الضباب الكثيف يعكر التحضيرات لسباق جائزة الصين

سائق مرسيدس لويس هاميلتون يقود سيارته خلال جولة التجارب الحرة الأولى في سباق الصين أمس -(أ ف ب)
سائق مرسيدس لويس هاميلتون يقود سيارته خلال جولة التجارب الحرة الأولى في سباق الصين أمس -(أ ف ب)

شنغهاي - تسبب الضباب الكثيف الذي يلف شنغهاي بتعكير التحضيرات لجائزة الصين الكبرى، الجولة الثانية من بطولة العالم لسباقات الفورمولا 1، وذلك بعد إلغاء حصة التجارب الحرة الثانية المقررة بعد ظهر أمس الجمعة.اضافة اعلان
واتخذ قرار الإلغاء بسبب عدم قدرة المروحية الطبية على الهبوط في المطار بسبب الظروف المناخية التي تسببت بتوقف متكرر لحصة التجارب الأولى التي أقيمت صباحا.
ولم تكن المشكلة مرتبطة بالحلبة ذاتها، بل كشفت إدارة الفورمولا 1 أنه لم يكن في إمكان المروحية الهبوط في الأماكن المخصصة لها في المستشفيات التي حددت لاستقبال المصابين في حال حصول حوادث على الحلبة أو بمحيطها، وذلك بسبب القوانين الصينية المتعلقة بمجال الرؤية للطيران.
وكشف الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" ان أحد المطارات الموجودة في المنطقة اضطر للإقفال بسبب الظروف المناخية ونوعية الهواء التي اعتبرتها القنصلية الأميركية في شنغهاي "غير صحية".
ولم يكن هناك إعلان بخصوص إمكان تأثير الظروف المناخية على روزنامة السباق، على رغم ترجيح ان يزداد الوضع سوءا في عطلة نهاية الأسبوع.
ووصل الأمر بسائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون الذي افتتح الموسم في أستراليا باحتلاله المركز الثاني خلف سائق فيراري الألماني سيباستيان فيتل، الى اقتراح شخصي بشأن برنامج السباق الصيني، قائلا عبر "تويتر"، "صباح السبت.. 3 حصص تجارب حرة، التجارب التأهيلية صباح الأحد ومن ثم السباق. من معي في هذا التغيير؟".
وواصل "لنتحدث بجدية الآن، قد يكون (ما حصل) نعمة مقنعة. فرصة للمالكين الجديد (مجموعة ليبرتي ميديا) ليكونوا استباقيين وخلاقين".
وشارك أكثر من نصف السائقين بقليل في الحصة الصباحية الصعبة، وكان سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن صاحب الأسرع في اللفات الأربع التي خاضها، متقدما على سائقي ويليامز البرازيلي فيليبي ماسا والكندي لانس سترول، فيما لم يكمل هاميلتون وفيتل اللفتين اللتين تواجدا فيهما على الحلبة.
واجتمع مديرو الفرق مع الاتحاد الدولي "فيا" أمس الجمعة للبحث في إمكان إقامة السباق اليوم عوضا عن غدا، من أجل تجنب احتمال إلغائه في ظل التوقع بتردي الأجواء المناخية يوم السباق.
لكن مدير السباقات في البطولة تشارلي وايتينغ أكد أن لا تغيير في موعد السباق لأن "فيا" متأكد بأن الأجواء المناخية لن تكون غدا بالسوء الذي كانت عليه أمس لأن الغيوم سترتفع عاليا نتيجة الرياح القوية.
وقال وايتينغ لمديري الفرق والسائقين خلال الاجتماع معهم بأن السباق سيقام يوم غد في موعده المعتاد بحسب ما أشار سائق هاس الدنماركي كيفن ماغنوسون، مضيفا "يبدو أن توقعات الأرصاد الجوية تشير الى أن الغيوم ستكون أكثر ارتفاعا (من الجمعة)، وبالتالي فرص تمكن المروحية بأن تحط ستكون أكبر يوم الأحد".
