الطريق الخلفي بالعقبة: الإطارات المتناثرة خطر حقيقي على البيئة البحرية

Untitled-1
Untitled-1

احمد الرواشدة

العقبة - ما تزال اطارات ”الكوتشوك” التالفة تغطي مساحة واسعة من الاراضي ومجاري السيول على جانبي الطريق الخلفي جنوب شرقي مدينة العقبة السياحية، الذي تسلكه بالعادة الشاحنات، مشكلة خطرا حقيقيا، ان لم يكن كارثيا على البيئة، خاصة البحرية منها، في الوقت الذي اعلنت فيه سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة وعلى لسان مفوضها لشؤون الاقاليم سليمان النجادات انه يتم تقطيعها من قبل شركات متخصصة لغايات تصديرها للخارج او السوق المحلي.اضافة اعلان
فمنذ سنوات وأصحاب الورش الفنية يلقون اطارات السيارات والشاحنات في مجاري السيول، رغم تحذير البيئين وسلطة العقبة من خطورة وجود تلك الاطارات، بهذا الكم الهائل تحت أشعة الشمس الحارقة في العقبة.
ولا يقتصر انتشار هذه الاطارات في أماكن جريان السيول، إذ تقترب من الشاطئ والذي يكتظ بالمنشآت السياحية والفنادق، إضافة إلى الصناعات، سيما أماكن تخزين البترول والغاز الطبيعي المسال.
وقال مختصون بيئيون، إن وجود هذه الاطارات بهذا الحجم والشكل ينذر بكارثة بيئية محتملة قد تنفجر في أي وقت، خاصة في فصل الشتاء عند هطول الامطار، وتشكل السيول الجارفة التي عانتها العقبة في الخمس سنوات الأخيرة، مؤكدين انه عند تشكل السيول من الجبال وانحدارها للاودية ستجرف تلك الاطارات للشاطئ، مما يشكل خطرا على المنشآت الصناعية والسياحة في تلك المنطقة.
وبين الخبير البيئي من الجمعية العلمية الملكية محمد الطواها، انه عادة ما يخرج الغواصون خلال حملات النظافة العديد من اطارات السيارات الغارقة في البحر، مؤكداً أن استمرار انتشار هذه الاطارات دون أي حل سيخلق مشكلة بيئية، خاصة انها موجودة في مجرى سيل وقريبة على البحر.
وقال السائق فهد النعيمات، إنه يأتي باستمرار إلى ميناء العقبة ويشاهد تلك الاطارات ومن يلقي بها وهي بازدياد مستمر، خاصة في الفترة الاخيرة، مؤكدا أن وجودها يشوه المنظر الجمالي للمدينة السياحية، وبالتأكيد يشكل خطرا على سلامة السائقين ومركباتهم.
ويسلك الطريق الخلفي والذي يصل الموانئ إلى بقية محافظات المملكة أكثر من 5 آلاف قاطرة ومقطورة، إضافة إلى المركبات الصغيرة والمتجهة من الموانئ إلى الشقيقة السعودية ذهابا وايابا.
وبين المواطن عباس الخوالدة، ان ظاهرة القاء الاطارات التالفة انتشرت بشكل كبير في العقبة من قبل مالكي وسائقي السيارات الصغيرة والكبيرة، الذين يستبدلون اطارات سياراتهم القديمة بجديدة من أسواق العقبة نظرا لانخفاض سعرها، مؤكدا ان بعض أصحاب السيارات ومحلات بيع الاطارات يعمدون إلى رمي التالف بصورة غير حضارية على جوانب الطرق، لافتا إلى أنه سبق ان جرفت السيول كميات منها إلى عمق البحر، وتم انتشالها اثناء عمليات تنظيف.
وأوضح أن خبراء البيئة وبناء على دراسات علمية موثقة أكدوا أن الآثار السلبية "للكاوتشوك" الملقى في جوف البحر تستمر إلى أكثر من مائة عام، فيما يتسبب البلاستيك المستخدم في صناعة البضائع في تلوث البيئة البحرية، إذ ان الكثير من النفايات البلاستيكية ينتهي بها الحال في وسط البحار والمحيطات، ما يؤثر على الحيتان والطيور والسلاحف ويضر بالأسماك.
ووفقا للتقرير الذي نشرته مجلة الأكاديمية الوطنية الاسترالية للعلوم، فان 99 % من الطيور البحرية معرضة لابتلاع جزيئات البلاستيك جنبا إلى جنب مع الغذاء ما يؤدي إلى مرضها ونفوقها.
وقال مفوض البيئة والاقاليم في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة سليمان النجادات، إن الاطارات المستعملة على الطريق الخلفي في العقبة هي نتاج حراك اقتصادي منذ 19 عاما، وهي عمر المنطقة الخاصة، ساهم فيها انخفاض سعر الاطارات في العقبة عن بقية محافظات المملكة، وبالتالي تراكمت كميات كبيرة منها في تلك المنطقة.
وأكد النجادات ان لدى السلطة تعمل على ازالته بشكل كامل، من خلال قرار صدر عن مجلس الوزراء وبناء على تنسيب من مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.
وبين النجادات ان السلطة قامت بتوفير محول كهربائي بالقرب من المكب لتقوم الشركات العاملة المرخصة، باعادة تدوير واستخدام الاطارات في المدينة، للتزود بالكهرباء أثناء ممارسة اعمالها في تقطيع هذه الإطارات لغايات تصديرها للخارج، او للسوق المحلي بهدف التخلص من أية مظاهر بيئية للكاوتشوك المستخدم.
وكان مجلس الوزراء، قد اقر في وقت سابق إعفاء تدوير الاطارات المستعملة والتالفة المتناثرة على جوانب الطرق النافذة في منطقة العقبة من الضريبة العامة على المبيعات ومقدارها 16 % ومن ضريبة بدل الخدمات ومقدارها 1 %، شريطة ان يتم اتلافها بالفرم والتقطيع داخل المنطقة الخاصة، واخراجها لاحقا إلى الشركات والمصانع المرخصة للتعامل معها في المنطقة الجمركية.