الصمت الاختياري لدى الأطفال: التعريف والعلاج

الصمت الاختياري هو اضطراب قلق يمنع الطفل من النطق في أوضاع اجتماعية معينة - (أرشيفية)
الصمت الاختياري هو اضطراب قلق يمنع الطفل من النطق في أوضاع اجتماعية معينة - (أرشيفية)

عمان- عرف موقع "www.nhs.uk" الصمت الاختياري Selective mutism، بأنه اضطراب قلق يمنع الطفل من النطق في أوضاع اجتماعية معينة، منها الحصص الدراسية والأماكن العامة، غير أنه يكون قادرا على التحدث بحرية أمام أفراد عائلته وأصدقائه عندما لا يكون هناك أحد آخر يسمعه.اضافة اعلان
ومن المهم الأخذ بعين الاعتبار أنه عند حدوث هذه الحالة لدى الطفل، فهو ﻻ يكون صامتا بإرادته، بل يكون غير قادر على التحدث. ولكن، مع مرور الوقت، يصبح بعض الأطفال قادرين على توقع الأوقات التي يفقدون خلالها القدرة على الكلام ويعملون ما بوسعهم لتفاديها. ويذكر أن الخبراء يرون أن هذا الاضطراب يعد رهابا من الكلام.
معظم الأطفال المصابين يتجاوزون هذه الحالة مع الوقت والدعم والعلاج.
ويعد هذا الاضطراب حالة نادرة. كما وأنه أكثر شيوعا بين الفتيات مقارنة بالفتيان. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأقليات العرقية والأطفال الذين هاجروا من بلادهم الأم إلى بلاد أخرى يكونون أيضا أكثر عرضة للإصابة به.
وعادة ما يبدأ هذا الاضطراب بالظهور في السن التي يبدأ خلالها الطفل بالتفاعل مع الآخرين خارج نطاق العائلة، أي في الحضانة أو الروضة، على سبيل المثال.
العلامات والأعراض
يذكر أن الأطفال المصابين بهذا الاضطراب عادة ما يكون لديهم مخاوف أخرى وقلق اجتماعي. كما أنهم قد يكونون مصابين بصعوبات في النطق واللغة.
وتتضمن العلامات والأعراض الخاصة بهذا الاضطراب ما يلي:
- عدم القدرة على التواصل البصري.
- العصبية.
- الشعور بعدم الاستقرار والحرج الاجتماعي.
- الخجل والانسحابية الاجتماعية المفرطة خوفا من أن يكون عليه أن يتكلم أمام الآخرين.
- العند والعنف مع الإصابة بنوبات من الغضب عند العودة من المدرسة.
- التجمد وعدم إظهار التعبيرات أثناء الفترات التي لا يستطيعون التحدث خلالها.
ويذكر أن الأطفال المصابين بهذا الاضطراب يتواصلون مع الآخرين أثناء عدم قدرتهم على التحدث بالإيماءات لإيصال الرسائل التي يريدون. كما أن بعضهم قد يستطيع أن ينطق بكلمة أو اثنتين لتوصيل رسالته أو أن يتحدث بالهمس.
بعض الأطفال المصابين بهذا الاضطراب يخافون أيضا استخدام الحمامات العامة. وقد يكون ذلك لخوفهم من إصدار صوت، عند التبول، على سبيل المثال، يسمعه الآخرون.
العلاج
تعتمد فعالية علاج هذا الاضطراب على العوامل الآتية:
- المدة التي قضاها الطفل يعاني منه.
- إن كان لديه صعوبات أخرى في التعلم أو التواصل أو إن كان مصابا بأحد أشكال القلق.
- وجود تعاون بين الأطفال والآخرين لحل المشكلة.
وبالتصرف والعلاج الصحيحين، فإن الأطفال المصابين يتغلبون على هذا الاضطراب، غير أنهم كلما كانوا أكبر سنا عند العلاج تكون مدة علاجهم أطول.
ويتدرج العلاج من الاسترخاء في المدرسة أو الحضانة إلى نطق كلمة أو جملة واحدة لشخص محدد، وذلك قبل أن يستطيع الطفل أن يتكلم بحرية أمام الجميع وفي كل المواقف.
ويذكر أن العلاج لا يركز على الكلام بحد ذاته، وإنما يركز على تقليل ما لدى الطفل من قلق من التحدث وسماع الآخرين له من خارج دائرة العائلة والأصدقاء.
وتتضمن الأساليب العلاجية لهذا الاضطراب ما يلي:
- العلاج السلوكي، وهو أسلوب علاجي يقوم بتعزيز السلوكات المطلوبة (الإيجابية) والتخلص من السلوكات الخاطئة (السلبية).
- العلاج المعرفي السلوكي، والذي يعمل على مساعدة الطفل في التركيز على رأيه بنفسه وبالآخرين وبالعالم من حوله وكيف يؤثر إدراكه لذلك على أفكاره ومشاعره.
- العلاج الدوائي، والذي نادرا ما يستخدم في هذه الحالات كونه يناسب الأطفال الأكبر سنا والمراهقين الذين أدى ما لديهم من قلق إلى الإصابة باضطرابات أخرى، منها الاكتئاب.
نصائح للآباء
- لا تستخدم أساليب الضغط لتشجيع طفلك المصاب على أن يتكلم.
- أخبر طفلك بأنك متفهم لحالته ولكونه يخاف التكلم ولديه صعوبة به في أوضاع معينة.
- لا تقم بالثناء على طفلك على قيامه بالتحدث أمام الآخرين، فهذا يسبب له الإحراج. ولكن انتظر حتى تكونا وحدكما واثن عليه لما حققه من تقدم.
- طمئن طفلك بأن التواصل غير النطقي، منه الابتسام والإيماء، يعد مقبولا إلى أن يتخلص من الاضطراب المذكور.
- قم بإعطاء طفلك الحب والدعم، فضلا عن التشجيع اللفظي.

ليما علي عبد
مترجمة
وكاتبة تقارير طبية
[email protected]
Twitter: @LimaAbd