الصور الفوتوغرافية غير الرقمية والرسائل التي خطت باليد سجل باق للذكريات

الصور الفوتوغرافية غير الرقمية والرسائل التي خطت باليد سجل باق للذكريات
الصور الفوتوغرافية غير الرقمية والرسائل التي خطت باليد سجل باق للذكريات

 إسراء الردايدة

عمان - يدفع الحنين إلى الماضي والتمسك بأحداث كان لها ذكرى عزيزة، بعض الناس الى التمسك بما تبقى لديهم من أجل الحفاظ عليها.

اضافة اعلان

وقد تكمن الذكرى في ورقة ما كتب عليها نص أو كلمة معبرة، كتبها شخص له مكانة خاصة عند المحتفظ بتلك الكلمات المعبرة، وقد تتمثل تلك الذكريات، بصور كانت قد التقطت في لحظة مهمة أو مناسبة معينة.

وحاليا تجتاح التكنولوجيا مجالات الحياة كافة، وتفرض الاستغناء عن كثير من عاداتنا وأولوياتنا القديمة. فالصور التي كنا نحتفظ بها في ألبوم خاص لها مفصلين شرحا عنها من خلال الكتابة تحتها، استبدلت بالكاميرا الرقمية وتحميل الصور عبر جهاز الحاسوب.

ورغم ما تقدم، تفضل ربة الأسرة جولييت قاقيش، الطريقة القديمة في الحفاظ على الصور العزيزة على قلبها، وما تزال تحتفظ بألبومات الصور وتأريخها بواسطة كتابة تفاصيل ما حدث بخط يدها. وتوضح قاقيش بأنه ورغم شراء أولادها لها كاميرا رقمية حديثة وجهاز حاسوب من أجل أن تقوم بتحميل كل الصور التي تلتقطها، إلا أنها

تفضل استخدام الكاميرا القديمة وتحميض الصور وتجميعها في ألبوم خاص وفق المناسبة المعنية من أجل الأجيال القادمة.

وتحتفظ هدى البوريني (70 عاما) بالرسائل التي كان زوجها قد كتبها لها أثناء سفره للدراسة في الخارج، وكان ذلك أثناء فترة الخطوبة، وبعض الرسائل يعود عمرها الى 30 عاما مضت, موضحة بأن لكل رسالة ذكرى خاصة.

وتستشعر البوريني وجود زوجها معها حين تقوم بقراءتها مرارا، رغم انها تحفظها عن ظهر قلب، ولكن حنينها له يزداد خاصة منذ وفاته.

وترى البوريني بأن خط اليد له مكانة خاصة، فهو ذكرى حية تبقى بعد رحيل من كتبها، وتعتبر أن الكلمات تنطق بما خطته اليد وملمس الورق يبقى في الذاكرة  كما لو أنها حدثت بالأمس.

ويرى مازن الطوال بأن الاحتفاظ بالأوراق والرسومات القديمة يعد تأريخا لمرحلة ما في حياة الفرد.

ويحتفظ الطوال برسومات تعود الى مرحلة الابتدائية، وبأوراق كان قد خط عليها موضوع تعبير نال عليه علامة عالية, مضيفا أنه يريد أن يرى ابناؤه كيف عاش طفولته.

ويشير أبو الوليد (50 عاما)، إلى ان الرسائل النصية التي ترسل بواسطة الهواتف الجوالة والبريد الإلكتروني، لا تحمل نفس الخصوصية والحميمية التي تحملها الرسالة التي تكتب على الورق بخط اليد.

ويرى أبو الوليد بأن الرسائل الورقية تحمل الإحساس داخلها وتحتفظ باللحظة التي واكبتها، وأحيانا تحافظ على رائحة المرسل عبرها، فحين يضم الشخص الرسالة بين يديه يستطيع شم رائحة صاحبها وكأنه معه.

وتعتبر ديمة الكيلاني (مصممة ديكور) أن الصور الفوتوغرافية تجسد اللحظة وتحتفظ بها كسجل شاهد على ما حدث سيما القديمة منها، التي تعتبر أكثر أصالة، ولكن هذا لا يسيء الى الصور الحديثة.

ويكمن الفرق بالنسبة للكيلاني، "بأن القديم يعد جزءا من الأصالة والتاريخ، فالصور التي التقطت لنا ونحن أطفال، وتروي حكاية عنا".

أما الصور الرقمية، فهي قابلة للتعديل والتغيير، ومن الممكن أن تفقد بعض الخصوصية التي تحملها الصور القديمة.

وتلفت سارة الحياري الى أنها تحتفظ بوشاح حاكته جدتها لوالدتها منذ أكثر من ثلاثين عاما، وما تزال تحتفظ به لأنه يحمل رائحة جدتها.

وتشير أخصائية علم النفس رشا بهجت عبد الرحيم، أن الناس من جميع الأعمار يفضلون الاحتفاظ بالأشياء الملموسة أمامهم، سواء كانت من الصور الفوتوغرافية أو الرسائل الورقية، لأنها تمثل الذكريات الملموسة والمحمولة من فترة معينة في حياتهم.

وترى عبد الرحيم أن الرسائل التي خطت باليد تحمل خصوصية روحية ونفسية، لأن هناك رابط بينها وبين صاحبها.

وتبين أخصائية علم النفس ان الإنسان لديه ميل لتذكر الذكريات الحزينة اكثر من تلك السعيدة التي يرتبط تذكرها بحدث معين سعيد يثير هذه الروابط كالمدونات والمذكرات الشخصية و الكتابات القديمة التي تحمل معانٍ.

وتعتبر أن الوسائل الاتصال الحديثة التكنولوجية، تفتقر إلى الحميمية و قدرتها على الاحتفاظ بالأشياء كما هي لأنها قابلة للتعديل.

وتورد بأن من يحتفظ بذكريات ملموسة متعلقة بذكرى حزينة، فهي تؤجج داخله مشاعر مضطربة قد تؤثر سلبا عليه، وبالتالي لا تنصح في هذه الحالة الاحتفاظ  بأية متعلقات حزينة.

وتلفت الى أن الأشخاص الذين يجمعون مقتنيات تعود لفترات معينة من حياتهم , يكون لديهم نوعا من الحنين الى الماضي، وهو ما تفتقر وسائل التكنولوجيا الحديثة إليه.