الطرمان.. موهبة بالتمثيل وتقليد الشخصيات الفنية والمعلقين الرياضيين

معاوية الطرمان- (من المصدر)
معاوية الطرمان- (من المصدر)
أحمد الشوابكة – وجد الفنان الأردني الشاب معاوية الطرمان نفسه في مهنة التمثيل، إذ يحرص على أن تكون الأعمال الفنية التي يشارك فيها غنية ومتنوعة. يسعى الطرمان إلى تثقيف نفسه فنياً وصقل تجربته من خلال العمل في المسرح والأعمال التلفزيونية وتقليد الشخصيات، مشيراً إلى أنه لم يدخل مجال الفن من أجل التسلية والشهرة، بل لتقديم أعمال جيدة ترضيه وترضي قناعاته، كما ترضي أذواق الناس وتجعله مقدراً عندهم ويستفيدون منها، ولا يعجبون بها وحسب. ويصور الطرمان مشاهده في المسلسل الأردني الاجتماعي “شارع طلال”؛ حيث يلعب دور (العريف سالم- مساعد قائد المخفر)، معبراً عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل الدرامي الأردني الذي يؤرخ فترة زمنية من الأحداث الاجتماعية والثقافية والسياسية التي مرت على عمان، مكتفياً بالقول: “نحن بأمس الحاجة لمثل هذه الأعمال التي تحاكي تاريخ الأردن وبيئته”. ويتمتع الطرمان بقدرة فائقة على تأدية الأدوار بشكل متطور من خلال صياغة الانفعالات والتعبير عن: الحزن، الفرح، العطف، الكبرياء، الطيبة، الدهاء، الضعف، الاستكانة، التصميم، الصبر، التصدي، التحدي، القناعة، والتدبير، وغيرها؛ حيث كان في أدائه لكل هذه الأدوار نموذجا للأداء الراقي والسلوك المنضبط، مشيراً إلى أن الأدوار الرئيسة عادة ما يقع أداؤها من طرف ممثل واحد، ومع ذلك، هناك الكثير من الأدوار الإبداعية الشهيرة التي لعبها ممثلون مختلفون، مؤكداً “أن العمل الفني منتج يدخل البيت، لذلك نراعي معايير المتلقي، ونلتزم بمعايير رقابية ومجتمعية، وأحترم كل زملائي الفنانين، وأنا فخور بانتمائي للوسط الفني، والتمثيل مهنة تتطلب الشغف والاجتهاد والوصول إلى مرحلة من التكنيك العالي في التمثيل الذي هو حالة تكاملية على الممثل أن يفهمها”. ويقول الطرمان، في سياق حديثه لـ”الغد”، أن الدراسة الأكاديمية لا تصنع ممثلاً، وإنما تنمي الموهبة من خلال ما تقدم من قدرات ثقافية للممثل كتاريخ مسرح وفن وأدب طيلة دراستها في الجامعة، لكن بعدم وجود الموهبة لا يستمر الممثل، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الخريجين الذين يتمتعون بموهبة قليلة نسبياً، لكنهم اجتهدوا كثيرا وعملوا بينهم وبين أنفسهم وقفة مع الذات كبيرة واستطاعوا صنع شيء مميز. ولا يؤمن الطرمان بالحظ، كونه مقتنعا بأن النجاح ثمرة للكفاح، مؤكداً أن كل بداية صعبة وتحتاج إلى الصبر والمثابرة والاجتهاد من أهم أدوات النجاح، وفق نظرته: “أنا لا أعتمد على نظرية الحظ، بل أعتمد على أدوات النجاح التي تسهم في فرض شخصيتي في عالم التمثيل”، شارحاً وقوفه أمام الكاميرا وترجمتها النص إلى أداء يجسد الشخصية بكل أبعادها الخارجية والنفسية، مشيراً إلى أن هناك ممثلين موهوبين إلى درجة تمكنهم من لعب أدوار مختلفة في العمل نفسه، وليس فقط تأدية الدور، بل تجسيد الشخصية تماماً بكل تفاصيلها ومشاعرها، حتى المشاهد يكاد يظن أنه ممثل آخر، وهذا يثبت تمكن الممثل في تأدية الأدوار كافة الموكولة إليه في سياق العمل الفني. ويضيف الطرمان، أن الأداء