الصرايرة: انخفاض الأسعار عالميا خطر كبير على شركة البوتاس العربية

عمان- قال رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية جمال الصرايرة ان معادلة سوق البوتاس العالمية جعلت من شركة البوتاس العربية التي تحتل المرتبة السابعة عالميا في الانتاج لاعبا ثانويا في السوق الرئيسية التي تتحكم بها كبريات الدول المنتجة وعلى راسها روسيا وروسيا البيضاء ودول اميركا الشمالية، لافتا إلى ان اي انخفاض للأسعار عالمياً سيطال شركة البوتاس العربية الملزمة بتطبيق تلك الأسعار مع زبائنها دون القدرة على التأثير في اتجاهات الاسعار.اضافة اعلان
وحذر الصرايرة من ان يشكل انخفاض الأسعار عالميا خطورة كبيرة على صغار المنتجين خاصة ذوي الكلف العالية ومنها شركة البوتاس العربية، مشيرا إلى أن استمرار ارتفاع الكلف سيزيد من عوامل المخاطرة ويجعل الشركة عرضة للإنتهاء وعدم الصمود في ظل أي موجة إنخفاض سعرية قادمة والتي تبدو وكأنها قريبة جداً.
ونوه الى ان دراسة متخصصة في مجال الاسمدة صدرت مؤخرا، أظهرت ان شركة البوتاس العربية تقع ضمن الثلث الاعلى من حيث الكلف الانتاجية في العالم.
وأضاف ان من اهم التحديات التي تواجه شركة البوتاس العربية من ناحية الكلف هي الكلف الثابتة التي تشمل الرواتب والاجو،ر والتي اجبرت كبار المنتجين في بعض الدول الرئيسية على اغلاق بعض المناجم وتسريح العمالة لمواجهة هذا النوع من التحديات.
وأضاف: "في هذا العام انخفض الربح التشغيلي من بيع البوتاس من 84 دولار في عام 2015 ليصل إلى حوالي 2 دولار أميركي في العام 2016، وهذا أمر خطير جداً حيث أنه يعني عدم القدرة على توليد التدفقات النقدية الكافية من عمليات الشركة الرئيسية لتغطية النفقات الرأسمالية التي تحتاجها مصانع ومعدات ومنشآت الشركة التي تقدر بمليارات الدولارات".
ودعا إلى التكاتف وبذل كل الجهد لخفض الكلف والحفاظ عليها ضمن المستويات الحالية لمواجهة التقلبات السعرية التي من المتوقع أن تعصف بصناعة الأسمدة.
واعتبر الصرايرة أن مسؤولية مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية البحث عن أية فرص تنموية للنهوض بصناعة البوتاس الأردنية والصناعات المشتقة، وفي حال إستمرت الكلف بالإرتفاع بهذه الطريقة فإن هذا سيؤدي إلى تآكل الأرباح والفوائض التي من الممكن أن يتم إستثمارها في الشركة للتوسع الافقي أو العمودي وحسب العائد الإقتصادي على تلك المشاريع.
وبين الصرايرة ان انتاج الشركة من مادة البوتاس للعام الماضي بلغ مليوني طن، ما يعني ان الشركة حققت ارباحا تشغيلية تقارب 4 ملايين دولار في حين ان الكلف الثابتة المتمثلة بالاجور والكهرباء والماء والطاقة تستنزف الجزء الاكبر من ايرادات الشركة متمثلة بـ 65 مليون دينار كلفة رواتب، و120 مليون دولار كلفة الطاقة والمياه، موضحا بان الشركة ترفد الخزينة من رسوم تعدين وضمان اجتماعي 115 مليون دينار، وترفد الخزينة بالعملات الصعبة بما يقارب المليار دولار.
وحول خطط الشركة التوسعية، اوضح ان الشركة انتهت من دراسات الجدوى الاقتصادية لانشاء مصانع كلورين وماء ثقيل وكوستك صودا بمجموع تكاليف يبلغ 150 مليون دولار، وستوظف مايزيد عن 250 موظفا، كما شرعت الشركة بالدراسات التفصيلية لانشاء سكة حديد العقبة من مصانع الشركة في البحر الميت الى الموانئ وسيتم بدء تنفيذها اوائل العام المقبل، مبينا ان الشركة تنتهج التنويع في الاستثمارات لتفادي مخاطر التشغيلية.
واوضح ان الشركة تقوم حاليا بانشاء سد وادي حماد بكلفة 26 مليون دينار، وسد الوادات في الطفيلة بكلفة 5 مليون وذلك لتوفير مصادر مياه للشركة.
من جهة أخرى، دعا رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية جمال الصرايرة النقابة العامة للعاملين في المناجم والتعدين للجلوس على طاولة المفاوضات تحت مظلة القانون وباشراف وزارة العمل.
كما شدد على ضرورة مساندة النقابة للشركة في هذه المرحلة "المفصلية" التي تشهدها حاليا نتيجة التطورات السلبية في الاسواق العالمية للأسمدة، بدلا من توجيه الإنذارات والتحشيد نحو إضرابات.
واعتبر الصرايرة ان تلقي الشركة انذاراً من النقابة تحدد فيه تاريخ 17 من الشهر الجاري موعدا لأضراب عام هو أمر "مُجحف" يضرُ بمصلحة الشركة والعاملين.
وقال: "بدلاً من تنفيذ إضرابات وتعطيل عجلة انتاج الشركة، يجب بذل الجهود للمحافظة على الاستمرار في ديمومة اعمال شركة البوتاس وانشطتها الاستثمارية، وسط محافظة الشركة على تقديم كافة التسهيلات للعاملين لديها بنفس الوتيرة دون اي تراجع، والاستمرار كذلك في رفد خزينة المملكة بالعوائد المستهدفة ودعم المجتمعات المحلية".
وتساءل: لماذا تطالب النقابة بحوافز وميزات جديدة، ولم تبخل الشركة في يوم من الأيام على كوادرها في كافة اشكال الامتيازات والحوافز، مؤكدا أن شركة البوتاس العربية حافظت على تقديم كل الحوافز والتسهيلات للعاملين فيها خلال السنوات الاربع الماضية.(رائف الشياب-بترا)