الصديق عند الضيق - دعم المملكة المتحدة لمن هم بأمسّ الحاجة للمساعدة في ذكرى 100 عام من الصداقة

بريدجيت بريند*
بريدجيت بريند*
بريدجيت بريند* منذ وصولي إلى عمّان سفيرة لصاحبة الجلالة في تموز 2020، لم أتوقف عن النظر بإعجاب إلى قوة الشعب الأردني وكرمه. فعلى الرغم من كل هواجس انتشار جائحة كوفيد- 19، وتأثير النزاعات الإقليمية، وندرة المياه، نرى الأردنيين يواصلون السعي الحثيث لأجل السلام والازدهار في شتى المجالات، بما فيها استضافة أكبر عدد من اللاجئين في المنطقة. في هذه السنة المميزة التي تحلّ فيها مئوية الأردن نحتفل أيضاً بذكرى مرور 100 عام من الصداقة الوثيقة بين بلدينا، والتي تجلّت مؤخرا في تشرين الثاني بزيارة ملكية إلى الأردن قام بها صاحبا السمو الملكي أمير ويلز ودوقة كورنوول. إننا نعمل معاً لبناء أردنٍ أكثر قدرة على الصمود، يمكنه أن يوفر لشعبه الأمن والاستقرار، على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. كما إن جهود الأردن الهائلة في دعم اللاجئين وضمان حصولهم على التعليم والفرص الاقتصادية، ومؤخراً حصولهم على التطعيم ضد كوفيد- 19، فهي جهودٌ تجسِّد مثالاً يُحتذى به في باقي أنحاء العالم. لم يسبق أن تجلّت الشراكة بين الأردن والمملكة المتحدة بشكل أوضح مما شهدناه من خلال عملنا معاً لحماية المعرضين للضرر من آثار الجائحة العالمية. وإنني لأشعر بالفخر العظيم لكون المملكة المتحدة تدعم الأردن بمبلغ 34 مليون جنيه إسترليني لمساعدة الأردنيين، لا سيما الذين فقدوا دخلهم بسبب الجائحة، للنجاة من آثارها وإعادة بناء مصادر رزقهم. أما شراكتنا مع صندوق المعونة الوطنية فقد بدأت في سنة 2018، عندما قدمنا الدعم الفني للمساعدة في عملية إنشاء أنظمة أقوى لإدارة المعلومات وديوان المظالم. وكان من شأن ذلك أن أتاح لصندوق المعونة الوطنية تحديد الناس الأكثر عوَزا والذين بحاجة إلى المساعدة، ومن ثَمَّ تزويدهم بدفعات رقمية مأمونة. ففي سنة 2020، قدّمت المملكة المتحدة 25 مليون جنيه إسترليني إلى صندوق المعونة الوطنية الذي تكفّل بدوْره بدعم 293,000 أسرة أردنية من خلال مدِّها بدفعات نقدية طوال سنة 2021. وإنه ليسعدني للغاية أن المملكة المتحدة قد تمكنت هذه السنة من زيادة حجم دعمنا إلى هذا الصندوق بمبلغ إضافي قدره 9 ملايين جنيه إسترليني خصيصاً لبرنامج تكافل 3 الذي يقدّم مساعدات نقدية تستفيد منها 160,000 أسرة ما تزال مصادر رزقها متأثرة بجائحة كوفيد- 19. كذلك من المؤسف أن جائحة كوفيد- 19 هذه قد أدّت إلى ضياع الكثير من فرص التعلم، وتسرُّب المزيد من التلاميذ من المدارس، وتراكم الضغوط على جهاز التعليم الحكومي. وعليه، يسعدني أن المرحلة الثانية من مبادرة تسريع الحصول على التعليم قد انطلقت رسمياً في تشرين الثاني بمساهمة إضافية من المملكة المتحدة قدرها 9 ملايين جنيه إسترليني لقطاع التعليم، ليصل إجمالي قيمة المنحة المدفوعة حتى الآن 54 مليون جنيه إسترليني. من شأن هذا الدعم أن يوفر فرص التعليم لما مجموعه 185,000 من الأطفال اللاجئين السوريين وغيرهم من أبناء اللاجئين، بما في ذلك، ولأول مرة، دعم الحصول على تعليم جيد لحوالي 1500 من الأطفال اللاجئين ذوي الاحتياجات الخاصة. أيضا ما زالت قابلية التأثر بتغير المناخ تشكل خطراً حقيقياً بالنسبة للأردن. وقد تداعت دول العالم في غلاسغو في تشرين الثاني لاتخاذ إجراءات بشأن العمل لمعالجة تغير المناخ، وذلك تحت رئاسة المملكة المتحدة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (قمة العمل المناخي 26). وبعد ذلك، سنواصل العمل مع الحكومة الأردنية لضمان حماية الأشخاص الأكثر عرضة للتضرر نتيجة تغير المناخ، وتمكينهم من اكتساب المهارات التي يحتاجون إليها للتكيف مع حالات تغير المناخ في الأردن. بينما أستعرض المئوية التاريخية هذه السنة، يبدوا واضحا أن الشراكة بين الأردن والمملكة المتحدة تظل قوية ومنصبَّةً على تحقيق أهداف مشتركةً. ونحن من جهتنا ملتزمون بالسياسات والتمويل لدعم استقرار الأردن وازدهاره في المستقبل. وبالإضافة إلى علاقتنا القوية المعهودة في مجال الدفاع والأمن، يشمل التزامنا كذلك إنشاء إطار عمل للمساعدة الاجتماعية المستدامة على المدى الطويل لحماية الأسر المحتاجة؛ ودعم نظام تعليمي شامل بكل ما في هذه الكلمة من معنى، حيث يمكن لجميع الأطفال تحقيق نتائج تعليمية عالية؛ وضمان شعور اللاجئين في الأردن بالأمان على الدوام، مع تهيئة الفرص لهم للنجاح في حياتهم. إن الأردن واحد من أقدم الحلفاء الموثوقين والذين يُعال عليهم بالنسبة للمملكة المتحدة. ولسوف يبقى عملنا معاً في مجال الحماية الاجتماعية والتعليم ومعالجة تغير المناخ عنصراً أساسياً من عناصر الشراكة بيننا. *السفيرة البريطانية لدى الأردناضافة اعلان