الطفيلة: المدينة الحرفية بلا حرفيين رغم إنجازها منذ عام

المدينة الحرفية في الطفيلة محالها ما تزال مغلقة رغم انتهاء العمل بها قبل عام -(الغد)
المدينة الحرفية في الطفيلة محالها ما تزال مغلقة رغم انتهاء العمل بها قبل عام -(الغد)

فيصل القطامين

الطفيلة – ظلت المدينة الحرفية في الطفيلة التي تم انتهاء العمل فيها منذ قرابة عام مضى، وجهزت بمرافق عامة من مسجد وحمامات ومياه وكهرباء، معطلة لغاية الآن بانتظار أن تحزم البلدية أمرها بنقل الحرفيين والمهنيين إليها.
والمدينة التي تعتبر من المشاريع التنموية في الطفيلة، تضم نحو 60 محلا، حيث جاء تنفيذها على مرحلتين، لم يشغل منها إلا عدد محدود من المحلات.
ويطالب مواطنون بسرعة نقل المحلات التي تنتشر في المحافظة إلى المدينة الحرفية، والتي تتسبب بحدوث تلوث بيئي ناجم عن استخدام المشاغل المهنية  للآلات المختلفة، التي تصدر أشكالا مختلفة من الضجيج، إلى جانب التسبب بتلوث البيئة المحيطة بها من زيوت ومخلفات وغيرها ، جراء انتشار محلات الحرف والمهن كالحدادة والنجارة وسط المدينة والأحياء السكنية. ودعوا البلدية الى الحزم في قراراتها لنقل المحلات التي تتسبب بالتلوث.
ويؤكد المواطن نايف القطاطشة أن كافة محلات الحرف والمهن كالحدادة والنجارة وميكانيك السيارات وإصلاح هياكل المركبات والدهان وأشكال من محلات الحرف والمهن ما تزال تنتشر وتتركز وسط المدينة وبين مناطق التجمعات السكانية.
وبين القطاطشة أن السكان يتعرضون باستمرار لخطر انبعاث الأدخنة وروائح الدهانات، ونشارة الخشب، والزيوت المحروقة التي تتسرب إلى الشوارع، علاوة على ما يصدر عن الآلات التي تستخدم في تلك الأعمال من أصوات مزعجة تقلق راحة السكان  خصوصا المرضى والأطفال والطلبة.
ولفت المواطن أحمد محمد إلى احتلال محلات الحرف والمهن الأرصفة ومساحات من الشوارع، حيث تصطف المركبات التي تحتاج على الصيانة أمام محلات الميكانيك، والتي تستخدم أيضا في عرض أشكال من الصناعات الحديدية والألمنيوم، والأثاث المصنع من الخشب والثلاجات والغسالات التي تحتاج إلى الصيانة وغيرها من المنتجات التي تخص تلك المحلات لتسهم في تضييق الشارع المأزوم أصلا  وتعرقل حركة المرور والمشاة معا.
 وطالب محمد بنقل تلك المحلات إلى المدينة الحرفية التي كلفت مبالغ مرتفعة وعلى حساب مخصصات التنمية في المحافظة ، لافتا إلى تعنت العديد من الحرفيين والمهنيين بنقل محلاتهم إلى المدينة الحرفية ، التي أقيمت خصيصا لهذه الغاية.
 وأكد محمد سالم صاحب محل صيانة مركبات أن المدينة الحرفية بعيدة عن وسط المدينة، ما يشكل معاناة للمواطنين في الوصول إليها، خصوصا عند حاجتهم لنقل أجهزة مثل غسالة أو ثلاجة أو مركبة لغايات الصيانة، علاوة على بعد محلات بيع قطع الغيار التي تتوسط في مركز المدينة، لتزيد المعاناة في الانتقال، وبما يحمل الحرفيين والمهنيين أعباء مالية إضافية .
وبين سالم  أن المحلات التي أقيمت في المدينة الحرفية صغيرة المساحة، فهي لا تتجاوز 24 مترا مربعا ، ولا تكفي لاستيعاب المركبات التي تحتاج إلى محلات كبيرة واسعة ، علاوة على ضيق بواباتها.
ويؤكد رئيس بلدية الطفيلة الكبرى عبدالرحمن المهايرة أن المدينة الحرفية التي جاءت كمشروع تنموي للمحافظة من خلال مكرمة ملكية على مرحلتين، بكلفة زادت على 800 ألف دينار، هيأت نحو 60 محلا للحرفيين والمهنيين، إلا أنه لم يتم ومنذ سنوات ترحيلهم إليها، رغم ان وجودهم في وسط المدينة يشكل معاناة للسكان، ويتسبب بتلوث للبيئة بأشكال مختلفة.
ولفت المهايرة إلى أن البلدية ستعمل بالتعاون مع جهات رسمية عديدة على ترحيل محلات الميكانيك والحدادة والنجارة والألمنيوم، لافتا إلى أنه تم تهيئة كافة المرافق العامة من حمامات ومسجد وكافتيريا في المدينة الحرفية والتي كان نقصها في وقت سابق أحد مبررات أصحاب المهن والحرفيين بعدم الانتقال إليها. 
وأشار إلى أن أجور المحل الواحد في المدينة الحرفية لا يزيد عن 50 دينارا وهي بذلك لا تتجاوز نصف الأجرة للمحل في وسط المدينة، علاوة على وجود مساحات واسعة أمام المحلات فيها تمكنهم من استخدامها لغايات العمل الحرفي بكل سهولة ويسر، في الوقت الذي يعاني فيه وسط المدينة ومناطق التجمعات السكنية من ضيق الشوارع فيها، واحتلال يمارسه الحرفيون لأرصفة المشاة وأجزاء من الشارع الرئيس الذي يشهد أزمات سير خانقة.

اضافة اعلان

[email protected]

@alqatameei