"الصقور" بحاجة للجمهور

نجح اتحاد كرة السلة عبر لجنته المؤقتة برئاسة محمد عليان، في إعادة اللعبة الى الطريق الصحيح.. المهمة كانت صعبة وإن نظر اليها البعض على أنها "مستحيلة".اضافة اعلان
تحديان كبيران كان لا بد من اجتيازهما في الوقت المناسب، أولهما إعادة اللعبة الى مهدها في الأندية "الحقيقية"، بعد أن قررت معظمها "طلاق" كرة السلة نتيجة ظروف معينة، وثانيهما إعادة الجمهور الى الصالات الرياضية.
سلسلة من الخطوات الذكية إتخذها الاتحاد لتقريب وجهات النظر مع الأندية، من خلال الزيارات والنقاشات.. اللقاء في منتصف الطريق مكّن الطرفين من تجاوز خلافات الماضي.. عاد الألق لكرة السلة بالتزامن مع تأهل "صقور الأردن" الى الدور الثاني من تصفيات كأس العالم.
اقيم الدوري التصنيفي، الذي أفرز 6 فرق متقاربة المستوى بعد توزيع النجوم عليها بالقرعة.. لم تعد هناك مباراة مهمة وأخرى غير مهمة، بل إن جميع المباريات كانت مهمة ومفصلية.
في الماضي كان لقاء الأرثوذكسي والأهلي هو الأكثر جماهيرية.. كان اللقاء بمثابة بطولة بحد ذاتها.. انقسم المشجعون الأردنيون بين الفريقين.. امتلكت اللعبة "خصوصية جماهيرية" في ظل وجود "العائلات الرياضية" التي كانت تزين مدرجات الصالات، بخلاف مدرجات ملاعب الكرة التي غابت عنها العائلات بفعل الهتافات، حتى عادت مؤخرا رغم وجود بعض المنغصات.
جمهور كرة السلة اليوم أصبح مختلفا بعض الشيء.. الوحدات دخل على "خط" المنافسة.. جمهوره شكل إضافة ملموسة من خلال هتافات رائعة وتصرفات راقية.. ما يؤخذ فقط على بعض المتفرجين كثرة التدخين، وجماهير الأندية العريقة كالأهلي والأرثوذكسي والجزيرة عادت هي الاخرى الى الملاعب.
الحفاظ على الجمهور يعد هدفا كبيرا يجب على الاتحاد تحقيقه.. المنتخب الوطني والأندية على حد سواء بحاجة إلى هذا الجمهور.. ليس صحيحا أن الحابل اختلط بالنابل.. جمهور كرة السلة هو الذي يحضر باستمرار لمشاهدة مباريات كرة السلة.. صحيح أن هناك حالات استثنائية أوجدت جمهور كرة القدم في ملاعب كرة السلة، وأحدث ذلك مشاكل عدة ونفورا عند بعض العائلات، ولكن تبقى الصورة رائعة وتبشر بالخير.
المنتخب بحاجة إلى جمهوره.. المهمة المقبلة صعبة وتبدأ أمام كوريا الجنوبية في عمان يوم 13 أيلول (سبتمبر) المقبل.. "الصقور" بحاجة إلى أن تكون صالة الأمير حمزة بن الحسين ممتلئة، لأن كل هتاف يشحذ همم اللاعبين ويرفع من معنوياتهم.. أعتقد أن الاتحاد اخطأ في تحديد أسعار التذاكر "7، 5، 3 دنانيير".. ربما هذا الرقم لا يعني شيئا للأغنياء "اللهم لا حسد"، لكن كثيرا من الفقراء يحبون مشاهدة كرة السلة ومؤازرة نجوم المنتخب.
إذا أراد الاتحاد أن يكون جمهور اللعبة في غرب عمان فقط، فذلك قراره ويتحمل نتيجته، أما اذا أراد نشرها في كافة مناطق المملكة فعليه في ظل الضائقة المالية أن يكون أكثر منطقية وامتلاكا لبعد النظر.. قد يقول قائل.. 3 دنانير ليست قيمة كبيرة، ولكنها في واقع الأمر كبيرة بالنسبة للفقراء في ظل الاوضاع المالية الصعبة، كما أنها تجبر صاحبها على الجلوس في أعلى الصالة فيصبح بحاجة الى "منظار" لمشاهدة تفاصيل المباراة... إعملوا على أن تكون كرة السلة لكل الأردنيين.