الطفل محمد يحول الكرتون والعلب البلاستيكية لألعاب ومجسمات

جانب من المجسمات التي يشكلها محمد في الغور الشمالي- (من المصدر)
جانب من المجسمات التي يشكلها محمد في الغور الشمالي- (من المصدر)
علا عبد اللطيف الغور الشمالي- لم تقف قلة الإمكانيات عائقا أمام الطفل محمد صبري؛ أحد طلاب مدرسة زمالية للبنين التابعة لمديرية لواء الغور الشمالي، بتحويل مخلفات المحال التجارية والعلب البلاستيكية إلى مناظر وأشكال فنية تدر عليه دخلا ماليا، تمكنه من توفير بعض من احتياجاته الشخصية. محمد صبري كان دائما يرغب بصناعة ألعابه بنفسه، وخصوصا أن ظروف عائلته المالية تعيقه ولا تمكنه من شراء ألعاب له ولإخوته، بسبب ارتفاع ثمنها في الأسواق، موضحا أن والده وافد مصري يعمل في المزارع ووالدته أردنية، وظروفهم المالية صعبة جدا في ظل الارتفاعات المستمرة. يقول محمد إنه وأثناء تجوله بين الأحياء السكنية وبالقرب من البقالات، كان يشاهد الكرتون والمخلفات تملأ الشوارع، وقرر أن يقوم بجمع تلك المخلفات بهدف تنظيف الحي، وتخليص صاحب المحل من تلك المخلفات، وحينها تولدت لديه فكرة تحويلها إلى مجسمات من شخصيات سينمائية يعشقها الأطفال، إضافة لتحويل هذه الشخصيات إلى ألعاب وعدم الاكتفاء مثل غيره بمشاهدتها عبر شاشات التلفزيون أو الهواتف المحمولة أو حتى شاشات الكمبيوتر. ومن الأفكار التي تولدت لدى محمد تحويل المخلفات البلاستيكية، الى سيارة إسعاف وطائرة وأشكال مختلفة، من خلال إضافة بعض اللمسات البسيطة وغير المكلفة. وأضاف أنه طلب منه تصميم في المدرسة للرئة باستخدام أدوات بسيطة، ونال تصميمه إعجاب المعلم، ومن هنا بدأ يهتم بتنفيذ أشكال عدة بواسطة العلب البلاستيكية والكراتين ومخلفات المنازل. يقول محمد: “عندما أنظر الى الأطفال في لواء الغور الشمالي أجد وسائل اللعب لديهم فقط بممارسة لعبة الكرة في وسط الشارع”، وهذا جراء غياب الحدائق العامة والمتنفسات”، لذا قرر أن يستغل كل النفايات والمخلفات ويجسد كل شخصية أو شكل خيالي يراه في الأفلام كرتونيا، مثل “سبايدر مان”، وذلك من قصاصات الورق والكرتون، وأيضا صنع قناع لوجوه مختلفة، إضافة للألعاب والمجسمات الكرتونية الشهيرة مثل: الألعاب النارية والأسلحة ويقوم ببيع جزء منها لمن لديه القدرة والجزء الآخر يقوم بتوزيعه على الأطفال الفقراء والأيتام في المنطقة. يقول والد محمد صبري، إن ابنه محمد لديه الشغف وحب الاختراع منذ الصغر، إذ يمارس صناعة الألعاب في المنزل، مشيرا الى أنه يفكر باختراعات غريبة وأفكار جديدة مبدعة. وهو بدوره كأب يشجع ابنه بإعطائه مبلغا بسيطا يمكنه من شراء قصاصات أو لاصق أو بعض الإضافات، ويستخدمها كنوع من الديكور. ومن جانب آخر، أكدت الاختصاصية الاجتماعية سعدة الزينات، ضرورة وجود وسائل ومراكز تعمل على جذب هؤلاء الأطفال، واستغلالها في إبراز هوايتهم وطاقاتهم الشبابية والإبداعية من خلال فتح مراكز تعليمية أو العمل على تدريبهم في تطوير مهاراتهم. ومن الجدير بالذكر أن لواء الغور الشمالي من المناطق الأشد فقرا جراء انتشار الفقر والبطالة في المنطقة.اضافة اعلان