الضربات الجوية لا توقف تمدد "داعش"

ترجمة: عبد الرحمن الحسيني

جيم مايكلز - (يو. أس. توداي) 16/2/2015

منذ ظهورها على المسرح العالمي كقوة غازية في العراق قبل عام، مددت مجموعة "الدولة الإسلامية" وصولها في عموم منطقة الشرق الأوسط، رغم حملة القصف الجوي بقيادة الولايات المتحدة، والتي أفضت إلى قتل الآلاف من المتشددين وتحطيم أطنان من معداتهم.اضافة اعلان
يوم الاثنين الماضي، وجهت مصر ضربة جوية ضد أهداف تعود لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ليبيا المجاورة، بعد أن نشرت المجموعة شريط فيديو يظهر متشددين وهم يقطعون رؤوس مسيحيين مصريين.
وفي هذا الشهر، قتلت القوات الأميركية قائداً سابقاً في طالبان في جنوبي أفغانستان، والذي كان قد أعلن الولاء لتنظيم الدولة الإسلامية قبل أسابيع. وقالت وزارة الدفاع الأميركية "إن تواجد المجموعة في أفغانستان ما يزال وليداً، لكنه يظهر تطلعاتها العالمية".
في هذه الأثناء، نشأت إمارات تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في عموم الشرق الأوسط. فقد أعلن بعض المتطرفين في شبه جزيرة سيناء؛ حيث يقاتل متشددون الحكومة المصرية، ولاءهم للدولة الإسلامية. وهناك مجموعات مرتبطة بالتنظيم المتشدد، والتي جمعت نفسها في الجزائر وتونس.
وكانت عمليات قطع الرؤوس والحرق التي صدمت الغرب وحشدت بعض الحكومات الشرق أوسطية في معارضة المتطرفين الإسلاميين قد راقت لبعض الشباب المسلمين الراغبين في قتال الغرب، أو ما يشعرون بأنها حكومات عربية فاسدة. ويقول كولين كلارك، المحلل في مؤسسة راند: "إن الشعور السائد هو أن مجموعة (الدولة الإسلامية) هي أقرب شيء يمكن أن يقود الجهاديين إلى النجاح".
يظل نموذج المجموعة في التمدد بسيطاً. إنها لا تبذل أي جهد لفرض سيطرة مركزية على التنظيمات التابعة البعيدة. وذلك يسمح بأن يُعزى الفضل للدولة الإسلامية في التمدد، بينما يعطي الفروع التابعة لها تلك الهالة التي تتأتى من روابطها بمجموعة جهادية قيد الصعود، وفق ما يقوله ماثيو ليفيت، المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
وقال ليفيت "إنه عمل نموذج لا مركزي... فأنت لا تحتاج لكتائب منظمة أو لتمرد مكتمل لتنفيذ سلسلة من قطع الرؤوس".
تمكنت حملة القصف التي تقودها الولايات المتحدة والتي بدأت في الصيف الماضي، من إعاقة تقدم المجموعة في العراق، ولكنها فعلت القليل لوقف قدرتها على بسط نفوذها وجلب مجندين في عموم المنطقة. وقد ضربت طيارات الائتلاف أكثر من 4800 هدف في سورية والعراق على مدار الأشهر الستة الماضية، مدمرة العربات والدبابات ومواقع القتال ومعسكرات التدريب التابعة للمجموعة، وفق القيادة المركزية الأميركية.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن الضربات أضعفت هيكل القيادة عند المجموعة. وسوف يتطلب إلحاق الهزيمة بهذا التنظيم في العراق وسورية قوات برية، وليس هجمات جوية فحسب، كما يقر محللون وضباط عسكريون. ويقول جفري وايت، المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمسؤول السابق في وكالة استخبارات الدفاع: "إن القوة الجوية ليست شيئاً يمكنه أن يستولي على الأرض وأن يحتفظ بها. إن السيطرة تعني وجود رجل على الأرض ومعه سلاحه".
من جهته، قال البيت الأبيض إنه لن ينشر قوات تقليدية قتالية في العراق أو سورية، لكنه سيستخدم قوات محلية من المنطقة لمواجهة التهديد. وقالت وزارة الدفاع الأميركية التي أرسلت مستشارين عسكريين إلى العراق، إنها تعيد تدريب وتجهيز القوات الأمنية في العراق، بينما تبني ويبني معارضة معتدلة في سورية، بحيث تكون قادرة على مهاجمة "الدولة الإسلامية". وسوف يساعد مستشارون أميركيون في تدريب قوات هذه المعارضة السورية.
من جهتهم، امتنع مسؤولو البنتاغون عن قول ما إذا كانت القوات الأمنية في العراق ستكون قادرةً على استعادة مدن مثل الموصل التي تحتلها "الدولة الإسلامية، والتي تعد ثاني أكبر المدن العراقية". وقال ناطق بلسان وزارة الدفاع، هو الأدميرال جون كيربي: "ينصب تركيزنا في الوقت الحالي على بناء قوتهم القتالية... ذلك يسير سيراً حسناً". ولم يبدأ تدريب قوات المعارضة المعتدلة في سورية بعد، لكن وزارة الدفاع الأميركية تؤسس راهناً مواقع للتدريب وتعد العدة لتعبئة هذه القوة.
أشر هجوم "الدولة الإسلامية" واجتياحه مناطق في داخل العراق على صعود شهابي للتنظيم الذي ظهر في سورية في العام 2013، بعد أن انشق عن تنظيم القاعدة. وفي كانون الثاني (يناير) الماضي، استولى التنظيم على بلدات ومدن في محافظة الأنبار؛ المنطقة السنية في غربي العراق، محدثاً بذلك صدمة كبيرة للحكومة في العراق ولصانعي السياسة في واشنطن على حد سواء. وفي حزيران (يونيو) الماضي، تمددت المجموعة إلى داخل الموصل وأجزاء أخرى من العراق، حيث فرضت شكلاً صارماً من الشريعة الإسلامية والتكتيكات الوحشية على البلدات والمدن التي تسيطر عليها.
أظهرت مجموعة "الدولة الإسلامية" تطلعات عالمية، حاجبةً بذلك تنظيم القاعدة باعتباره التنظيم الجهادي البارز في العالم. وكما قال كلارك: "في نهاية النهار، يكون تحقيق النجاح مثيراً". ويقول مسؤولون ومحللون عسكريون إن إلحاق الهزيمة بهذه المجموعة سيستغرق وقتاً طويلاً، وإن المفتاح لذلك سيكون ميادين المعارك في العراق وسورية -رغم تنامي تواجد المتشددين التابعين في أمكنة أخرى.
يقول ليفيت: "تريد المجموعات الأخرى الانضمام إلى (الدولة الإسلامية)، لأنها تحرز النجاحات. ومع إلحاق الائتلاف الهزائم بها في العراق، وربما يوما ما في سورية، فإن القبول الذي تتمتع به المجموعة سوف يتلاشى".

*نشر هذا التقرير تحت عنوان:
 Islamic State expands despite U.S.-led air campaign