الطالبة الأردنية دانا الدارس تقود أول فريق يتأهل لنهائيات مسابقة "هالت" العالمية

ديمة محبوبة

عمان- رسم شباب أردنيون مبدعون طريقا نحو جائزة "هالت" العالمية لهذا العام من شتى المناطق والأقاليم، وبمختلف المجالات والمشاريع.اضافة اعلان
ومن ضمن هؤلاء المبدعين الأردنية دانا الدارس، وهي طالبة تدرس هندسة البرمجيات في المعهد المتوسطي للتكنولوجيا في تونس، والتي شاركت في المسابقة، وبينت أنها تعرفت على "هالت العالمية" في جامعتها عن طريق مرحلة الـon campus للعام 2018-2019.
وفي حديثها لـ"الغد"، قالت "شكلت فريقا.. وفزنا بالمركز الأول على الجامعة، وتأهلنا للمرحلة الإقليمية في عاصمة الفلبين"، إلا أنها لم تتمكن من الفوز حينها على الإقليم، وبالتالي عدم ترشحها للنهائيات.
غير أن هذه التجربة حفزتها للمثابرة والبدء من جديد، على حد تعبيرها، مضيفة أنها استفادت كثيرا من خلال معرفتها بمتسابقين من أنحاء العالم، وذلك بالاطلاع على خبراتهم ومشاريعهم وطرق تفكيرهم وتنفيذهم للمشروع، وكان الكثير ممن شاركوا من جنسيات كورية ويابانية، وقدموا الكثير من الخبرات في كيفية تقديم المشاريع وإعداد استراتيجية تسويقية وخطة اقتصادية لمشاريعهم.
وتقول الدارس "ما تعلمته في هذه المرحلة رغم خسارتي أكثر قيمة مما تعلمته في سنوات تعليمي في المدارس، مما شجعني على التقديم لذات المسابقة هذا العام، بخبرة جديدة وخطة عمل أكثر إتقانا، فشكلت فريقا جديدا تعرفت على أعضائه من خلال جامعتي، حيث زملائي بتول سلهب (سورية الجنسية)، وهاشم وناس (تونسي الجنسية) كلاهما طالبا هندسة برمجيات وطاقة متجددة في نفس الجامعة، وكلاهما أبديا اهتماما وحماسا للوصول إلى المراحل النهائية للمسابقة".
وتقول "بالفعل الحماس والتعطش للفوز، ولوضع بصمة عربية في هذه الجائزة العالمية هو ما جمعنا وجعلنا نعمل بجد بلا كلل أو ملل".
وتستذكر عندما تم طرح الموضوع لهذا العام، وهو المجال البيئي، بقولها "بدأنا التفكير بإنشاء مؤسسة ريادية هدفها المحافظة على البيئة مع كل عملية بيع، وقمنا بالبحث المطول عن أكثر الممارسات اليومية التي تترك مخلفات وتضر بالبيئة"، مضيفة أنهم وجدوا أن أدوات النظافة الشخصية معلقة، "رغم بساطة تأثيرها ظاهريا" الا أنها تترك ملايين الأطنان من المخلفات التي لا تتحلل، ويتم رميها وتكديسها في الأراضي الفارغة، أو التخلص منها بحرقها مما يؤذي طبقة الأوزون، أو يتم إلقاؤها في المحيطات مهددة الحياة البحرية، وهي ما ألهمهم لتأسيس شركة "VioBeam".
تشرح الدارس "هذا المشروع البيئي هو مشروع المسابقة، يقوم اليوم بإنتاج أدوات نظافة شخصية بديلة مصنوعة من البامبو ومشتقاته كنسيج الـBamboo Lyocel وهو الأول من نوعه في العالم العربي، والهدف جعل هذه المنتجات الشخصية صديقة للبيئة وقابلة للتحلل، ومنها ما يمكن إعادة استخدامها؛ إذ إنها منتجة من موارد متجددة كل ذلك في آن واحد".
وتوضح الدارس أن لكل منتج خاصية مميزة؛ إذ قدموا لبراءات اختراع لكل منتجاتهم، وإن خط منتجاتهم الأول يتكون من فرشاة أسنان، مشط شعر وأعواد تنظيف الأذنين (جميعها ذات رأس قابل للتجديد ومقبض من البامبو)، بالإضافة الى المناديل الورقية والصحية (Baby whipes \ makeup removing wipes) وأقنعة طبية (جميعها مصنوعة من نسيج البامبو الذي يتميز بكونه أكثر امتصاصا من القطن بنسبة 30 بالمائة، و100 بالمائة مضاد للبكتيريا، وقابل لإعادة الاستعمال لمدة سنتين على الأقل، ويتحلل تحللا كليا عند رميه.
وتوضح أن مشاركتهم كانت من خلال التقديم الالكتروني وتم قبولهم في المرحلة الإقليمية في المكسيك، لكن أثناء تحضيراتهم لإجراءات السفر وجمع المنح، انتشرت جائحة كورونا، مما أجبر المشرفين في المسابقة على نقل إقليمهم إلى تونس.
وتضيف "قمنا بإرسال مشاركتنا عبر الانترنت، وفوجئت بتلقي اتصال يعلمني أننا من الستة الأوائل في الإقليم وكان هذا فخرا شديدا، ولكنني تفاجأت أكثر عندما تم إعلان المركز الأول، وهو الفريق الوحيد الذي يتأهل إلى النهائيات".
وتكمل "ثم تم إعلامنا أننا أول فريق من جامعة تونسية يتأهل إلى النهائيات في بريطانيا؛ حيث لم يسبق أن تأهل أي أحد من تونس في تاريخ المسابقة، وكانت مفاجأة الجميع أن قائدة هذا الفريق أردنية، علما أن عدد المشاركين في المسابقة يفوق 300000 مشارك".
وتضيف الدارس، أنه على إثر هذه المرتبة حصلوا كفريق على الدعم من جامعتهم، وعلى استثمارات من شركة تونسية خاصة، كما قاموا بالعديد من الاجتماعات والتدريبات مع مؤسسة "هالت" ومع المؤسسة الداعمة للمشروع، والتي جعلته يصبح حقيقة.
وتقول الدارس "أتمنى أن أحصل على تدريب أكثر تخصصا وتقدما للفوز بجائزة المليون دولار، وهي جائزة هالت، والوصول بمشروعي إلى المستوى العالمي".