الصين وروسيا وإيران.. ثلاثي يتسبب بصداع للغرب وقلق للإدارة الأميركية

2
2

عواصم - الصين روسيا إيران ثلاثي يتسبب بصداع للادارة الاميركية وحلف شمال الاطلسي، والاتحاد الاوروبي، حتى باتت أقل التحركات تثير هلعهم وبشكل خاص الادارة الأميركية التي يبدأ مسؤولوها بتصريحات تحلل تلك التحركات وتنتقدها.اضافة اعلان
وأبرز المخاوف الغربية من الدول الثلاث، هي أن تزود الصين روسيا في حربها مع اوكرانيا اسلحة فتاكة، تقلب الموازين، وتأمين الحماية لإيران من قبل روسيا والصين، في مشروعها النووي، والنأي عن أي عقوبات تطالها بسببه، ومخاوف من توسع المد الروسي في بحر الصين الجنوبي، واعادة تايوان كجزء من اراضي الصين الكاملة كما تؤكد الصين دوما.
أمس أعلنت الصين وروسيا انهما ستعززن علاقتيهما في كافة المجالات، الا أن الصين زادت بأنها مستعدة للعمل مع الجيش الروسي من أجل تعزيز الاتصالات الاستراتيجية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينين تان كافي، في مؤتمر صحفي، أمس إن بلاده مستعدة لتعزيز التنسيق مع الجيش الروسي، مشيرا إلى أن المناورات البحرية الأخيرة التي جرت بين الصين وروسيا وإيران، عززت قدرات الدول الثلاث للقيام بمهام عسكرية مشتركة، مضيفا أن تلك التدريبات عمقت الصداقة والتعاون بين الدول الثلاث.
وكانت الدول الثلاث أرسلت قوات خاصة، بينها 12 سفينة للمشاركة في تدريبات بخليج عمان امتدت من 15 آذار (مارس) إلى 19 منه.
الولايات المتحدة من جانبها تحاول تعزيز مستواها الامنى عبر إيجاد سبل للتعاون سواء على صعيد دول العالم ومن بينها دول الناتو أو على صعيد الدول حول بحر الصين في محاولة لوقف المد الصيني، في هدا السبيل فبدأت مؤخرا تعاونا مع أستراليا وبريطانيا، أثار استياء صينيا عبر عنه المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية بالقول، أنه قد يطلق شرارة سباق تسلح في المنطقة.
وقال محذراً من عواقب عسكرة الصراع "بمجرد أن تفتح صندوق باندورا سيتعطل التوازن في المنطقة".
كما اعتبر أن الأمن الإقليمي قد يتأثر، مؤكداً أن بلاده تأخذ هذه المسألة على محمل الجد.
ويبدو أن الولايات المتحدة أقرت بعجزها في السيطرة على الصين في بحر الصين الجنوبي، فقد أكد العضو الأعلى رتبة في سلاح مشاة البحرية الأميركية أن قواته تفتقر إلى قدرة رئيسية يمكن أن تكون حاسمة في ردع صراع مع الصين أو في شن حرب بنجاح إذا اندلعت مثل هذه الحرب في المحيط الهادئ.
وصرح الجنرال ديفيد بيرغر، قائد سلاح مشاة البحرية الأميركية، لمجلة "نيوزويك" بأن "جمهورية الصين الشعبية هي المنافس الوحيد القادر على الجمع بين قوتها الاقتصادية والدبلوماسية والتكنولوجية لتحدي النظام الدولي المستقر والمفتوح الذي نتمتع به".
وأضاف أن "الهدف النهائي هو منع الصراع وإدارة الأزمات في المنطقة"، مشيراً إلى أن "القدرة البرمائية أمر بالغ الأهمية لتحقيق هذا الهدف".
إلى ذلك، قال الجنرال بيرغر إن الوضع يمكن أن يكون بمثابة فرصة لبكين في الوقت الذي تسعى فيه إلى تسليط الضوء على قدراتها المتنامية.
وتابع: "عندما تكون السفن البرمائية متاحة، تسمح للولايات المتحدة بالتفوق على نفوذ جمهورية الصين الشعبية من خلال توفير استجابة سريعة للأزمات، والتي تشمل المساعدة الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث لحلفائنا وشركائنا الإقليميين".
