الصفدي: الأردن سيسهم بكل إمكاناته في عملية إعادة إعمار العراق

وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ووزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري بمؤتمر صحفي في عمان-(تصوير: محمد أبو غوش)
وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ووزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري بمؤتمر صحفي في عمان-(تصوير: محمد أبو غوش)

عمان - أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير خارجية جمهورية العراق الشقيقة الدكتور إبراهيم الجعفري اليوم تصميم البلدين على اتخاذ جميع الخطوات الكفيلة بتطوير العلاقات الثنائية ودفع التعاون في جميع المجالات إلى المستويات التي تعكس عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين.

اضافة اعلان

وأكدّ الوزيران خلال لقاء عقداه في وزارة الخارجية، أهمية التقدم الذي حققاه في إيجاد الأطر التشريعية وإنجاز الاتفاقات اللازمة لتعزيز التبادل التجاري والاقتصادي والاستثماري وتسهيل التنقل عبر الحدود بعد أن تم فتح معبر طريبيل، وشددا على أن الأردن والعراق يملكان إرادة سياسية راسخة لفتح أوسع آفاق التعاون في جميع القطاعات وأن يتم إزالة جميع العقبات أمام زيادة التعاون.

وعرض الوزيران أيضا خلال لقائهما للمستجدات المرتبطة بالقضية الفلسطينية والأزمة السورية والحرب على الإرهاب إضافة إلى عديد قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.

وهنأ الصفدي الجعفري على النصر الذي حققه العراق الشقيق ضد العصابات الإرهابية الداعشية، مؤكدا أن هذا النصر الذي أنجزه العراقيون بتضحيات كبيرة ضد الإرهابيين وضلاليتهم وظلاميتهم هو نصر للإنسانية جميعها.

وشكر الجعفري الأردن على دعمه للعراق في حربه على الإرهاب، مثمنا مواقف الأردن الثابتة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في دعم العراق ومساندته على مختلف المستويات.

وشدد الوزيران على استمرار التعاون الدفاعي والأمني لمواجهة الآفة الداعشية عسكريا وأمنيا وفكريا. 

وأكدا حرصهما على التعاون في عملية إعادة إعمار العراق. ورحب الجعفري بدور أردني رئيس في هذه العملية. 

وأكد الصفدي إن الأردن سيسهم بكل إمكاناته في عملية إعادة الإعمار، ويدرك اهمية استعادة العراق لدوره كاملا ركيزة أساس لاستقرار المنطقة وأمنها ولخدمة القضايا العربية والإسلامية المشتركة. 

وشدّد الصفدي على دعم المملكة لجهود الحكومة العراقية في إعادة البناء وتكريس الأمن، لافتا إلى أهمية الانتخابات القادمة كخطوة رئيسة في تجذير العملية الديمقراطية التي تكرس دولة المواطنة والإنجاز. 

وشكر الجعفري الأردن على التسهيلات التي قدمها لضمان نجاح عملية اقتراع أبناء الجالية العراقية في المملكة في الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في الثاني عشر من الشهر الجاري.

وأكد الصفدي والجعفري مركزية القضية الفلسطينية، وأن تحقيق الأمن والسلام الشامل في المنطقة مطلبه إنصاف الشعب الفلسطيني الشقيق على اساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران 1967.

كما بحث الوزيران الجهود المبذولة لإنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق والتوصل إلى حل سياسي للأزمة يقبله الشعب السوري ويضمن وحدة سوريا وتماسكها واستقلالها.

واتفق الوزيران على أن الظروف الصعبة التي تمر بها الدول العربية تستدعي إدامة التواصل وتكثيف التنسيق والتشاور إزاء القضايا الإقليمية ومستجداتها حمايةً للمصالح العربية ولتجاوز الأزمات التي تمر بها المنطقة.

وفي تصريحات صحافية مشتركة، أكد الصفدي أن الأردن كان وسيبقى سنداً وذخراً وعوناً للعراق الذي تتطور العلاقات معه بشكل مستمر وعبر خطوات عملية تستهدف تجاوز العقبات التي كانت قد نتجت عن الظروف الميدانية في العراق قبل انتصار الأشقاء على العصابات الداعشية والتي أدت إلى إغلاق الحدود.

