الضحية السابعة لحادثة الصوامع يرحل عن أسرته ويتركها بلا معيل

منزل الفقيد محمد أبو تايه في الأزرق-(من المصدر)
منزل الفقيد محمد أبو تايه في الأزرق-(من المصدر)

محمد عشيبات

الازرق- بوفاة أحد مصابي انفجار صوامع ميناء العقبة القديم أمس وهو محمد صايل أبو تايه(27 عاما) متأثرا بجراحه ارتفع عدد الوفيات الناتجة عن هذا الانفجار إلى 7 وفيات.اضافة اعلان
وكان 9 أشخاص أصيبوا في حادث انفجار وحريق وقع في 14 الشهر الحالي، أثناء إجراءات هدم وإزالة تنفذها شركة مقاولات قرب صوامع الحبوب في ميناء العقبة القديم، قبل أن يتوفى 7 منهم متأثرين بجراحهم خلال الأسبوع الماضي وأمس، فيما غادر اثنان من المصابين المستشفى.
وبحسب ابن عم الفقيد محمد أبو تايه وهو الشيخ فهد أبو تايه، والذي التقته "الغد" بينما كان يشيع وعدد من اقاربه ومعارفه جثمان الفقيد محمد في منطقة الأزرق الشمالي حيث يقطن المتوفى، ان محمد يرحل عن أسرته وهي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، كونه المعيل الوحيد في المنزل، الذي يعيش فيه والده ووالدته وإحدى شقيقاته.
وأوضح أن محمد ذهب إلى مدينة العقبة قبل أشهر لإيجاد فرصة عمل، دون أن يعلم أن قدره بانتظاره، ليلقى حتفه وهو يحاول تأمين لقمة عيش لأسرته.
ويؤكد أبو تايه أن ابنهم المتوفى محمد خدم بإحدى المؤسسات الرسمية مدة أربع سنوات قبل أن يتركها ويعمل بعدها في مخبز ومن ثم في مهنة الحدادة، مشيرا إلى أن محمد خرج من المدرسة قبل إنهاء الثانوية العامة نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها عائلته.
ويؤكد الشيخ أبو تايه أن محمد حاله حال العشرات من أبناء الأزرق الذين تركوا ذويهم للبحث عن لقمة العيش، داعيا الجهات المعنية للاهتمام بالمناطق المهمشة للتخفيف على سكانها. وأشار إلى أن ذوي المتوفى استلموا جثته وتم دفنه أمس في مقبرة الأزرق الإسلامية.
ويعتبر محمد أبو تايه العامل الوحيد من بين المتوفين السبعة الذي يسكن خارج لواء الأغوار الجنوبية، والذي يعد من أشد جيوب الفقر في المملكة.
وبحسب تصريح لمصدر مسؤول في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة مساء الأحد الماضي، فأن قضية حادثة الصوامع اصبحت منظورة حاليا لدى هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، بعد أن كان مدعي عام العقبة قرر اسناد "جرم التسبب بالوفاة وجرم التسبب بالإيذاء للمقاول الفرعي لشركة إنشاءات" أحيل عليها عطاء هدم وإزالة مرافق ميناء العقبة القديم.
وكانت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، قالت في بيان لها تعقيبا على الحادثة انه وفي ضوء قيام السلطة بتحويل ملف حادث الصوامع لمدعي عام العقبة للتحقيق بموضوعه وبناء على التحقيقات التي اجراها واستدعائه للشهود والخبراء والمقاولين العاملين في الموقع، قرر اسناد "جرم التسبب بالوفاة وجرم التسبب بالإيذاء لمؤسسة أبو غريب التجارية المقاول الفرعي للشركة العربية الدولية للمقاولات والانشاءات المحال عليها عطاء عمال هدم وازالة مرافق الميناء".
واضافت ان نتائج التحقيق أكدت على "تقصير مؤسسة أبو غريب التجارية باتخاذ وسائل السلامة العامة المطلوب توفيرها بموقع العمل بموجب عقود العمل الموقعة بين المقاول الرئيسي والمقاول الفرعي" حيث أدى "عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة ومتطلبات السلامة العامة اثناء العمل إلى حدوث هذا الحادث المؤسف الذي نجم عنه حتى تاريخه وفاة سبعة عمال بالإضافة إلى ( 5 ) إصابات غادر منهم ثلاثة المستشفى.