وبدوره، قال مدير مرسيدس توتو وولف أنه كان منفتحا على فكرة إقامة السباق يوم السبت، لكنه يشعر بأن القرار الذي اتخذه "فيا" كان صحيحا، مضيفا "أعتقد أن الثبات في الصيغة (برنامج التجارب والسباقات) أمر مهم".
والمرة الأخيرة التي ألغيت فيها حصة كاملة، كانت التجارب الحرة الثانية ايضا وذلك العام 2015 خلال سباق أوستن الأميركي.
ماليزيا تتخذ قرار الانسحاب
سيكون سباق الموسم الحالي الأخير لماليزيا في بطولة العالم، لأنها قررت الانسحاب بحسب ما أكد أمس رئيس وزرائها نجيب عبد الرزاق مبررا ذلك بأسباب مالية.
وسيغيب السباق الماليزي عن الروزنامة قبل عام من المتوقع، وذلك تزامنا مع عودة جائزتي فرنسا وألمانيا الى البطولة التي ستوزع في 2018 على 21 حلبة.
وقال رئيس الوزراء الماليزي في بيان: "توافق المجلس (مجلس الوزراء) على إنهاء سباق جائزة الفورمولا 1 اعتبارا من 2018 بسبب ضعف العائدات مقارنة مع تكاليف استضافة السباق".
وسبق للمسؤولين في ماليزيا أن أعلنوا العام الماضي بأن البلاد ستوقف مشاركتها في سباقات الفئة الأولى اعتبارا من 2019، لكنهم عدلوا عن قرارهم السابق وقربوا موعد إنهاء الشراكة مع إدارة فورمولا 1، ما يعني أن سباق سيبانغ سيغيب عن البطولة الموسم المقبل لأول مرة منذ 1999.
وكشف المدير التنفيذي لحلبة سيبانغ رسلان غزالي أن إنهاء عقد جائزة ماليزيا الكبرى تم بـ"اتفاق متبادل" مع إدارة فورمولا 1 وحلبة سيبانغ الدولية، مضيفا "منذ انضمامي الى حلبة سيبانغ قبل تسعة أعوام، حاولنا إنجاح الأمر من الناحية الاقتصادية، وحرصنا على أن يستفيد جميع أصحاب المصلحة مثل الفنادق وشركات الطيران".
وواصل "لكن لسوء الحظ، شهدنا في الأعوام القليلة الماضية تراجعا دراماتيكيا في ما يخص نسبة المشاهدة التلفزيونية والمتفرجين" في السباقات.
وأنفقت ماليزيا أكثر من 65 مليون دولار سنويا من أجل استضافة السباق لكنها لم تحصل على أي منفعة مالية في المقابل بحسب وزير السياحة والثقافة نصري عزيز.
فيتا يحذر
حذر البطل السابق والمتصدر الحالي لترتيب بطولة العالم، الألماني سيباستيان فيتل أول من أمس الخميس من فائض "التغيير" الذي يسعى المالكون الأميركيون الجدد لإدخاله على البطولة.
وكانت مجموعة "ليبرتي ميديا" الاعلامية الأميركية أكملت مطلع 2017 عملية استحواذها على بطولة العالم، بعد نحو 40 عاما من هيمنة "العراب" البريطاني بيرني ايكليستون عليها، مؤكدة انها ستسعى الى إجراء تغييرات لإعادة الجاذبية الجماهيرية والانتشار للسباقات.
إلا أن سائق فيراري فيتل (29 عاما) الذي أحرز بطولة العالم أربع مرات، وفاز في السباق الأول لهذا الموسم في استراليا الشهر الماضي، حذر من ان مقترحات التغيير مثل خفض عدد السباقات أو تقليص وقتها، غير مفيدة.