وقال في رد على سؤال، إن الإرادة السياسية لإعادة العلاقات التجارية والاقتصادية إلى المستويات التي كانت وصلتها موجودة عند البلدين، والخطوات العملية من أجل تحقيق ذلك تتخذ و "هي مسألة وقت وسيتم معالجة كل الظروف التي كانت حالت دون تحقيق التقدم السريع" نحو المستوى المطلوب من التعاون في جميع المجالات.

وزاد: "العراق كان أكبر شريك اقتصادي للأردن ونحن نطمح أن نعود إلى تلك الحال ونعمل من أجل أن تستعيد العلاقات عافيتها وليس فقط في المجال الاقتصادي ولكن في كل المجالات الأخرى." وأشار الصفدي إلى متانة التعاون الدفاعي والأمني بين البلدين وشدد على أن الأردن سيقف مع العراق الشقيق في مرحلة إعادة الإعمار تماماً كما وقف معه في محاربة الإرهاب.

إلى ذلك قال الجعفري إن "الأصدقاء يُعرفون في الشدائد والأردن وقف مع العراق" في مرحلة صعبة و"العلاقة بيننا وبين الأردن علاقة تاريخية متسعة الجوانب وكل ما يمضي الزمن تتجذر أكثر وأكثر، ونحن مصممون على الانتقال من علاقة عميقة إلى علاقة أعمق ولن يقف أمامنا شيء يحول دون تحقيق مصالح مشتركة كي تكون العلاقة نموذجاً صالحاً للاحتذاء ويُحتذى بهفي هذه المنطقة."

وأضاف الجعفري "لا يستطيع العراق أن يستغني عن الأردن كما الأردن لا يستطيع أن يستغني عن العراق" وأكد احترام العراق وتثمينه لمواقف الأردن بقيادته الهاشمية.

وفي رد على سؤال حول قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس قال الصفدي "موقفنا من القدس موقف واضح عبرنا عنه بكل وضوح وصراحة ومباشرة وفي إطار الجامعة العربية أيضاً. ولفت إلى الجهود التي تبذلها المملكة للحد من التبعات السلبية للقرار عبر اتصالات المملكة الثنائية، ومن خلال الوفد الوزاري العربي الذي ترأسه الأردن.

وأكد أن هذه الجهود مستمرة بالتنسيق مع الجامعة العربية ومع المملكة العربية السعودية الشقيقة التي تسلمت رئاسة القمة. وقال إنه على اتصال مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لتنسيق الجهود وإن العمل العربي مستمر مع المجتمع الدولي من أجل الحد من تبعات القرار السلبية.

وأكد الصفدي أن "القدس هي كما يقول جلالة الملك دائماً "مفتاح السلام" الذي يشكل خياراً استراتيجياً عربياً يشكل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران 1967 شرط تحقيقه. وقال لا بديل عن حل الدولتين، وحذر من خطورة استمرار غياب آفاق التقدم نحو هذا الحل.

وأكد الجعفري أيضا الموقف العربي من القدس واتفق مع الصفدي أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية التي لن يتحقق السلام الدائم في المنطقة من دون حل عادل لها. وقال إنها "أم المشاكل في المنطقة و هي أم الحلول."

وفي ما يتعلق بالأزمة السورية قال وزير الخارجية "في سوريا كارثة إنسانية وما نريده أن تنتهي هذه الأزمة بما يحفظ الدم السوري ويحفظ الدولة السورية ويحفظ استقلال سوريا وتماسك سوريا واستقلالية سوريا، وبالتالي نحن ندعم الجهود المبذولة للتوصل لحل سياسي".

وقال الجعفري إن الجامعة العربية تمثل الدول العربية "ويهمنا أن يحضر الشعب السوري في الجامعة العربية. نحن لا نراهن على شخص، نحن نراهن على شعب، وليس من السهل أن نتقبل أن يغيب الشعب السوري عن الجامعة العربية".

وأكد الوزيران توافق الآراء إزاء ضرورة إزالة جميع العقبات أمام تفعيل التعاون، وشددا على استمرار التنسيق في جهود حل أزمات المنطقة.(بترا)