الصفدي: نريد مستقبلا أفضل خاليا من القهر

وزير الخارجية أيمن الصفدي ونظيره المقدوني الشمالي بويار اوسماني يتحدثان في مؤتمر صحفي أمس - (من المصدر)
وزير الخارجية أيمن الصفدي ونظيره المقدوني الشمالي بويار اوسماني يتحدثان في مؤتمر صحفي أمس - (من المصدر)
زايد الدخيل – قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إن استضافة الأردن المؤتمر المتوسطي لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي للمرة الثالثة، يعكس متانة علاقات الشراكة بينه وبين المنظمة، والحرص المشترك على تطويرها، والعمل المشترك لمواجهة التحديات وتحقيق الأمن والاستقرار. وأكد الصفدي في تصريحات صحفية مشتركة امس مع نظيره المقدوني الشمالي بويار اوسماني، بعد افتتاح المؤتمر، إن هذه الشراكة تعكس أيضاً تلاقي تعريف المملكة والمنظمة للأمن بمفهومه الشامل الذي يشمل معالجة التوترات والأزمات الإقليمية في المنطقة، والتعاون في مواجهة التحديات المرتبطة بالبيئة، وإيجاد فرص العمل، وبالأمن الغذائي، وأمن الطاقة، وتمكين الشباب والمرأة. وأشار الصفدي، إلى ترابط الأمن بين منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، مما يستوجب عملاً مشتركاً في جهود تحقيق الأمن بمفهومه الشامل. وقال إن المملكة شريك أساسي لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، “وأنها تنطلق في مشاركتها في أعمال هذا المؤتمر من مواقفها الثابتة التي تدعو إلى حل كل الأزمات الإقليمية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، التي كانت وستبقى أساس الصراع في المنطقة، وأساس الحل، وأساس تحقيق الأمن والسلام”. وزاد الصفدي “ما نريده هو بناء مستقبل أفضل، تسوده الفرص والتعاون، وخالٍ من العوز، والقهر، والاحتلال”، مؤكداً أن الحوار الذي جرى في المؤتمر كان شاملاً وواقعياً، ووضع كل القضايا والتحديات على الطاولة، آملاً بأن يخرج المؤتمر بقرارات قادرة على إيجاد مقاربات عملية لمواجهة هذه التحديات. وفي ردٍّ على سؤالٍ حول المشاركة الإسرائيلية في المؤتمر، وإن كان قد نوقشت فيه القضية الفلسطينية، أشار إلى أن منظمة الأمن والتعاون تضم في عضويتها 57 دولة، شارك ممثلوها في المؤتمر الذي ينعقد في الأردن للمرة الثالثة، وقال إن القضية الفلسطينية حاضرة في المؤتمر. وأكد الصفدي “أينما حضر الأردن حضر الموقف الفلسطيني العربي، وحضر الموقف الأردني الثابت الذي يؤكد أن لا سلام ولا أمن ولا استقرار إلا إذا حُلت القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) لعام 1967”. وأضاف، أن موقف الأردن الثابت يؤكد “أن الأمن في المنطقة يبدأ بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويتطلب إنهاء الاحتلال حتى تعيش المنطقة بأمن وسلام، وحتى نستطيع أن نعمل معاً لمواجهة التحديات الأخرى مثل تحديات البيئة والأمن الغذائي وأمن الطاقة وغيرها من التحديات”. وفي ردٍّ على سؤال، أكد الصفدي ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة الأوكرانية بأقرب وقت ممكن لما لهذه الأزمة من انعكاسات كبيرة ليس فقط على أوروبا وأوكرانيا وروسيا، وإنما على العالم برمته، لافتاً إلى أثر الأزمة على أسعار الطاقة وأسعار السلع الغذائية وغيرها. وأكد الصفدي مواقف المملكة الواضحة، والداعية للتمسك بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبدأ عدم الاعتداء على أراضي الغير، ومبدأ احترام سيادة الدول ووحدتها الإقليمية، مضيفا “هنالك احتلال على بعد كيلومترات من المكان الذي نجلس فيه اليوم، بالتالي رفضنا للاحتلال هو موقف مبدئي ودعوتنا للحوار من أجل إيجاد حل لكل الصراعات أيضاً تعبر عن موقف مبدئي”. وأشار الصفدي إلى أن أجندة المؤتمر تتضمن العديد من القضايا، وقال “ما تطرحه المنظمة منسجم مع الرؤيا التي نريدها، وندعو إلى مقاربة كلية في موضوع الأمن والاستقرار، وهذه المقاربة الكلية تستدعي أساساً الحديث بصراحة ووضوح عن الآثار الكارثية لاستمرار الاحتلال، والفشل في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين”. وشكر الصفدي نظيره المقدوني الشمالي، ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي على تنظيم المؤتمر في الأردن، وثمّن حضور نظيره البولندي زبيغنيف راو، الذي ترأس بلاده المنظمة، ومشاركته في أعمال المؤتمر أيضاً. من جانبه، عبّر الوزير اوسماني عن امتنانه الكبير للمملكة على حسن الضيافة، واستضافتها لأعمال المؤتمر، مؤكداً سعي بلاده لتقوية العلاقات الثنائية مع المملكة، وتقوية العلاقات مع منظمة الأمن والتعاون الأوروبي. وأشار اوسماني إلى أن المؤتمر يعتبر فرصة للأعضاء المشاركين لتقوية الشراكة بين دول البحر الأبيض المتوسط، داعياً لضرورة التركيز على الأمن مع دول الجوار، ومؤكداً أهمية الدور الأردني الإقليمي الفاعل والهام البناء والنشط في التعاون مع المنظمة، مضيفاً “بأن تحديات الأمن في الشرق الأوسط لا تتوقف هنا، لا بل تذهب بعيداً عن المنطقة”. وأضاف “في الأردن، نرى شريكاً في تحريك أجندة المنظمة للأمام، وهي دولةٌ يمكننا الاعتماد عليها في تحقيق أجندة الأمن الحالية، وأنا واثق من أن تنظيم هذا المؤتمر، سيكون نجاحاً مشتركاً وسيفتح مجالات جديدة للتعاون في المستقبل”. وانطلقت امس في منطقة البحر الميت، أعمال المؤتمر المتوسطي لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي 2022، بعنوان “تعزيز الأمن والتعاون في منطقة البحر الأبيض المتوسط: تعزيز الحوار مع الشركاء المتوسطيين لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي”، والذي تستضيفه المملكة، وتنظمه جمهورية مقدونيا الشمالية، رئيسة مجموعة الشركاء المتوسطيين للتعاون في منظمة الأمن والتعاون الأوروبي. وألقى الصفدي، ونظيريه المقدوني الشمالي، والبولندي الذي ترأس بلاده المنظمة، والأمينة العامة للمنظمة هيلغا شميد، كلماتٍ في افتتاح المؤتمر، بالإضافة لكلمة مسجلة من وزير خارجية السويد توبياس بيلستروم عبر آلية الاتصال المرئي. وأكد الصفدي أهمية المؤتمر في تعميق التعاون في مواجهة التحديات المشتركة، والتوافق على منهجيات عملانية لتتعامل مع التحديات الأمنية وتحقيق الاستقرار في المنطقة. وأكد الوزيرين المقدوني الشمالي والبولندي، وأمينة عام المنظمة، أهمية الشراكة مع الأردن، وثمّنوا دور الأردن في تعزيز الأمن والاستقرار.اضافة اعلان