الشونة الشمالية: الحمضيات.. تعيد الحلاوة إلى أفواه أسر تعمل في قطافها

مزارع يعمل في قطف الحمضيات بإحدى مزارع لواء الغور الشمالي-(أرشيفية)
مزارع يعمل في قطف الحمضيات بإحدى مزارع لواء الغور الشمالي-(أرشيفية)
علا عبداللطيف الغور الشمالي - أخرج موسم قطف ثمار الحمضيات في لواء الغور الشمالي بمحافظة إربد، عاملين من الجنسين، من مرارة ما أصابهم خلال الجائحة جراء انقطاعاتهم المرهقة عن العمل، الى التفاؤل بحلاوة عودتهم ثانية له في هذا الموسم. ويشغل موسم قطاف الحمضيات عاملين وعاملات لفترات مناسبة، منذ بدئه وحتى نهايته، في مجال قطف الثمار وتغليفها، وصناعة العصائر والمربيات منها، ما يسهم بانتعاش الحركة التجارية في اللواء. وفي الوقت الذي تشهد فيه مزارع الحمضيات في اللواء التي تشكل 90 % من الزراعة فيه، حركة استثمارية سنوية في مجال تضمين المزارع؛ يلجأ مزارعون للتضمين كي يساعدهم على تغطية جزء من الديون التي وقعت عليهم في مواسم سابقة. ولكن هذه المرة، فإن تضمين المزارع، ينشط بسبب ما ألقته جائحة كورونا من تبعات قاسية على مختلف القطاعات والمشاريع، بالاضافة ما أحدثته التقلبات الجوية والآفات الزراعية، والحرائق التي تمتد من الاراضي الفلسطينية المحتلة الى بعض المزارع. وقالت العاملة الزراعية أم محمد، أنها تنتظر سنويا، موسم قطاف الحمضيات للحصول على فرصة عمل فيه، لارتفاع أجوره وللمزايا التي يمنحها أصحاب المزارع لعامليهم، بالاضافة الى أن عمل النساء في هذا المجال، مريح غالبا. واشارت إلى أن موسم قطاف الحمضيات، مهم جدا للعاملين في الزارعة، فهو يساعد العديد من الأسر محدودة الدخل على تحقيق مردود جيد منه، يسهم بمساعدتها في معيشتها. وبينت أنها خلال الموسم الحالي، تعمل لفترتين، صباحية ومسائية، أحيانا، سعيا منها للحصول على أجرة مضاعفة، ما يساعدها في تغطية جزء من التزامات اسرتها المعيشية. وبينت العاملة مها التلاوي، أن موسم الحمضيات، يشكل ركيزة اقتصادية لدى غالبية النساء والشباب العاملين في الزارعة، بخاصة وأن غالبيتهم ليست لهم أعمال دائمة، ولا يحملون شهادات تؤهلهم للعلم في قطاعات أخرى. وأوضحت التلاوي، أن العاملين في قطاف الحمضيات، يحصلون الى جانب أجورهم، على حصص من الثمار التي يقطفونها، فيقومون بخاصة النساء منهم، بتصنيعها كمربيات، والاستفادة من قشورها في صناعة العطور والعصير الطبيعي، وبيعه للجمعيات التي تسوق تلك المنتجات. الشاب علي البشتاوي، قال إن موسم قطاف الحمضيات، مهم جدا له، لذا يحرص منذ بدايته على العمل فيه لانه يحقق له دخلا معقولا، يساعده بتغطية جزء من احتياجاته، وايفاء التزاماته الطارئة كأجرة المنزل والعلاج وغيرها. وأكد أن أهمية المواسم الزراعية، تكمن في انها تساعد على تشغيل أعداد كبيرة من العاطلين عن العمل ولو موسميا، في منطقة تعد من أكثر المناطق فقرا في المملكة، وفيها نسبة بطالة عالية بين صفوف الشباب والنساء، الى جانب افتقارها للاستثمارات الكبرى التي توفر فرص عمل دائمة لابناء اللواء. ونوه الى أن موسم الحمضيات منقذ لعدد كبير من الأسر، لانه يساعدها على تحسين أوضاعها المعيشية، بالإضافة إلى أن هناك مزارعين صغارا يعملون خلال الموسم، معتمدين على دخله في معيشتهم وعملهم. العاملة أم علي الرياحنة، عاشت موقفا قاسيا، حين اقترضت هي وجارة لها من مؤسسة إقراضية، مبلغا خلال الجائحة، لتنفيذ مشروع زراعي، لكنها لم تتمكن من تسديده، ما جعلها عرضة للملاحقة القضائية، قالت إنها تنتظر موسم العمل في قطاف الحمضيات لتعمل فيه، اذ يساعدها دخله على تسديد ولو جزء من ديونها. وطالب محمد الدبيس أحد أصحاب المزارع، وزارة الزراعة، بأن تبدي مزيدا من الاهتمام بموسم قطاف الحمضيات الحالي، وذلك بوضع خطة تسويقية لمنتجاته، والتواصل مع المزارعين بتقديم النصح والإرشاد الزراعي لهم، وتدريبهم على التعامل مع الكوارث الطبيعية، مؤكدا أن كثيرا من نساء وشباب اللواء يعملوا في قطف ثمار الحمضيات. مدير زراعة اللواء الدكتور موفق ابو صهيون، قال ان الوزارة أعدت خطة محكمة لهذا العام، تهدف الى تسويق المنتجات الزراعية خارجيا وداخليا، كما عملت على تفعيل قسم الإرشاد الزراعي لمساعدة المزارعين على تجاوز المشكلات التي تعترضهم. وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في مناطق وادي الأردن حوالي 330 ألف دونم، تستفيد منها 11 ألف أسرة تعتمد في دخلها على العمل في هذا القطاع، فيما يقبع أكثر من ثلثي سكان الوادي تحت خط الفقر، مع ارتفاع ملحوظ في نسبة البطالة، خاصة بين الشباب.اضافة اعلان