الطريق إلى البرازيل

صدقت نظرية "لا يوجد كبير في لعبة كرة القدم على كافة المستويات"،  وربما هذه النظرية أكدتها النتائج المخيبة للآمال التي عاشها أنصار فريقي برشلونة وريال مدريد مع كل من تشيلسي وبايرن ميونيخ، حيث كان ينظر إلى الفريقين وكأنهما من كوكب آخر محصنين من الهزيمة أو خسارة البطولات المحلية والأوروبية والعالمية.اضافة اعلان
كل الرهانات على فوز الفريقين خسرت تماماً، وتاه كل من ميسي ورونالدو من دون أن يستطيعا تجاوز مرارة الهزيمة الثقيلة التي أبعدتهما عن بطولة أوروبية، كان عشاقهما يظنون أنها ستبقى حكراً على أحدهما لسنوات مقبلة.
تاريخ كرة القدم يقول بأن هذه اللعبة الساحرة ترفض القيود أو الحصر، وأنها منفتحة على كل مدارس العالم الكروية، وأن العالم مليء بالمواهب والمهارات والنجوم الذين تم اكتشافهم، والذين هم في طريقهم إلى النجومية والتألق.
لن ينسى أحد بوشكاش وازبيو وبيليه وبكنباور وموللر وكرويف ومارادونا وزيدان، وغيرهم كثيرون تفوقوا وتألقوا وتركوا بصمات لا تنسى على تاريخ اللعبة، لكنهم رحلوا عن اللعبة، ليصعد بدلاً منهم نجوم جدد أمثال ميسي ورونالدو وغيرهما من القمم الكروية.
فرق أخذت المجد من جميع أبوابه، حيث احتكرت الفوز والبطولات لكن بعضها هبط إلى الدرجة الثانية في كثير من الدول المتقدمة كروياً.
الكرة تتطور والتنافس يزداد خاصة مع توحد العالم في بوتقة، من خلال وسائل الإعلام المتطورة التي جعلت من البساط الأخضر الكروي متعة للناظرين ووسيلة تستقطب كل الأجيال والثقافات والمستويات في إطار العولمة التي شملت الاقتصاد والسياسة والثقافة والرياضة ومعظم شؤون الحياة المعاصرة.
ذكرت هذا الأمر حتى أوضح للذين ضخموا كثيراً من قوة المنتخبات، التي سيلاقيها منتخبنا الوطني لكرة القدم للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014 وهي العراق وإيران وأوزبكستان واليابان.
من الطبيعي والمنطق أن يحسب أي مدرب أوإداري فريق أو لاعب الحساب لمنافسه مهما كان قوياً أو ضعيفاً، لكن من المرفوض أن يلعب وفي ذهنه قوته فقط ليكون ذلك مبرراً لإخفاقه أو خسارته.
منتخبنا الوطني لعب مع كل هذه المنتخبات المنافسة؛ فاز عليها وخسر من بعضها أو تعادل مع بعضها، ما يجعل الطريق مفتوحاً أمامه لتحقيق حلم الفوز والتأهل وهو الهدف المنطقي الذي يسعى لتحقيقه، وهذا يتأتى بالعزيمة والإرادة والاستعداد الكافي والدعم اللامحدود من الإعلام والجمهور وإصرار النشامى أن يسجل كل لاعب منهم اسمه واسم الوطن بحروف من ذهب في سجل اللاعبين الذين شاركوا في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، وفي ذلك تخليد تاريخي لهم ولعطائهم.

[email protected]