الطفيلة: اكتظاظ بالصفوف وأبنية مدرسية بلا مختبرات أو ملاعب

طلبة يكتظون في غرفة صفية بإحدى مدارس الطفيلة - (الغد)
طلبة يكتظون في غرفة صفية بإحدى مدارس الطفيلة - (الغد)

فيصل القطامين

الطفيلة– تفتقد اغلب مدارس الطفيلة للغرف الصفية والمرافق العامة كالساحات والملاعب والمشارب، مما يجعلها غير صالحة كبيئة تعليمية سليمة قادرة على تخريج طلبة يمتلكون قدرات ومهارات تتناسب مع اهداف المناهج، بحسب الكثير من اولياء الامور والمعلمين، الذين اشاروا الى ان مشكلة الاكتظاظ المزعجة يشترك بها اغلب هذه المدارس. اضافة اعلان
وطالب أولياء أمور بتهيئة الأبنية المدرسية للمساعدة في توفير أجواء تعليمية مناسبة وآمنة، وصيانتها سواء ما يتعلق منها بدهان الجدران أو الأبواب، أو حتى المشارب التي غالبا ما تكون مكسرة ودورات المياه التي تفتقد لشروط الصحة والسلامة العامة.
ويشيرون إلى أن مدارس في مناطق عدة في الطفيلة ينقصها البناء المدرسي الحديث، حيث تظهر مشكلة نقص الصفوف بشكل واضح في مدارس الأطراف والمناطق النائية، ما يضطر إدارات المدارس إلى دمج الصفوف " الصفوف المجمعة " فيما أبنية أخرى اصبحت قديمة وباتت لا تصلح للتدريس.
ويؤكد المواطن سالم الجبارين من منطقة سيل الحسا أن تجميع الصفوف أو دمجها تعتبر مشكلة مؤرقة في عدد من المدارس في الطفيلة، خصوصا مدرسة سيل الحسا للذكور، التي يدرس فيها الطلبة من الصف الرابع وحتى العاشر يتلقون دروسهم على نظام المناصفة في الحصة الدراسية في ثلاث غرف صفية، فيما غرفتان خصصتا للإدارة والمعلمين ومستودع للكتب ومكتبة ومستودع لأغراض أخرى عديدة ومتنوعة.
وأشار الى تزويد المدرسة بالمياه عن طريق صهاريج المياه، لطلبتها البالغ تعدادهم نحو 230 طالبا وطالبة.
ويعتبر نقص الملاعب والساحات في الكثير من المدارس مثل مدرسة ذات الصواري الاساسية المختلطة ومدرستي سيل الحسا، وفروة بن عمرو الجذامي وطارق بن زياد الاساسية المختلطة معيقا للطلبة لممارسة هواياتهم، حيث يخصص أقل من نصف متر مربع أو أقل لكل لطالب لتتحول الساحة الضيقة إلى ملعب عند دخول الطلبة إلى غرفهم الصفية، وفق المواطن أحمد مسلم.
ويعتبر المواطن عادل خليل أن نقص المرافق الحيوية في المدرسة مشكلة أخرى كما في المختبرات العلمية أو مختبرات الحاسوب، حيث تدرس موادها بشكل نظري، رغم الأهمية القصوى للجوانب التطبيقية خصوصا في التجارب العلمية واستخدامات الحاسوب العملي، إلى جانب قلة الأجهزة التعليمية كأجهزة الحاسوب والتي تدفع بالمعلمين إلى الاكتفاء بتدريس تلك المادة بشكل نظري فقط.
وحسب بيانات فان نسبة الأبنية المستأجرة في مدارس بالطفيلة ترتفع إلى نحو 35 % ، ما يقلل من فرصة توفر بيئة تعليمية حقيقية ، رغم السعي الحثيث لإيجاد أبنية مدرسية توفر البيئة التعليمية المريحة والحقيقية.
