الصريح يسبق شباب الأردن والجزيرة يتغلب على ذات راس في دوري المحترفين

لاعب الصريح معاذ محمود (يمين) يشق طريقه صوب مرمى الشباب وسط حصار ثنائي أمس-(من المصدر)
لاعب الصريح معاذ محمود (يمين) يشق طريقه صوب مرمى الشباب وسط حصار ثنائي أمس-(من المصدر)

بلال الغلاييني وعاطف البزور

عمان - إربد - تقدم فريق الصريح أمس خطوة كبيرة للأمام، إثر الفوز الثمين الذي حققه على ضيفه شباب الأردن، وتغلب عليه 2-0، وذلك في المباراة التي أقيمت بينهما على ستاد الحسن بإربد، ضمن مباريات المرحلة الثامنة من دوري -المناصير- للمحترفين بكرة القدم، ليرفع الصريح رصيده إلى 11 نقطة، في حين تجمد رصيد شباب الأردن عند النقطة السابعة، وبات يقبع في موقع غير مريح ولا يتناسب مع طموحه.
وعلى ستاد الملك عبدالله الثاني في القويسمة، تغلب فريق الجزيرة على نظيره فريق ذات راس بنتيجة 2-1، ليرفع الجزيرة رصيده الى 15 نقطة في المركز الثالث، وبقي رصيد ذات راس 10 نقاط في المركز السابع.
الجزيرة 2 ذات راس 1
سارع لاعبو الفريقين الى البحث عن المواقع الأمامية المناسبة في وقت مبكر من المباراة، عندما كثرت الكرات العرضية والبينية التي كشفت مرمى الحارسين معتز ياسين (ذات راس)، من خلال الكرة بعيدة المدى التي سددها عامر أبو هضيب وسيطر عليها ياسين، وأحمد عبدالستار (الجزيرة) عندما داهمته الكرة البينية التي مررها أحمد عبدالحليم ومرت من أمام معتز صالحاني وهو يقف على فوهة المرمى.
هذه البداية دلت على نوايا الفريقين الهجومية، وسعيهم للسيطرة على منطقة الألعاب، ورغم الحذر الدفاعي والتغطية بأكبر عدد من اللاعبين لحماية المرميين، إلا أن النزعة الهجومية بقيت حاضرة وإن أخذت طابع السرعة لحظة تنفيذها من مختلف محاور الملعب، وبدا الجزيرة الأكثر استحواذا على الكرة جراء النقلات القصيرة التي تميز بها عامر أبو هضيب ومحمد ناجي وأحمد سمير ولؤي عمران التي ضربت دفاعات ذات راس خصوصا من منطقة العمق وأبقت المهاجمين محمود شلباية وصالح الجوهري في مواجهة الحارس ياسين في اكثر من مشهد، حيث عكس شلباية كرة عرضية طار لها الحارس ياسين وأبعدها في اللحظة المناسبة، قبل أن تأتي الكرة التي مررها شلباية الى لؤي عمران الذي سددها قوية من على حافة المنطقة وضربت بباطن العارضة.
فريق ذات راس شعر بخطورة الموقف، وسارع الى ترتيب أوراقه وخصوصا الدفاعية التي هدفت الى إيقاف ألعاب وتحركات منافسه، فيما لجأ الى المناولات السريعة في بناء الهجمات والتقدم صوب المنطقة (الحمراء)، من خلال حيوية حازم جودت وفهد جاسر وأحمد عبدالحليم وفهد يوسف، التي هددت مرمى الحارس أحمد عبدالستار، وخصوصا من الكرات العرضية، ومن إحداها استغل معتز صالحاني الكرة التي وصلته داخل المنطقة ومررها الى المتحفز أحمد عبدالحليم الذي أعادها قوية تألق الحارس عبدالستار بالتصدي لها، وقبل أن يظهر الهدوء على ما تبقى من وقت للمباراة، حيث انحصرت ألعاب الفريقين وسط الميدان، وما صاحبها من الكرات الطائشة والتمريرات المقطوعة، لينتهي الشوط الأول سلبيا.
سيطرة وفوز مستحق
أطل الجزيرة على الحصة الثانية بنية التسجيل، وهو ما تحقق له عندما سدد محمد طنوس كرة قوية من خارج المنطقة ارتدت من الحارس معتز ياسين أمام لؤي عمران الذي أعادها برأسه داخل الشباك هدف التقدم للجزيرة في الدقيقة 49، والذي أشعل فتيل الإثارة وحرك ذات راس للتقدم نحو المنطقة الأمامية من جهة، وعزز من تطلعات الجزيرة في مواصلة سيطرته من جهة أخرى.
مدرب ذات راس لجأ الى ورقة البديل محمد طلعت الذي حل مكان شريف النوايشة، في الوقت الذي عزز الفريق من تواجده في منطقة الألعاب وأكثر يوسف وجاسر وعبدالحليم من الكرات البينية لإيجاد المساحات المناسبة التي تسهل من مهمتهم في الوصول نحو مرمى حارس الجزيرة عبدالستار، فيما حافظ الجزيرة على توازن ألعابه ولجأ كثيرا الى المناولات الطويلة السريعة التي سببت قلقا لمدافعي ذات راس، وإن ظهرت محاولات تسديد الكرات البعيدة التي ابتعدت عن خشبات الحارس معتز ياسين.
وعادت الأوراق البديلة لتظهر من جديد عندما زج مدرب الجزيرة بيوسف السموعي بدلا من شلباية، فيما أدخل مدرب ذات راس جهاد الشعار مكان عبدالحليم، ثم أدخل مدرب ذات راس البديل أحمد النعيمات مكان الخطيب في محاولة لتعزيز القوة الهجومية التي تكسرت عند حدود منطقة الجزاء.
