الصباح الذي يلي مهاجمة إيران

هآرتس

زئيف معوز

12/8/2010

يتعلق أحد الجوانب التي هي أقل بحثا في قضية الهجوم الإسرائيلي الممكن على إيران برد الأسرة الدولية. ينبغي أن نأخذ في الحساب سيناريو معقولا وهو إمكانية ظهور ضغط دولي كثيف على إسرائيل يشمل ضغطا أميركيا (بفرضية أن يتم الهجوم من دون موافقة الولايات المتحدة)، لتنزع السلاح النووي المنسوب اليها، او تنضم إلى المعاهدة الدولية لمنع نشر السلاح النووي وتجعل منشآتها النووية تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة النووية.

اضافة اعلان

يصبح هذا السيناريو أقل خيالية أمام قرار لجنة تجديد الميثاق في حزيران، الذي تناول إسرائيل، ولا سيما أمام تغير موقف الولايات المتحدة من قضية السلاح النووي في العالم. إن هجوم دولة ينظر اليها على أنها تملك سلاحا نوويا خارج ميثاق منع نشر السلاح النووي، على دولة أخرى حتى لو كانت هذه تطمح إلى امتلاك سلاح نووي، سيستقبل بتنديد مطلق شامل.

إن تلك القلة من بين الباحثين في سياسة إسرائيل الأمنية، الذين يعتقدون مثلي أن على إسرائيل التوصل إلى اتفاق على تجريد الشرق الأوسط من سلاح الإبادة الجماعية، يرون هذا السيناريو وضعا غير مطلوب اذا لم نشأ المبالغة.

اذا ثبتت إسرائيل للضغط فقد تجد نفسها في عزلة قد تشتمل على حظر الوسائل القتالية والمعدات والمواد ثنائية الاستعمال للحاجات العسكرية والمدنية. واذا رضخت إسرائيل للضغط فستضطر إلى التخلي عن ورقة مساومة إستراتيجية قد تفضي إلى نظام أمني إقليمي يشتمل على نزع صادق للسلاح (يشتمل على نظم تفتيش ورقابة اقليمية ذات مستوى صدق أعلى مما في الوكالة الدولية للطاقة النووية).

يتبين مرة بعد أخرى أن سياسة إسرائيل النووية مخطوءة من أساسها. فلا براهين على أن هذه السياسة أحرزت حتى واحدا من أهدافها المعلنة. فهي لم تمنع الهجمات على التجمعات السكنية في حرب الخليج وفي حرب لبنان الثانية ولا من غزة أيضا. لا يمكن القضاء على الانتفاضة بالتهديد النووي. والأهم أنه كلما بدأ شخص ما في الشرق الأوسط يطور سلاحا نوويا، نكف نحن عن الإيمان بالردع النووي ونهب للقضاء على القوة المحتملة العربية – الإيرانية.

يوجد عدد غير قليل من الشهادات على أن قدرة إسرائيل النووية كانت حافزا ونموذجا أيضا لمحاولات تطوير سلاح نووي عند عدد من دول المنطقة وأنها حفزت على تطوير قدرات كيماوية وبيولوجية في سورية وعراق صدام حسين وفي مصر أيضا. اذا فشل الهجوم الإسرائيلي، أو اذا "أقنعت" إسرائيل بالامتناع عن الهجوم وأحرزت ايران قدرة نووية فان دولا اخرى في المنطقة قد تسير على أثرها.

أصبح واقع ان يكون الشرق الأوسط مالكا للسلاح النووي معقولا أكثر فأكثر. المعضلة التي تواجه إسرائيل في أمد أبعد هي الاختيار بين شرق أوسط نووي وشرق أوسط منزوع السلاح: فإما ان يكون سلاح نووي للجميع وأما ألا يكون لأي دولة في المنطقة.

إن الاحتمالية التي تزداد لسيناريو يوم الغد تقتضي تأملا جديدا للسياسة النووية. ينبغي أن نزن مبادرة إسرائيلية إلى تجريد الشرق الأوسط تجريدا كاملا من سلاح الإبادة الجماعية. تستطيع إسرائيل أن تقود مسيرة تنشئ نظاما أمنيا بشروط مريحة لها – بدل نزع للسلاح من جانب واحد على أثر ضغط دولي. ليس الأفق النووي بعيدا جدا، حان وقت أن نزن ماذا سنجد وراءه.