 ويؤكد المواطن نايف القطاطشة أن الأبنية المستأجرة لا تصلح للتدريس وهي عبارة عن غرف متلاصقة تفتح بواباتها على بعضها البعض ما يحدث إرباكا نتيجة الإزعاج المنبعث أثناء التدريس، علاوة على عدم توفير التهوية المناسبة لها لكونها، مجرد غرف صغيرة مساحتها ضيقة لا تتجاوز 16 مترا مربعا، يحشر فيها الطلبة ولا يتبقى للمعلم مساحة للوقوف أمام الصف.
ويقول المواطن محمد خليف أن عددا من مدارس في الطفيلة تعاني من قدم البناء المدرسي الذي زاد عمره عن 40 عاما، كمدارس أبو بنا الأساسية للبنات ومدرسة عين البيضاء الأساسية للبنين، وعيمة وإرحاب وعابل، لدرجة تصدعها وتشقق جدرانها، وتسرب المياه من السقوف.
ويرى مدير التربية والتعليم في الطفيلة أحمد السعودي أن حجم الاحتياجات التعليمية في الطفيلة يفوق حجم التطور في الخدمات، مشيرا إلى تزايد أعداد الطلبة ليصل إلى نحو 25 ألف طالب وطالبة في الطفيلة باستثناء لواء بصيرا، ما يعني الحاجة إلى مزيد من الأبنية المدرسية.
واشار الى أن نسبة الأبنية المدرسية المستأجرة يصل عددها إلى نحو 26 مدرسة من أصل 91 مدرسة هي العدد الكلي للمدارس في الطفيلة والتي لا تحقق الشروط التعليمية الحقيقية لكونها أبنية خصصت كمنازل للسكن.
وحول توفير الغرف الصفية الجاهزة في عدد من المدارس النائية مثل مدارس سيل الحسا، والتي تعمل على التخلص من دمج الصفوف، أكد أن الوزارة ونتيجة لقلة الإمكانات المالية لديها، رفعت إلى الديوان الملكي احتياجاتها.
وأكد أن الاكتظاظ في الغرف الصفية حالات محدودة في عدد من المدارس، وان عملية التشعيب للتخلص من الأعداد الكبيرة داخل الصف تتطلب إمكانات كبيرة من حيث توفير المعلمين والغرف الصفية والاحتياجات التعليمية الأخرى، مطالبا بتحديث برامج اجهزة الحاسوب وصيانتها باستمرار، وخاصة انه لا يوجد سوى ست مدارس من أصل 91 مدرسة لا تتوفر فيها أجهزة حاسوب.
وبين أن المديرية تسعى إلى توفير المشارب ودورات المياه بشكل كاف للطلبة، من خلال زيادة عددها، مشيرا إلى أن لجان الأبنية في المديرية تقوم وبشكل مستمر بالكشف على كافة المرافق لتوفير شروط السلامة العامة لتوفير بيئة آمنة للطلبة.
وأشار إلى أن التربية تسلمت خلال ثلاثة أعوام نحو خمس مدارس جديدة بكلفة زادت عن 10 ملايين دينار منها مدرسة الملك
عبد الله الثاني للتميز ومدرسة علي بن أبي طالب الأساسية ومدرسة خولة بنت الأزور ومدرسة ابن تيمية الأساسية للبنين .
كما لفت إلى أن العمل جار على تنفيذ مدرستين أخريين، هما مدرسة الأمل للصم والبكم والتي جاءت من خلال تبرع من محسن كريم ومدرسة مجادل الأساسية التي ستحل مشكلة البناء المدرسي المستاجرة في ثلاث مدارس في قرية مجادل وكركا.
ولفت إلى أن أعمال الصيانة تجرى بشكل سنوي وفق الاحتياجات الحقيقية، كما في مدرسة عين البيضاء الثانوية للبنين التي أجريت لها صيانة بكلفة 20 ألف دينار، ومدارس أخرى في مناطق متعددة من الطفيلة بكلفة زادت عن 20 ألف دينار.