الطفيلة: تلاميذ يقطعون مسافات في الظلام للوصول والعودة من المدرسة

فيصل القطامين

الطفيلة – يشكو أولياء أمور تلاميذ في مدرستي علي بن أبي طالب وأم سلمة الأساسيتين في منطقة عين البيضاء من المعاناة التي يتكبدها ابناءهم، نتيجة نظام الفترتين، حيث يضطرون للذهاب الى المدرستين والعودة منهما مشيا على الاقدام في الظلام بسبب بعدهما، وسط احتمالات تعرضهم للظروف الجوية والسيول، ومخاطر الكلاب الضالة التي تنتشر في هذه المنطقة. اضافة اعلان
وأكدوا أن الكثير من أولياء الأمور ليست لديهم المقدرة المالية لاستئجار وسائط نقل لابنائهم، مما يجبر التلاميذ على السير مسافة تصل احيانا إلى حوالي 3 كلم للوصول إلى المدرستين اللتين انتقلوا اليهما منذ بداية العام الدراسي.
ويؤكد جمال عبد الغني، أن ابنه يذهب إلى مدرسته البعيدة عن منزله مسافة تزيد على 2 كم والتي تعمل بنظام الفترتين ويضطر للنهوض مبكرا، للوصول إلى مدرسته.
وبين عبدالغني أنه وبسبب أعمال الصيانة في مدارس فقد تم نقل طلبتها إلى مدارس أخرى، بما يضطر للعمل بنظام الفترتين الذي يشكل معاناة للطلبة خاصة وأنهم من طلبة المرحلة الأساسية الدنيا، الذين يضطرون إما للذهاب مبكرين الى المدرسة مع احتمالية تعرضهم لمطاردة الكلاب الضالة التي تنتشر في بعض المناطق، أو العودة إلى منازلهم متأخرين مع حلول الظلام مع ما يمكن أن يتعرض له الطلبة اثناء العودة من مخاطر.
وأشارت أم محمد ولية أمر طالب في الصف السادس أن المشكلة ستتفاقم مع حلول فصل الشتاء، حيث لا يمكن للطلبة الصغار مواجهة أحوال الطقس دون مساعدة اثناء الذهاب أو العودة من المدارس، في ظل ما يمكن أن يتعرضوا له من أخطار السيول أو أي احتمالات سلبية أخرى جراء الأحوال الجوية.
وبينت أن ابنها الذي يداوم في الفترة المسائية يعود متأخرا مساء، مما يجعلها قلقة عليه طيلة فترة انتظار قدومه من المدرسة، في ظل أحوال شتوية مقبلة قد تحمل في طياتها خطورة، واضطراره الى السير على الأقدام لمسافات طويلة تزيد على 2كم.
ودعت الجهات ذات العلاقة إلى استئجار مبنى للعودة الى نظام الدوام الصباحي المعتاد، بدلا من اقتسام مدرسة للدوام بنظام الفترتين، الذي يجب التخلص منه بشكل نهائي لما له من آثار سلبية على الطلبة وأوليائهم وأسرهم.
من جانبها قالت مديرة التربية والتعليم في الطفيلة الدكتورة لبنى الحجاج، أنه تم الاضطرار للعمل بنظام الفترتين في مدرسة علي بن أبي طالب، حيث تم نقل طلبة مدرسة أم سلمة الأساسية المختلطة إليها بسبب إزالة أجنحة صفية كانت آيلة للسقوط وتعاني من تردي بناها التحتية بسبب قدم المبنى، لإقامة غرف صفية وفق أفضل المواصفات، لتكون مدرسة حديثة البناء تؤمن البيئة المدرسية الآمنة للطلبة الدارسين فيها.
وأشارت إلى أن نظام الفترتين اضطر للعمل به بالرغم من الإرباك الذي ينجم عنه، إلا أنه لن يتم الاستمرار به نتيجة شكاوى الطلبة وأولياء أمورهم الذين أبدوا تذمرا منه بسبب الدوام المتأخر في الفترة المسائية، واضطرار طلبة آخرين للنهوض مبكرا للالتحاق بالمدرسة.
وأكدت الحجاج أن المديرية بحثت ولفترة طويلة عن مبنى ملائم، يكون بديلا لمدرسة أم سلمة البالغ عدد طلبتها نحو 120 طالبا وطالبة، إلا أنه وبعد جهود مكثفة تمكنا من العثور على مبنى بعدد غرف كاف، لكن لا يتوفر فيه قاعات أو مكتبة أو مختبر.
وتابعت تقول إلا أن المبنى كاف لتنفيذ اليوم الدراسي الصفي، مشيرة إلى أن لجنة الاستئجار وافقت على استئجاره بأجرة ملائمة.
وقالت انه سيتم نقل الطلبة إلى المبنى الجديد ليداوموا به بشكل اعتيادي ولتخليصهم وطلبة مدرسة علي بن أبي طالب من معاناة الدراسة بنظام الفترتين، لحين الانتهاء من بناء مدرستهم والذي سيستمر لنحو عامين وفق مدة العطاء.