الأهالي القاطنين في المناطق خارج التنظيم "بالصعب"، خاصة خلال أشهر الصيف، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وغياب وجود الكهرباء، لافتا إلى أن معاناتهم طويلة مضى عليها ما يزيد على 50 عاما.
ويضيف أن هذه الأوضاع أرغمت عددا من الأهالي على استجرار التيار الكهربائي بطرق غير مشروعة، في مغامرة قد تكبدهم الأرواح نتيجة التعرض للصعق بالكهرباء أو غرامات مالية كبيرة، لافتا إلى أنه تم رفض إيصال التيار الكهربائي لمنازلهم لانها مقامة على أراضي الخزينة.
ويبين شاكر العمارين أحد سكان منطقة الروضة، انه كغيره من الشباب أنفق كل ما يمكل لبناء منزل لعائلته، ولم يعد يقوى على إيصال الخدمات الرئيسة، من ماء وكهرباء لعدم قدرته على تأمين رسوم الترخيص، مشيرا إلى انه يصعب وصف المعاناة التي يعيشها الأطفال والنساء جراء حرمانهم من خدمات الماء والكهرباء التي تحول دون تأمين الحياة الكريمة لهم.
ويضيف إن معاناتهم تتفاقم يوما بعد يوم مع ازدياد الحاجة للكهرباء والماء خاصة خلال أشهر الصيف، لافتا إلى أن آمالهم بعيش كريم مع بناء المنزل وجمع شمل العائلة تحت سقف واحد لم يتحقق إلى الآن، في ظل رفض الجهات المعنية إيصال الخدمات لهم الا بعد الحصول على التراخيص اللازمة، متسائلا، ما المانع من تمكينهم من إيصال التيار الكهربائي بالطرق المشروعة كاجراء مؤقت على ان يتم التعهد بالترخيص حين تتوفر السيولة اللازمة لذلك.
ويرى محمود الجعارات من بلدة سويمة، ان وقوع منازلهم خارج التنظيم دفعهم إلى استجرار التيار الكهربائي بطرق غير مشروعة، رغم علمهم أن ذلك مخالف للقانون وقد يشكل خطرا على حياتهم وحياة ابنائهم، إلا أنهم يضطرون لذلك لتأمين النور والماء البارد لأبنائهم صيفا والدف شتاء.
ويوضح ابراهيم أبوهلال، ان هذه المشكلة قديمة ومعقدة، إذ أن جزءا منها يتعلق بالمنازل المقامة على أراضي الخزينة والأراضي خارج التنظيم، والجزء الآخر المنازل الواقعة داخل حدود البلديات ولكنها غير مرخصة، مضيفا أن عملية ترخيص الأبنية باتت مكلفة، إذ انها تتضمن دفع رسوم مسقفات وعوائد وارتدادات ومخططات هندسية وما إلى ذلك من رسوم عالية، يعجز معظم الأهالي في المنطقة عن توفيرها، في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة خاصة تلك التي فرضتها جائحة كورونا.
وبحسب مدير كهرباء الشونة الجنوبية غازي الشنيكات، فان ايصال التيار الكهربائي لأي منزل يحتاج إلى موافقات تنظيمية سواء من دائرة الأراضي أو البلدية أو السلطة وأي منازل مقامة على أراضي الخزينة أو خارج التنظيم، موضحا ان الشركة لا يمكنها بأي حال إيصال التيار الكهربائي لهذه المنازل الا بعد الحصول على الوثائق المطلوبة كسند تسجيل وإذن أشغال أو عدم ممانعة.
من جانبه اكد متصرف لواء الشونة الجنوبيه الدكتور طايل المجالي، انه بحث قضيه إيصال الخدمات وتحديدا إيصال التيار الكهربائي لعدد من المنازل المقامه قبل العام 2000، من خلال منح أصحابها عدم ممانعة من البلديات لغايه إيصال الكهرباء وبشكل مؤقت لحين تصويب الأوضاع، إلا أن هذه القضية تسهم في فتح المجال او بمعنى آخر تسهيل الأمور لزيادة الاعتداءات على أراضي الخزينة، وهذا الأمر مرفوض تماما.
وأشار المجالي، بصفته رئيسا للجنة بلدية الشونة الوسطى، ان البلديه لا تمانع من منح أي مواطن اذن اشغال لغاية إيصال الخدمات، لكن بحسب الأصول والقوانين في الوقت ذاته.
نوه إلى أن مهمة رؤساء اللجان تسيير الأمور لحين إجراء الانتخابات، وان فتح المجال لمنح عدم ممانعة كحالة إنسانية سيفتح المجال أمام المئات لعدم الترخيص، مضيفا أن نسبة الأبنية المرخصة لا تتجاوز الـ 35 بالمائة وهذا سبب من أسباب تدني مستوى دخل البلدية وبالتالي تدني مستوى الخدمات المقدمة.
وأشار إلى إمكانية تقسيط بعض رسوم الترخيص، في حال اكتمال الأوراق الرسمية المطلوبة للترخيص وأذن الاشغال.