الصقيع يمتد إلى محاصيل المفرق وجرش ومزارعون يبيعونها لمربي الماشية

اشتال محاصيل بندورة أتلفها الصقيع في وادي الاردن- (_)
اشتال محاصيل بندورة أتلفها الصقيع في وادي الاردن- (_)

علا عبد اللطيف وحسين الزيود و صابرين الطعيمات

محافظات- ما تزال موجة الصقيع التي اعقبت العاصفة الثلجية تلقي بتأثيراتها السلبية على المحاصيل الزراعية، بعد ان امتدت أول من أمس الى محاصيل محافظتي جرش والمفرق متسببة باتلافها، فيما بدا مزارعون ببيع مزروعاتهم المتضررة لاصحاب المواشي كاعلاف لتعويض جزء من خسارتهم، بينما عمد آخرون على حراثة الارض تمهيدا لزراعتها من جديد.اضافة اعلان
وتعد منطقة الاغوار الشمالية الأكثر تضررا، اذ باشر المزارعون بالاتفاق مع مربي المواشي لبيع المزروعات كاعلاف، في الوقت الذي تحذر فيه مديرية الزراعة من هذه الخطوة، مبررة ذلك بان المزارعين بامكانهم الانتظار وتعويض خسارتهم من الزراعات التي لم تتلفها موجة الصقيع.
وضربت موجة الصقيع الخالية مئات الدونمات من محاصيل الكوسا والبطاط والبندورة، في الغور الشمالي،  ما الحق خسائر مالية قدرها مزارعون بآلاف الدنانير.
وأوضح المزارع  خالد الرياحنة أنه باع محصوله من المنتجات الزراعية التي ضربها الصقيع إلى مربي الماشية، كون ذلك سيوفر عليه أجرة قطف الثمار وتكاليف نقلها، مشيرا إلى أن خسارته هذا العام "لا يمكن تعويضها".
ويوضح الرياحنة، انه قام بزراعة مساحات واسعة بالكوسا، على مدى أكثر من شهر، وعند بزوغ نواة الشتلة قام بتغطية المساحة المزروعة بمادة البلاستيك الابيض، وذلك للحفاظ عليها من الامطار والصقيع ثم ازالها مع نضوجها، غير ان الصقيع قضى على جميع مزروعاته المكشوفة.
وطالب مزارعون اعتبروا منطقتهم "بالمنكوبة" من الجهات المعنية ضرورة وقف خسارة المزارعين، وايجاد أسواق خارجية، ومتابعة أوضاع صغار المزارعين في اللواء الذي يعتبر من أشد المناطق فقرا في المملكة
وجدد مزارعون مطالبتهم بضرورة تعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم جراء موجة الصقيع، لتمكينهم من تغطية جزء من تكاليف إنتاجهم للموسم الحالي.
وأكدوا أن تلك الخسائر باتت تهدد اغلب  المزارعين بالسجن جراء استحقاق الديون عليهم لأصحاب محلات المستلزمات الزراعية.
من جانبه، أكد متصرف اللواء عدنان العتوم ان اللجان التي خصصت لعملية حصر الاضرار التي نجمت عن الصقيع  باشرت أعمالها، مشيرا الى ان دور اللجان يقتصر على الكشف  على المزارع المتضررة واعداد التقارير الخاصة بحجم الاضرار ورفعها إلى الجهات المعنية لاتخاذ الاجراء المناسب بذلك.
وحذر مدير زراعة وادي الأردن المهندس عبد الكريم شهاب من بيع المحاصيل لمربي المواشي، مؤكدا ان ذلك ليس مجديا خاصة وان نسبة الضرر بالمزروعات تقدر بحوالي 50 %، وبالتالي فان المزارع لديه القدرة على تحقيق الارباح من جني بعض ما تبقى من المحصول.
وفي المفرق، التي امتد اليها الصقيع أول من أمس أتلفت الموجة قرابة 500 دونم من محصول "الميرمية" لدى مزارعين في المحافظة.
وقال هزاع المسند أحد مزارعي محصول "الميرمية" إن التدابير التي اتخذها من حيث  ري المزروعات لم تفلح في إنقاذها من موجة الصقيع التي ضربت المنطقة نظرا لشدتها، مشيرا إلى أن هناك قرابة 250 دونما أتلفها الصقيع من إجمالي المساحة التي يزرعها بالميرمية والبالغة 600 دونم.
