"الصبار".. كان يزرع لتسييج البساتين وغدا استثمارا بمزارع فسيحة

Untitled-1
Untitled-1

عبدالله الربيحات

عمان - يستيقظ الطفل زيدان محمود (16 عاما) عند الخامسة فجر كل يوم ليقطف ثمار الصبار في قريته عراق الأمير في بيادر وادي السير ليبيعها في أسواق المدينة، كي يساعد عائلته ويوفر ما يحتاجه من مصاريف للعام الدراسي المقبل.اضافة اعلان
وتشهد أرصفة الشوارع والأسواق ومداخل وسط عمان خلال فصل الصيف من كل عام انتشارا لباعة الصبار الذين يتفننون بطرق عرضه في عبوات مختلفة.
زيدان واحد من عدة بائعين للصبار على عربة خشبية في شارع طلال وسط عمان، واعتاد منذ ثلاثة أعوام على مرافقة والده في جني ثمار الصبار وبيعها في أسواق وسط عمان، حيث تجذب الشعارات الترويجية بأسلوب غنائي المارين بالشارع الذي يشهد حركة مزدحمة خلال النهار والليل.
يقول زيدان لـ "الغد"، نأتي يوميا من السابعة صباحا ونستمر حتى الثالثة عصرا لنبيع الصبار، مضيفا "كل عام أساعد والدي في بيع الصبار والتين خلال العطلة الصيفية، ومن هذا العمل أجمع قسط المدرسة والملابس الخاصة بالعام الدراسي".
محمود سليحات والد زيدان الذي يمتهن بيع الصبار منذ عشرة أعوام، يؤكد لـ "الغد" أن صبر عراق الأمير "يتميز بالحلاوة عنه في القرى المجاورة بسبب ارتفاع البلدة عن سطح البحر ووجودها بمنطقة جبلية، فكلما كان الصبر مزروعا بمناطق مرتفعة يكون طعمه ألذ وأطيب من المناطق المنخفضة والقريبة من المنازل".
ويرتدي قاطفو الصبر عادة قفازات وسترة تحميهم من تناثر أشواك نبتة الصبر بفعل الرياح، وتعتبر فترة الصباح "الندى" أفضل الأوقات لقطف الثمار، لسكون الجو ورطوبته وهدوء الرياح، وفق سليحات.
ويوضح أنه يشتري من المواطنين صناديق الصبر بالإضافة لما يجنيه من أرضه، ويبيع يوميا ما يقارب 30 صندوقا، إذ يصل متوسط بيعه اليومي 100 دينار.
ولا تخلو مهنة بائعي الصبر من المشاكل والصعوبات، حيث يشتكي البائعون من موظفي الأمانة الذين يلاحقونهم لعرض بضاعتهم على الأرصفة، كما يواجهون خطر الإصابة في العين وتعرضهم لخدوش أو اصابات أثناء قطفهم الثمار.
وعلى مقربة من زيدان في شارع طلال، كان أحمد رمضان (37 عاما) يقوم بتقشير الصبار ويضعها بعلب ويغلفها. قائلا "تحاشيا للشوك يفضل بعض المواطنين شراء الصبار مقشرا، ولهذا يصبح ثمن الصندوق دينارين ونصف الدينار وهو أجر زهيد مقارنة مع عمل يتطلب الكثير من الحذر".
وفيما ينادي رمضان ابن قرية العراق الأمير التي تعتبر من أكثر القرى في محافظة العاصمة إنتاجا للصبار بأعلى صوته للإعلان عن سلعته والترويج لها بعبارات تغري السامعين على شرائها، يواصل الحديث عن الفوائد العلاجية والصحية لهذه الثمرة التي تعتبر غنية بالسكر الطبيعي.
ويوضح رمضان الذي يبدأ عمله من السابعة صباحا حتى الرابعة عصرا، أن بلدة العراق تنتج يوميا حوالي 500 دلو من الصبار تباع في أسواق عمان، مبينا أنه يجني يوميا من 50 - 100 دينار، مشيرا إلى أن الموسم بدأ مبكرا هذا العام في بدايات تموز (يوليو) ويستمر حتى منتصف آب "اغسطس".
من جهته بين مدير عام الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين محمود العوران، ان زراعة شجر التين الشوكي "الصبار" بدأت في المملكة قبل 60 عاما بهدف تسييج البساتين أو حول المنازل لكنها غدت منذ عشرين عاما استثمارا بمزارع فسيحة ويباع إنتاجها في الأسواق.
وأضاف العوران، إن الجدوى الاقتصادية من زراعة الصبار باتت أفضل من العديد من الزراعات المكلفة والتي تحتاج إلى رعاية متواصلة وري مستمر بعكس الصبار الذي يناسب البيئة الأردنية الجافة صيفا والباردة شتاء ويكفي ريه بالماء 3-4 مرات سنويا، مشيرا الى انه يتم قطف ثمار الصبار مرتين يوميا مرة في الصباح الباكر وعصرا.
وبحسب العوران فإن الصبار يحمي التربة من الانجراف والتصحر ويساعد في استصلاح الأراضي ويزرع في المنحدرات والأراضي المنبسطة على حد سواء ويستخدم سياجا للمزارع.