الصيام يزكي النفس ويطهر الروح

الصيام يحفظ الجوارح عن الآثام في رمضان - (أ ف ب)
الصيام يحفظ الجوارح عن الآثام في رمضان - (أ ف ب)

بالصيام تزكو النفس وتطهر الروح، قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).(البقرة:183).
وقال القرطبي "لتتقوا المعاصي"، القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، (2/245)، قال ابن كثير: "إن الصوم فيه تزكية البدن وتضييق مسالك الشيطان" تفسير ابن كثير، (1/228)، فصوم رمضان يورث صوم الجوارح وهو إمساك الجوارح عن معصية الله تعالى، فالصائم يعلم أنه ترك ما أحل الله تعالى تقرباً إليه، فكيف يترك ما أحل الله ويقع فيما حرم الله، لكن للأسف واقع الناس اليوم في رمضان مؤلم نراه يصوم عن الحلال، لكنه يطلق جوارحه في الحرام بل لا يتورع عن أكل الربا والرشوة وغير ذلك من أنواع الحرام.اضافة اعلان
هؤلاء ما فقهوا الغاية من الصيام، ظنوا أن الصيام هو الإمساك عن الطعام والشراب فقط، ونسوا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش" رواه أحمد، المسند، (2/441) ابن ماجة في سننه (1690)، والنسائي، السنن الكبرى، (3250). قال الغزالي: "هو الذي يمسك عن الطعام الحلال، ويفطر على لحوم الناس بالغيبة وهو حرام، وقيل: هو الذي لا يحفظ جوارحه عن الآثام" الغزالي: الاحياء (1/278). وهذا ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس له حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري (حديث 1804). قال بعض العلماء: كم من صائم مفطر، وكم من مفطر صائم، والمفطر الصائم هو الذي يحفظ جوارحه عن الآثام ويأكل ويشرب، والصائم المفطر هو الذي يجوع ويعطش ويطلق جوارحه (الغزالي، الاحياء، 1/279).
لذا يجب علينا أن نحفظ جوارحنا عن الآثام في رمضان حتى نكون من الفائزين، كما قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمأثم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك وفطرك سواء" أخرجه ابن أبي شيبة، المصنف، (2/422).
وقال الغزالي: "أعلم أن الصوم ثلاث درجات: صوم العموم، وصوم الخصوص، وصوم خصوص الخصوص، أما صوم العموم: فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة، وأما صوم الخصوص وهو صوم الصالحين، فهو كف الجوارح عن الآثام وتمامه بستة أمور: الأولى: غض البصر، الثاني: حفظ اللسان عن الهذيان والكذب والغيبة والنميمة والغش، الثالث: كف السمع عن الإصغاء إلى كل مكره. الرابع: كف بقية الجوارح عن الآثام، الخامس: أن لا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار. السادس: أن يكون قلبه بعد الإفطار معلقا مضطربا بين الخوف والرجاء.
وأما صوم خصوص الخصوص فصوم القلب عن الهضم الدنية والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية"، (الغزالي: الاحياء، 1/276-279).

د. رائد محمود أحمد الشوابكة
جمعية هيئة علماء الأردن