الصين تستنفر عسكريا بعد تحركات أميركية باتجاه تايوان

عواصم- أعلنت الصين أنها أجرت تدريبات حول تايوان، أمس، فيما يزور وفد أميركي الجزيرة، في خطوة ذكر جيش التحرير الشعبي أنها تستهدف "الإشارات الخاطئة"، التي ترسلها الولايات المتحدة.اضافة اعلان
وذكر تلفزيون الصين المركزي الرسمي، نقلا عن شي يي لو المتحدث باسم قيادة مسرح العمليات الشرقي لجيش التحرير الشعبي، أن الجيش الصيني أرسل فرقاطات وقاذفات قنابل وطائرات مقاتلة إلى بحر الصين الشرقي والمنطقة المحيطة بتايوان، أمس.
وقال شي: "هذه العملية رد على إرسال إشارات خاطئة على نحو متكرر من الولايات المتحدة بخصوص تايوان في الآونة الأخيرة".
وخلال اجتماع عقد أول من أمس مع الرئيسة التايوانية تساي إينغ وين، قال بوب مينينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي إن تايوان "بلد له أهمية عالمية" وأمنه له تداعيات على العالم بأسره.
وكان مينينديز ضمن وفد يضم 6 من أعضاء الكونغرس الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يزور تايوان لإبداء الدعم لها في مواجهة الضغوط الصينية.
وتثير هذه الزيارات والإشارة إلى تايوان على أنها "بلد"، ما يغضب بكين التي ترفض ذلك وتعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها.
ووصل الوفد الأميركي إلى تايوان في وقت متأخر أول من أمس قادما من أستراليا في زيارة لم يعلن عنها تستمر يومين.
ومنذ أن اشتعلت وتيرة الحرب في أوكرانيا تنامت المخاوف في تايوان التي تعتبرها الصين مقاطعة متمردة يجب إعادة توحيدها مع البر الرئيسي، وبالقوة إذا لزم الأمر.
وفي موازاة ذلك، اتخذت تايوان العديد من الاحتياطات كخطوة استباقية في حال تعرضت لهجوم صيني مباغت على غرار ما فعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، شملت العديد من المجالات، أبرزها مناورات لجيشها وشرطتها وتدريب المواطنين العاديين على سبل التعاطي مع الحرب، وأصدرت كتيبا مخصصا للمدنيين لتعليمهم طريقة التصرف إذا هاجمت الصين الجزيرة، يشمل خصوصا تخزين الطعام وإيجاد مأوى أثناء القصف.
ومع بداية الحرب في أوكرانيا، كانت رئيسة تايوان، تساي إنغ ون، دعت حكومتها إلى البقاء في "حالة تأهب قصوى" ضد ما وصفته بـ"الحرب المعرفية" وجهود التضليل من قبل القوى الأجنبية، التي تهدف إلى "استخدام التوترات في أوكرانيا لإذكاء الذعر وعدم الاستقرار في تايوان".
وكثف الرئيس الصيني، شي جين بينغ، تحذيراته لتايوان بعدم السعي للاستقلال عن الصين، وهو ما يشبه تهديدات ومطالب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، لأوكرانيا التي طالبها بعدم الحياد والبعد عن توسيع شراكاتها مع الغرب.
وما عزز المخاوف التايوانية بشكل خاص والدول الغربية بشكل عام من احتمال فعل عسكري صيني تجاه تايوان، أن ردود الفعل الأميركية تجاه موسكو قبيل الحرب برفض فرض عقوبات استباقية، وعدم تقديم دعم عسكري كبير لأوكرانيا، أرسل إشارة قوية إلى الصين بأن الولايات المتحدة مستعدة لاسترضاء الدول المهاجمة.
ويقول محللون إنه من غير المحتمل أن يطبق السيناريو الأوكراني على تايوان، على الأقل ليس في المستقبل القريب. على الأرجح، ستتجه وأنه سيسبق ذلك فرض سيطرة من قبل الصين على مراحل، تبدأ عبر محاولة نفوذ القوة الناعمة كما تفعل بالفعل بنجاح في العديد من البلدان في جميع أنحاء المنطقة، ربما مع محاولة نحو انقلاب ناعم، ما سيساعدها على السيطرة السياسية دون إراقة دماء.
ويعتقد المحللون أنه "في حال فشل ذلك، فقد يتحول الأمر إلى زعزعة استقرار داخلي أكثر عدوانية، لكن الصين بالتأكيد لن تتخذ خطوات خارجية للسيطرة على البلاد حتى تتأكد من قدرتها على الانتصار، والتعلم من درس روسيا في أوكرانيا الذي كان من المفترض أن يكون انتصارا سهلا وسريعا".
ومن المعوقات في طريق الصين بالمسألة اليايوانية أنها، وفق المحللين، ستحتاج إلى تحسين قدراتها البحرية الخاصة، وتطوير قدرات كافية للتغلب على الدفاعات الصاروخية، والقدرة على الرد على الهجمات الصاروخية من تايوان، والتأكد من أنها لن تواجه استجابة نشطة من القوات البحرية الغربية في المنطقة المجاورة. ويرى المحللون "أن بكين ستبحث بعد ذلك عن الفرص السياسية وغيرها لإخراج تلك القوات البحرية من المنطقة"، لصالح توزيعها في مناطق أخرى في العالم. - (وكالات)