وبين المسند أن قيمة الأضرار التي لحقت بمحصوله تقدر بـ 45 ألف دينار، لافتا إلى أن ذلك يمثل أجور الأيدي العاملة والري والأسمدة والأشتال والبيوت البلاستيكية ومستلزمات الإنتاج.
ولفت إلى أنه سيقوم بمراجعة وزارة الزراعة لتسجيل الأضرار التي لحقت بزراعته جراء الظروف الجوية.
وقال مزارعون إنهم تلقوا أضرارا مماثلة بمحصول الميرمية بسبب موجة الصقيع التي ضربت محاصيلهم، مشيرين إلى أنهم سبق وأن تلقوا خسائر كبيرة في هذه المحصول خلال العام الماضي.
وأوضحوا أنهم سيلجأون لحراثة تلك المساحة التي تضررت بالصقيع بهدف زراعتها من جديد بمحصول الميرمية، غير أنهم يتخوفون من ضربات متلاحقة تأتي على مشاريعهم الزراعية، خصوصا وأنهم يزرعون مساحات كبيرة يصعب السيطرة عليها من خلال التدابير الوقائية التقليدية.
من جهته، قال مدير مديرية زراعة المفرق المهندس عوني شديفات أن هناك اثنين من مزراعي الميرمية راجعوا المديرية للإبلاغ عن تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، موضحا أن المديرية أرشدت المزارعين بضرورة قص المحصول بالكامل لحمايته من الصقيع وبما يتيح لها النمو من جديد بعد مرور الظروف الجوية ، إلا أن المزارعين لم يتقيدوا بذلك.
ولفت إلى أن المديرية تعمل على تلقي شكاوى المزارعين لحين صدور أي تعليمات من قبل الوزارة.
وقال شديفات، إن هناك أحد المزارعين أبلغ عن نفوق 32 رأسا من الماعز خلال موجة الصقيع ، مبينا أن عدم اتخاذ التدابير اللازمة من حيث التدفئة اللازمة وتغطية الحظيرة يتسبب بعملية تجمد الأمعاء والأعضاء الداخلية للماشية وبالتالي نفوقها.
وفي جرش، ضرب الصقيع خلال الليلة الماضية عشرات الدونمات من المحاصيل الحقلية في المحافظة، وفق مدير الزراعة المهندس بسام الفواعير.
واوضح الفواعير، أن المزارعين اجتمعوا مع مدير زراعة جرش لغاية حصر الأضرار من خلال الفرق الفنية والتأكد من تلف المحاصيل الحقلية وأهمها البقوليات من الفول والبازيلاء والخس وغيرها من المحاصيل الحقلية التي تزرع في محافظة جرش والقرى القريبة من وسط المدينة.
وقال إن الفرق الفنية باشرت منذ أول أيام الدوام بحصر مختلف أضرار العاصفة الثلجية ومنها تكسر أشجار حرجية وأشجار مثمرة وتلف بعض المحاصيل الحقلية وستكون مختلف التقارير الميدانية جاهزة خلال الأسبوع الماضي تمهيدا لرفعها للجهات المعنية.
واكد أن نسبة الضرر في الأشجار الحرجية والمثمرة هذا العام قليلة مقارنة مع العام الماضي وتنحصر في  تكسر أغصان وجذوع الأشجار وخاصة في منطقة ثغرة عصفور وساكب وسوف وهذه هي المناطق التي شهدت تساقطا كثيفا للثلوج،  أما حالات تكسر الأشجار الحرجية بشكل كامل فهي أعداد بسيطة وفق الجولات الأولية لفرق الزراعة.
وبين الفواعير ان المواطنين يتهافتون الآن على الأحراش والغابات لجمع الحطب وبعضهم يستغلون هذه الظروف لقطع الثروة الحرجية واستخدامها في التدفئة أو التجارة، ما استدعي على الفور تعزيز دوريات الحراج والشرطة البيئية وغيرها من الجهات الأمنية للحد من الاعتداء على الثروة الحرجية.