الضفدع اليسارية الغبية؟

هآرتس

روغل الفر  13/8/2018

ان اسلوب التوقيف والاستجواب على الحدود لنشطاء اليسار المعارضين للاحتلال يتزايد. اليهود الإسرائيليون المعارضون للاحتلال يعتبرون عدوا داخليا. عما بالضبط يبحثون لدى الفحص على الحدود وفي الشباك؟ أي خطر أمني يهدد إسرائيل من اليساريين؟ ما الذي يتوقعون أن يكتشفوه بخصوصهم؟ ماذا يحاولون أن يحبطوا؟ السبب الوحيد لاهتمام اجهزة الأمن باليساريين هو معارضتهم للاحتلال.

اضافة اعلان

لقد حان الوقت لليهود مواطني إسرائيل، المعارضين للاحتلال، أن يبدأوا بالخوف على حريتهم الشخصية. الوسائل المستخدمة ضد معارضي الاحتلال من الخارج والفلسطينيين في المناطق سيتم توجيهها نحوهم. وليس بالضبط على الحدود، سيطرقون ابوابهم. كل الرعب الذي حدث في الانظمة الاستبدادية الظلامية في الارجنتين أو جنوب افريقيا يمكن أن يحدث هنا أيضا. حتى لو كانت حياة اليهود اليساريين في إسرائيل مريحة الآن، يجب أن لا يكونوا واثقين بأنفسهم وأن يفكروا أن هذا لن يحدث لهم. هذا يبدأ يحدث. وهذا يمكن أن يحدث. الرعب يتصاعد تدريجيا ولكن بصورة متواصلة وعنيفة ومنهجية. هذه الطريقة تزحف تدريجيا وبصورة ثابتة تتغلغل إلى نسيج حياتنا.

لن يحدث هنا انقلاب عسكري. لن تقوم هنا زمرة بقيادة رائد شاب طموح وقاتل بحل الكنيست. ليس هكذا تتشكل اليوم انظمة استبدادية من داخل الانظمة الديمقراطية. الحديث يدور عن عملية خبيثة من التغييرات البسيطة، التي معظم المدنيين لا يلاحظونها إلى أن يصبح الوقت متأخرا جدا، مثل الضفدع التي يتم طبخها تدريجيا بمياه تزداد سخونة. ما هي درجة حرارة المياه الآن في إسرائيل؟ يمكن أن تسبب لك حروقا. وهنا وهناك تظهر فقاعات صغيرة. وضع الضفدع اليسارية سيئ جدا.

عندما حذرنا من الفاشية قالت إن هذه مبالغة مجنونة وعملت علينا حظر في الفيس بوك. عندما شرحنا أنه لا يوجد أمل لتحقيق حل الدولتين وأن إسرائيل تتدهور نحو دولة ابرتهايد ثنائية القومية جهنمية، اعتبرت هذا تحريض من قبلنا. وعندما قارنا العنصرية الإسرائيلية ببوادر النازية اتهمتنا بتلويث ثقافة الحوار والتعالي على الشرقيين والتنكر للمتدينين. ولكن الآن الضفدع يتم طبخها. التوقعات السوداوية تتحقق. وحتى أنه لم يعد بامكانها انكار الواقع وتخيل عودة اليسار إلى الحكم بواسطة التوجه "لجماهير اخرى" والاحتجاج "غير السياسي" على غلاء المعيشة وحقوق المثليين.

إنه الاحتلال أيتها الضفدع الغبية، ليس جبن الكوتج. الاحتلال تتم تغذيته على التعصب الديني المسيحاني. هذه هي الحقوق البسيطة، التي لا يمكن التشكيك فيها، الاساسية التي تتمثل بسيطرة عسكرية لشعب آخر من خلال سلب حقوقه الانسانية الاساسية، ليس فقط في يهودا والسامرة أو في غزة التي لا تدير إسرائيل حياتها اليومية، لكنها تسيطر عليها. إن هذه هي الجريمة الاخلاقية، اللطخة الخبيثة. لقد تجاهلت ولم تر، وفي هذه الايام حقا هذا بدأ بقتلك.

توقفي عن ارتكاب النزوات أيتها الضفدع. ملاحقة سياسية، اسكات الانتقاد، شرطة على الافكار – هذا هو منطق النظام الجديد الداخلي الذي ينبثق من النظام القديم. الضفدع يجب أن تموت. لا يمكن المخاطرة بمعارضتها للاحتلال. أيتها الضفدع لا يوجد لك حصن تحتمين به. ولا يوجد لك مكان تختبئين فيه، لا في تل ابيب ولا في أي مكان آخر. فإما أن تصمتي خوفا وإما سيسكتوك. الحقيقة هي أنك على الأغلب تصمتين خوفا. في الشبكات الاجتماعية صوتك أخرس. ولكن هذا لا يرضيهم. لا يوجد لك خيار آخر. الفاشية والابرتهايد هما كابوس بالنسبة لك، وليس شيء بعيد يقرأون عنه ويشاهدونه في الافلام. اقفزي من هذه المياه الساخنة، ناضلي من اجل حياتك.