وقال من شنغهاي حيث تقام جائزة الصين الكبرى نهاية هذا الأسبوع "ربما أنا من الطراز القديم في جوانب عدة.. لكن اعتقد ان بعض الأشياء لا يجب ان تتغير. أعتقد ان الكثير من التغيير هو خاطىء".
ووجهت الى بطولة الفورمولا 1 انتقادات عدة خلال المواسم الماضية، منها رتابة بعض السباقات وتراجع منسوب التشويق فيها، أو هيمنة بعض الفرق لاسيما مرسيدس الألماني الذي أحرز لقب الصانعين في المواسم الثلاثة الماضية.
الا ان "ليبرتي ميديا" تعهدت بإدخال تغييرات على البطولة سعيا لجذب قاعدة أكبر من المشجعين لاسيما وسط الجيل الشاب، اضافة الى تعديلات في القوانين وأنظمة السيارات والاطارات لتعزيز التنافس.
وفي حين أقر فيتل بأن تقصير مدة السباقات قد يجعل منها "أكثر حماسة"، حذر من ان الافراط في التركيز على جذب جيل شاب لا تروقه السباقات الطويلة، قد ينعكس سلبا على الرياضة.
وقال "هذه هي سباقات الجائزة الكبرى. هذا ما كانت الحال عليه دائما. (السباقات) كانت أطول (بعد) في السابق ويجب ان تبقى تحديا"، مضيفا "اعتقد ان تقصير وقتها سيجعلها أكثر حماسة، لكن لا اعتقد انه سيكون في امكاننا ان نسميها جائزة كبرى بعد ذلك".
وشدد على انه "مرتاب بعض الشيء من التغيير لأجل التغيير".
وعلى صعيد المنافسة مع بطل العالم ثلاث مرات سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون، قال فيتل ان الموسم ما يزال في بدايته، على رغم انه تفوق على البريطاني في استراليا بفارق قارب 10 ثوان.
وقال فيتل أول من أمس "أعتقد ان مرسيدس ما يزال الفريق المرشح بطبيعة الحال. خضنا سباقا أول قويا جدا، لكن بالنسبة إلينا نفضل التعامل مع كل سباق على حدة".
وهيمن الفريق الألماني على المواسم الثلاثة الماضية بشكل مطلق. فاضافة الى لقب الصانعين، أحرز هاميلتون بطولة السائقين في موسمي 2014 و2015، بينما آل لقب بطولة 2016 الى سائقه الألماني نيكو روزبرغ الذي أعلن اعتزاله بعد نهاية الموسم بأيام.
إلى ذلك، قال هاميلتون إن فريقه مرسيدس يجب أن يطور مستواه إذا أراد التغلب على فيراري الذي استعاد عافيته قبل سباق جائزة الصين.
وجاء هاميلتون في المركز الثاني بسباق أستراليا متقدما على زميله الجديد فالتيري بوتاس، وقال السائق البريطاني الذي كان مرشحا للفوز في ملبورن "لم يكن من المفترض لنا أن نخسر".
وأضاف "كان من المفترض أن نفوز لكن المنافس أدى عملا جيدا مع نهاية اليوم. بالطبع يمكن دائما العودة بالذاكرة والقول إن القيام بأمر ما بشكل مختلف كان سيمنحنا الفوز لكن بعد فوات الأوان لذا يجب أن نعمل بشكل أفضل".
وفاز مرسيدس بسباق الصين أربع مرات في آخر خمس سنوات ويعد هاميلتون، الفائز أربع مرات بالسباق، السائق الأكثر نجاحا في حلبة شنغهاي.
ولم يشعر هاميلتون بالقلق من إمكانية سقوط أمطار بسبب خبرته في هذه الأجواء. وواصل هاميلتون (32 عاما) "أحب القيادة حقا في أرض مبتلة..استمتع بالتحديات وأثق في أنه إذا فعل أي شخص أمرا ما فأنا يمكنني فعله أيضا". -(رويترز)