الطريق إلى عاصمة "داعش" يبدأ بإغلاق الحدود التركية

عمان-الغد- تخطط قوات قوات "سورية الديمقراطية" للهجوم على مدينة الرقة لتحريرها من تنظيم "داعش"، بعد ان نجحت هذه القوات المدعومة من الولايات المتحدة من طرد مسلحي التنظيم من مركز مدينة منبج، أكبر رأس جسر للإرهابيين على الحدود السورية–التركية، والذي يستخدمه "داعش" لتلقي إمدادات الأسلحة والمواد الغذائية والمجندين الجدد.اضافة اعلان
وعلى الرغم من أن المعارك في مدينة منبج مستمرة، وأن "داعش" ما يزال يسيطر على المناطق الشمالية والشرقية للمدينة، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن أن "المهمة التالية بعد تحرير منبج، هي تحرير الرقة" – العاصمة غير الرسمية لدولة "الخلافة".
وتقول صحيفة "كوميرسانت" الروسية في عددها الصادر أمس الاربعاء، ان تشكيل "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي تضم الوحدات الكردية وقوات "المعارضة المعتدلة"، تسعى لغلق مسافة ثمانين كيلومترا على طول الحدود السورية – التركية، والتي يطلق عليها "جيب منبج"، الذي ما يزال تحت سيطرة "داعش".
ويستخدم مسلحو التنظيم هذا الجيب لتهريب النفط والحصول على الأسلحة والمواد الغذائية التي يحتاجها وضم مجندين جدد إلى صفوفه.
وكانت سورية وممثلو التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة قد طلبوا مرارا وتكرارا من تركيا غلق هذا الجيب. ولكن أنقرة رفضت هذا الطلب خوفا من ربط مدينة عفرين الكردية بمنطقة الإدارة الكردية "روج آفا"؛ ما سيؤدي إلى إنشاء منطقة كردية موحدة ذات حكم ذاتي شمال سورية، وهذا ما ترفضه السلطات التركية.
وقد بدأت "قوات سورية الديمقراطية" هجومها على منبج بداية فصل الصيف تدعمها طائرات التحالف الدولي، وتمكنت في 10 تموز (يوليو) الحالي من محاصرة المدينة بالكامل. ولكن، وبعد وصول إمدادات من مدينة جرابلس إلى مسلحي "داعش" المحاصرين، دارت معارك كر وفر شعواء في المدينة وضواحيها، ولم تتمكن قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على مركز المدينة إلا في 17 تموز (يوليو) الحالي.
ووفق وكالة "فرات" الكردية للأنباء، فإن فصائل قوات سورية الديمقراطية تسيطر على "قسم كبير من منبج، حيث يهرب إليه السكان المحليون من المناطق التي ما تزال تحت سيطرة "داعش". وبحسب مصادر الوكالة، فإن عدد مسلحي "داعش" الباقين في المدينة يتراوح بين 600 و800 شخص.
ووفق ممثل البنتاغون العقيد كريستوفر غارفير، فقد لقي من عشرة مدنيين إلى سبعين مدنيا في المدينة حتفهم نتيجة استخدامهم من قبل "داعش" دروعا بشرية. وكان عدد سكان منبج قبل بداية الحرب 110 آلاف نسمة. أما حاليا، فيقدر عددهم بنحو 70 ألفا فقط.
وعلى الرغم من أن قوات سورية الديمقراطية لم تتمكن حتى الآن من فرض سيطرتها كاملة على المدينة ومنع وصول الإمدادات إلى مسلحي التنظيم من تركيا، فإن أوباما أعلن أن المهمة التالية بعد تحرير منبج، هي تحرير الرقة.
يذكر أن وزراء دفاع دول التحالف الدولي اتفقوا خلال لقائهم في واشنطن يوم 20 تموز (يوليو) الحالي على إعداد خطة تحرير مدينتي الرقة السورية وموصل العراقية، اللتين يسيطر عليهما التنظيم. بيد أن السلطات السورية لا تشاطر الأميركيين تفاؤلهم؛ لأنه من دون غلق الحدود السورية – التركية لن يكون بالإمكان مكافحة "داعش" بفعالية. فالقوات السورية النظامية تخوض حاليا معارك ضد الإرهابيين في شمال وشمال – شرق مدينة حلب، وهدف هذه القوات هو نفس هدف قوات سورية الديمقراطية – غلق الحدود السورية – التركية لمنع وصول الإمدادات إلى "داعش".-(وكالات)