المزدوج يحتم على الممثل أن يضع مسافة بينه وبين الشخصية التي يمثلها ولا تتلاشى شخصيته بها، مشيراً إلى أن تجسيد الحدث وفق ما يرفضه زمنياً للتجسيد بعد الانتهاء، فيعود الممثل إلى وضعه الطبيعي كمراقب للحدث من داخل الحدث نفسه، ما يقوم به الممثلون الآخرون من عملية تجسيد للأداء، وعليه تتشكل علامة مرجعها الممثل نفسه. ويحرص الطرمان على التنويع في تجربته الفنية، ويؤكد أنه راض تماماً عن تجربته المسرحية؛ إذ يقول “شاركت بالعديد من الأعمال الفنية، وكلها أعمال أفتخر بها لأنها تتضمن رسائل أنا مقتنع بها شخصياً، وأنا أتشرف بها لأنها أعطتني القوة وحصنتني فنياً وميزتني عن غيري ومنحتني ثقلاً فنياً”. وحول إجادته فن التقليد للأشخاص وبراعته في ذلك، فقد أكد أن موهبة تقليد المعلقين الرياضيين والفنانين والشخصيات العامة ظلت في البداية مركونة جانباً إلى أن أسهمت السوشيال ميديا بإظهارها مع انتشار أحد الفيديويات له على مسرح إحدى الجامعات الخاصة في 2011؛ حيث قدم “اسكتش” قلد فيه العديد من الفنانين أمثال: المصري محمد سعد في شخصية اللمبي، وعدد من المعلقين الرياضيين أمثال عصام الشوالي وغيره. أداؤه اتسم بخفة ظل وإتقان يصل إلى حد التطابق مع الشخصيات الأساسية. هكذا، أصبح الشاب معروفاً على نطاق واسع بعدما انتشار هذا المقطع على “يوتيوب”، وهذا النجاح أوصله إلى المنتجين الذين منحوه فرصة تمثيل؛ إذ جسد العديد من المسلسلات والمسرحيات، إضافة إلى حضوره في الحفلات العامة والاحتفالات الخيرية أو النشاطات ذات الطابع الإنساني. ويقول الطرمان “منذ طفولتي، برعت في تقليد أصدقائي وأساتذتي بعدما لمعت بتقليد نجوم الفن والشخصيات العامة الذين لا أجد حتى اليوم صعوبة في تقليدهم. وأعتقد أنهم يحتلون جزءاً من مخيلتي ووجداني لأنني تربيت على مسلسلاتهم وعلى تعليقاتهم الرياضية في مجال كرة القدم تحديداً”، مشيراً إلى أنه يجيد جميع اللهجات العربية مع الحرص على عدم الإساءة إلى أي من يقلده. ويرى أن الفن محاكاة الأشياء والأشخاص، وهو يعني بالمحاكاة التقليد؛ فالفنان إنسان يجيد تقليد الأشياء أو الناس، وبهذه القدرة المدهشة على التقليد يثير إعجاب الحضور، معتبراً المحاكاة من الأساليب الفنية التي يقابلها أسلوب السرد المباشر، وأنها في الفن تعني التمثيل الذي يعتمد على أسلوب ويحاكي أبطال العمل ويتقمص شخصيتهم ويحل مكانهم في لعب أدوارهم في القيام بما يعزى إليهم من أفعال وكلام ومواقف. ويجزم الطرمان بأن في جعبته أفكاراً مثيرة للاهتمام يريد طرحها على ممثلين معروفين في مجال التقليد ونجوم الكوميديا في الأردن والعرب، متحدثاً عن كل من يتذوق الأداء التمثيلي الذي يقدمه، ويراه يجيد تأدية كل دور يسند إليه ليفجرها في حقل الإبداع، عقب تقمصه لها. يذكر أن الطرمان شارك في العديد من المسلسلات الدرامية والكوميدية منها: “عائلة طابقين، صد رد، قرية خارج التغطية، أم الدراهم، شوق، الديرة، فتنة، ذباح غليص، لا تلعب بالنار، الحفايا والأيام للريح”. وله العديد من المسرحيات في الأردن الكويت والسعودية وفلسطين، وحائز على أفضل مقلد رياضيين في الوطن العربي، وحصل على أربع جوائز لأفضل مقلد على مستوى الوطن العربي ومقدم برامج رياضية وفنية.اضافة اعلان