وفي الوقت الذي كان فيه فريق ذات راس يبحث عن هدف التعديل، كان صالح الجوهري يعبر الميسرة وعند مواجهته لحارس ذات راس معتز ياسين ويسدد كرة استقرت بالزاوية اليمنى الهدف الثاني في الدقيقة 82.
وفيما تبقى من وقت، بقي الجزيرة فيه صاحب الأفضلية والأخطر في تهديد مرمى منافسه، وقبل أن يلفظ الشوط أنفاسه عكس جودت كرة طويلة تجاوزت المدافعين سددها طلعت برأسه على يمين الحارس عبدالستار هدف ذات راس الوحيد في الدقيقة 91، وكاد يوسف أن يصطاد الشباك عندما سدد كرة قوية سيطر عليها الحارس عبدالستار.
الصريح 2 شباب الأردن 0        
لعل الحرص على نقاط المباراة، والبحث عن الطريقة الفضلى للتعامل مع أرضية الملعب المشبعة بمياه الأمطار، هما ما ساهما بتأخر الفريقين في الدخول الى أجواء المباراة، ورغم ذلك دانت الأفضلية النسبية لصالح الصريح بفضل تناغم تحركات الرباعي معاذ محمود ورضوان الشطناوي وأيمن أبو فارس وعبدالرؤوف الروابدة علي المحاور الهجومية، وتقدم سليمان العزام وعماد ذيابات من الأطراف فساهمت هذه القوة بفرض ثقلها على منطقة العمليات، لكن الأمور جاءت بعكس الواقع حيث كانت الخطورة الصريحية محدودة على مرمى أبو ليلى الذي أخطأته كرة رضوان الشطناوي.
من جانبه، حاول شباب الأردن احتواء منافسه مبكرا واعتمد مبدأ التوازن في ألعابه، فتراجع لتأمين الحماية اللازمة لمرمى حارسه يزيد أبو ليلى، والانطلاق بهجمات مضادة كانت تأتي على الغالب من الأطراف بفضل انطلاقات النبر ومبيضين ومن خلفهما الزعبي وزهران، ومع صعوبة اختراق الدفاعات "الصريحية" المتماسكة، لجأ الجبارات ومبيضين للتسديد من خارج المنطقة بدون جدوى.
ومع مرور الوقت ارتفع نسق الأداء، وظهرت أفضلية شباب الأردن من حيث السيطرة والاستحواذ ومن ثم الانطلاق بهجمات سريعة من الأطراف والعمق بدون أن تشكل خطورة على مرمى الصريح، الذي رد بهجمات سريعة ومنسقة أرهقت دفاعات الشباب وكشفت مرمى الحارس يزيد أبو ليلى الذي تألق في التصدي لكرة أيمن أبو فارس على حساب ركنية، قبل أن يرتكب أبو خيزران خطأ على مشارف المنطقة فكانت الركلة الحرة التي نفذها عبدالرؤوف الروابدة بأناقة في أعلى الزاوية على يسار الحارس الهدف الأول للصريح د.30، وهذا الهدف زاد من معنويات وحماس لاعبي الفريق الذي واصل هجماته وأهدر أيمن أبو فارس فرصة خرافية للتعزيز عندما وضعته كرة عبدالرؤوف في مواجهة تامة مع الحارس لكنه سدد بجوار القائم وهو على بعد خطوات من المرمى.
وشهدت الدقائق الأخيرة محاولات جادة من قبل الشباب لتعديل النتيجة فتقدم عدي زهران داخل المنطقة وسدد كرة جانبية أبعدها الحارس خالد العثامنة، الذي عاد وأبعد قذيفة يوسف النبر ببراعة من حلق المرمى، فيما ذهبت تسديدة عدي خضر بعيدا عن الخشبات لينتهي الشوط الأول صريحيا بهدف الروابدة.
اندفاع شبابي.. وهدف عكسي
منذ الدقيقة الأولى لبداية الشوط الثاني، كان شباب الأردن يندفع سعيا لتعديل النتيجة، فسدد عدي خضر كرة قوية تحولت من قدم المدافع محمود نزاع لركنية. 
من جانبه، فإن الصريح حاول معالجة اندفاع الشباب من خلال التحرر من مواقعه، ومبادلة منافسه الهجمات، مستغلا الفراغات التي خلفها تقدم لاعبي الشباب في أطراف الملعب، لاسيما من الركن الأيسر، ومن هناك تقدم معاذ محمود ولعب كرة عرضية حاول المدافع البديل زكي أبو ليلى إبعادها بمضايقة أيمن أبو فارس لكن الكرة تغير مسارها نحو الشباك الهدف الثاني للصريح د.55.
في المقابل، ورغم أنه كان الأكثر اندفاعا وتقدما، بقي شباب الأردن يعاني من محدودية خياراته الهجومية، لتأخر دخول السرحان ومبيضين وجبارات خلف عدي خضر وعبدالله العطار، فلم يتهدد مرمى العثامنة بشكل مباشر، بعكس مرمى أبو ليلى الذي تصدى لعرضية معاذ محمود، وحاول مدرب الشباب زيادة الفاعلية الهجومية من خلال الإيعاز للنبر ومبيضين بالتقدم أكثر لتزداد الهجمات الشبابية كثافة، لكن صلابة الدفاع الصريحي أفشلت كل المحاولات، وفي غمرة الاندفاع الشبابي كان الصريح يشن غارات سريعة غاية في الخطورة على مرمى أبو ليلى الذي تصدى لكرة الشطناوي، فيما لم تأت هجمات شباب الأردن بجديد رغم رأسية أحمد ياسر التي انحرفت عن القائم، لينتهي اللقاء بفوز ثمين ومثير للصريح.

اضافة اعلان

[email protected]

[email protected]