الصحافة تبحث عن "ووترغيت" لترامب

اسرائيل هيوم

شموئيل سندلر

منذ دخول ترامب الى البيت الابيض، انتبه الكثيرون إلى وجود تشابه كبير بين علاقته مع وسائل الاعلام الامريكية – وبالاساس تلك المؤيدة للجناح الليبرالي – وبين ما حدث في عهد الرئيس نيكسون الذي ادعى ايضا أن وسائل الإعلام تلاحقه بصورة شخصية. فيما بعد انه لم يخطىء. ان من أدى الى سقوطه كان حقا هم الصحفيون من "الواشنطن بوست" الذين كشفوا فضيحة ووترغيت.اضافة اعلان
من المهم التذكير اليوم بمقالة يو تربور – روفر، وهو مؤرخ بريطاني مشهور والذي نشر في "نيويورك مغازين" في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 1973 قبل استقالة نيكسون في صيف 1974. تربور – روفر قارن بين فضيحة ووترغيت وفضيحة عزل شارلز الأول ملك انجلترا في منتصف القرن السابع عشر. العداوة بين الملك شارلز وبين النبيل الذي رفض ان يدفع له "ضريبة سفن" والذي فرضها في 1635، تدهور الى ان وصل الى حرب اهلية وعزل الملك من عرشه واعدامه. تربور – روفر أشار الى انه صحيح أن السبب للنضال ضد الملك كان سببا هامشيا مقابل الدمار الذي احدثته الحرب الاهلية ولكن نظرا لان طموحات شارلز كانت تنطوي على تهديد من جانب المؤسسة الملكية على المؤسسات الديمقراطية المتطورة – فانه من منظور تاريخي كان هذا نضالا عادلا تماما. حسب اقواله لم يكن في عهده طريقا قانونية لوقف محاولة الملك البريطاني لتغيير البنية السياسية للمملكة عن طريق تعزيز العائلة المالكة.
المقارنة التي اراد طرحها هي انه نظرا لان نيكسون في سياسته الداخلية يهدد الديمقراطية الامريكية عن طريق تعزيز قوة البيت الابيض وانقضاضه على معارضيه يكون من العدل اسقاطه ايضا بسبب موضوع هامشي مثل التنصت غير المشروع على معارضيه السياسيين – ولهذا فان الخطأ غير الكبير لنيكسون يشرع العمل من اجل عزله بالرغم من الدعم الكبير الذي يحظى به بسبب سياسته الخارجية.
اليوم يبدو أن احتمالات عزل الرئيس ترامب بطرق مشروعه ليست كبيرة، وليس من المؤكد تماما أنه يوجد فائدة من وضع الآمال بان يجد المحقق الخاص روبرت ميلر مادة تدينه في قضية علاقات الرئيس مع الكرملين، وحقيقة وجود أغلبية جمهورية في مجلس الشيوخ ومجلس النواب لا تبدو انها تعطي التأكيدات من وجهة نظر المتأملين في عزله. ايضا الامكانية القانونية الثانية المتمثلة في عزله من قبل نائب الرئيس بينس واغلبية اعضاء الوزارة والذين تم تعيينهم من قبل الرئيس ترامب بسبب عدم صلاحياته الجسمانية لا تبدو واقعية. ان وسائل الاعلام المهددة من قبل الرئيس ستواصل آمالها في ايجاد مادة تدينة مهما كانت ثانوية او هامشية، ضد ترامب. بقي الانتظار ورؤية فيما اذا كان ما حدث لدى الملك شارلز الأول ولدى نيكسون يمكن ان ينجح ايضا مع الرئيس دونالد الأول.