وأضاف: "إذا لم تكن السفن البرمائية متاحة، فلا يمكننا تقديم خدمات الاستجابة للأزمات ذاتية الاستدامة بسرعة نيابة عن الولايات المتحدة، وسيقوم منافسونا بملء هذه الفجوة".
وأضاف أن النقص الذي تم تقييمه له أهمية خاصة ويمكن أن يؤثر على أداء الفروع العسكرية الأميركية الأخرى لأنه "في حالة النزاع، تمكن السفن البرمائية مشاة البحرية من العمل كجزء من حملة بحرية أوسع".
وتشير القدرة البرمائية إلى السفن المكلفة بحمل قوات الدعم الأرضي مثل وحدات الاستطلاع البحرية (MEU) ومركباتها عبر البحر إلى الأرض.
وهذا الدور حاسم في سياق المحيط الهادئ، لكن بيرغر وغيره من كبار مشاة البحرية يقولون إن حالة استعدادهم قد انخفضت إلى أدنى مستوى لها في السنوات الأخيرة، إلى 35 % مما كان مطلوباً لتشكيل ثلاث مجموعات استعداد برمائية (ARG) في كل الأوقات.
وأشار تقرير "نيوزويك" إلى أن القدرات البحرية الصينية، القادرة بالفعل على تعبئة أكبر جيش في العالم، بدأت في سد الفجوة بسرعة مع تلك الموجودة في الولايات المتحدة، حتى أنها تجاوزتها في بعض الفئات الرئيسية.
من جانبها وجهت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير، انتقادات لاذعة إلى الصين، معتبرة أنها بدأت عصرا جديدا نحو السيطرة وتوسيع النفوذ، وتغيير النظام الدولي.
وشددت في كلمة ألقتها، أمام مركز السياسة الأوروبية على أن علاقة الاتحاد الأوروبي مع بكين أصبحت أصعب في السنوات الأخيرة.
كما اعتبرت أن السلطات الصينية بدأت "تعزز وتوسع قوتها الأمنية ونفوذها العسكري، طاوية صفحة الإصلاح والانفتاح كي تدخل عهد القوة الأمنية والعسكرية"، وفق تعبيرها.
واتهمت الحزب الصيني الحاكم بالسعي إلى تغيير النظام الدولي.
إلى ذلك، أشارت إلى أن دول الاتحاد ترصد زيادة الإنفاق الصيني العسكري، فضلا عن حملات التضليل التي تقودها السلطات. وشددت على أن قوتها العسكرية والاقتصادية تؤكد أن بكين لم تعد دولة نامية.
أما لجهة العلاقات الصينية الروسية، فاعتبرت فون دير لاين أن تعاون الصين مع روسيا ومقاربتها للحرب على أوكرانيا سيحدد مسار العلاقة معها.
كما أشارت إلى وجوب أن تلعب بكين دورا بناء للوصول لسلام عادل في أوكرانيا.
كذلك، رأت أن السلطات الصينية ترصد ضعف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتوسع تأثيرها في روسيا.
وفي ما يتعلق بملف تايوان، أكدت المفوضية الأوروبية دعمها الاستقرار والسلام في مضيق تايوان.
يشار إلى أنه من المتوقع أن يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية، الصين مطلع نيسان (أبريل) المقبل.
تأتي تلك الزيارة بعد تصاعد التوتر بين بكين والدول الغربية، على خلفية اتهام السلطات الصينية بدعم الجانب الروسي في الأزمة الأوكرانية.
وتأتي الانتقادات الاوروبية رغم اطلاق الصين الشهر الماضي مبادرة لإطلاق الحوار والتفاوض بين الجانبين الروسي والأوكراني، بهدف التوصل إلى خطة للسلام تنهي الحرب التي دخلت عامها الثاني، الا أن تلك الخطة لاقت رفضا من الولايات المتحدة والناتو والاتحاد الاوروبي التي وصفوها بأنها غير حيادية، ولم تدكر انسحاب روسيا من الاراضي التي احتلتها أوكرانيا.-(وكالات)