الطفيلة: سيل الحسا يحتاج إلى إعادة تأهيل

فيصل القطامين

الطفيلة- طالب أهال يقطنون بالقرب من مجرى سيل الحسا، بتأهيل مجرى سيل الحسا لدرء أخطار فيضاناته خلال المنخفضات الجوية القوية، عن المنطقة الغربية من البلدة للحيلولة دون مداهمة منازلهم. اضافة اعلان
وأكدوا أن أخطار الفيضانات الناجمة عن سيل الحسا، باتت تهدد حياة وممتلكات المجاورين له، كما حصل في موجة الشتاء الأخيرة، التي غرقت فيها بعض المنازل جراء فيضان المجرى في الشتوة الماضية.
وأشاروا إلى أن التصميم الفني لمجرى السيل يعتريه أخطاء فنية، بحيث لم تبنى حواجز جانبية مرتفعة تحول دون فيضان المياه خارجه، علاوة على عدم وجود عبارات تصريف واسعة تستوعب الكميات الكبيرة التي تجري فيه خلال موسم تساقط الأمطار.
وأشار المواطن خلف الحجايا إلى تعرض منزله ومنازل مجاورين له ومزارع ومحلات خلال المنخفض الجوي الاخير إلى أضرار بالغة نتيجة سيول تسببت بهدم جدران حول منازلهم، واقتلاع الأشجار من المنطقة نتيجة عدم الأخذ بالحسبان خطورة الوضع في مجرى السيل، وعدم توفير النواحي الفنية التي تحول دون فيضانه بهذا الشكل.
ودعا إلى إقامة حواجز إسمنتية مرتفعة على طول مجرى السيل، لافتا إلى أن المجرى الحالي الذي نفذته وزارة الأشغال قبل عقود والذي تم تجديده أكثر من مرة لم يتم تصميمه على أساس أن يكون مجرى لواد أو سيل تجري خلاله المياه، بل صمم كسد ضخم أكتافه هابطة وغير قوية بالقدر، الذي يمكن أن تقاوم فيه ضغط المياه الكبير الذي ينتج عن قوة الجريان.
ولفت علي المراعية إلى أهمية إعادة النظر في مجرى سيل الحسا، والعمل على إعادة بنائه من جديد بصورة لا تفيض معها المياه، خصوصا في جانبه الغربي الذي شهد فيضانا للمياه على المساكن والمزارع، وتضرر ممتلكات المواطنين، نتيجة انخفاض مستوى تلك المنطقة عن مستوى مجرى السيل وانخفاض الأكتاف بما يجعل المياه تفيض على مناطق منخفضة مجاورة.
وأضاف المراعية أن سيل الحسا وكأي سيل صحراوي يمتاز بكثرة المياه الواصلة له من أودية رافدة من مناطق بعيدة، حيث تتجمع كل تلك الكميات من المياه لتجري فيه بشكل لا يستوعبها المجرى الهابط الأكتاف والحواجز، لافتا إلى أنه عباره سد يحجز المياه خلفه ويشكل تهديدا على السكان.
وأكد المواطن قاسم الصواوية من سكان المنطقة الى أهمية أن تقوم وزارة الأشغال العامة إما بتعميق مجرى السيل أو العمل على إضافة حواجز وأكتاف جانبية مرتفعة تحول دون فيضان المياه الجارية فيه شتاء على المناطق المجاورة المنخفضة.
وبين الصواوية أن مشكلة سيل الحسا قديمة بسبب الجسر الشمالي الذي يرفع منسوب المياه، إذ إن التصميم ساهم بشكل أو بآخر في فيضان المياه في ظل قلة سعة مصارف المياه عليه، واستقرار المياه في وسط مسافة المجرى لكونها أعمق من غيرها من المناطق، ليتحول المجرى إلى سد ضخم يشكل خطورة على السكان المجاورين له في حال فيضانه الذي يحدث في كل موسم شتوي غزير.
وقال مدير أشغال الطفيلة المهندس حسام الكركي إن سيل الحسا من السيول الضخمة التي ترفدها عدة سيول أخرى قادمة من الصحراء الشرقية ومن مناطق بعيدة، وتعمل على زيادة كميات المياه الجارية فيه، ما يجعل من إيجاد أكتاف أو حواجز على جانبيه غير ذات فائدة بسبب التدفق الكبير للمياه، حيث لا يمكن أن تصمد تلك الحواجز أمام قوة اندفاع وتدفق المياه في المجرى.
ولفت الكركي إلى أن الأشغال العامة عززت جوانب المجرى في وقت سابق بسلال حجرية علاوة على قيامها بعد التساقط الغزير ومنذ عشرة أيام بجرف وتعميق مجراه وإزالة كافة العوائق داخل المجرى، ورفع مستوى الحواجز الجانبية بالأتربة والحجارة الضخمة، من خلال آليات ضخمة تابعة للأشغال العامة.
وأكد أن الجسر المار من فوق المجرى تصرف مياهه من خلال ثلاث فتحات ضخمة للتصريف، مشيرا إلى أن الإجرءات الأخيرة ستكون كفيلة بالحيلولة دون تدفق المياه الى المناطق الغربية بما يحميها من خطر الفيضان، بسبب ارتفاع كميات الأتربة والحجارة التي شكلت حواجز مرتفعة على جانبيه، وبما لا يحول دون وصول مياه سيل الحسا الى سد التنور لكونه الرافد الرئيس له في تزويده بالمياه، علاوة على منع المياه عن المزارعين في منطقة سيل الحسا البعيد بمسافة لا تقل عن 20 كم الى الغرب.