الطفيلة: عدم شمول مناطق عديدة بخدمة الصرف الصحي ينذر بكارثة بيئية

فيصل القطامين

الطفيلة – طالب مواطنون في مناطق وألوية محافظة الطفيلة بتوسعة شمول خدمات الصرف الصحي لدرء الأخطار البيئية على التربة والزراعة ومصادر المياه الجوفية، والناجمة عن الحفر الامتصاصية والتي تشكل الأسلوب الوحيد للتخلص من المياه العادمة. اضافة اعلان
وقالوا إن شبكة الصرف الصحي محدودة الخدمة وضيقة الانتشار، ولا تغطي وفق تقديرهم سوى 83  % من مدينة الطفيلة، ما يشكل 30  % من إجمالي نسبة التغطية في المحافظة.
واعتبروا ان خدمة الصرف الصحي ما تزال قاصرة ما يشكل خطرا صحيا وبيئيا على المدى القريب والبعيد، حيث تنعدم الشبكة في مناطق عين البيضاء والقادسية ولواءي بصيرا والحسا وغرندل وأجزاء من بلدة العيص في الطفيلة.
ويرى مهتمون بالشأن البيئي أن، افتقار أغلب مناطق المحافظة لشبكة الصرف الصحي، يشكل خطورة حقيقية على بيئة المحافظة التي تتميز بمساحاتها الزراعية والرعوية، وتكثر فيها الينابيع التي يزيد عددها على 365 نبع ماء، جف أغلبها بسبب توالي سنوات الجفاف والتي بات اغلبها ملوثا.
ويشير مواطنون الى ان خطورة غياب خدمة الصرف الصحي تكمن باعتمادهم الحفر الامتصاصية كأسلوب وحيد متاح للتخلص من مياه المنازل العادمة، والتي تشكل نسبة الاعتماد عليها أكثر من 80  %.
ولفتوا الى إمكانية تسرب المياه العادمة الى جوف الأرض أو اختلاطها نتيجة تكرار فيضان تلك الحفر مع مياه الشرب من خلال تسربها الى الشبكة.
وينتقد سكان حرمان مناطق حديثة من خدمة الصرف الصحي كمشروع التطوير الحضري في منطقة العيص الذي بدأت أعمال إنشاء المنازل فيه حديثا، ولم يتم مساواته بالعديد من مشروعات التطوير الحضري في باقي المحافظات والتي تم ربطها بشبكة الصرف الصحي.
ويشير مواطنون الى الآثار السلبية الناتجة عن استخدام الحفر الامتصاصية، التي تشهد تكرار فيضانها بسبب اهمال اصحابها لعمليات النضح في ظل ارتفاع كلفة نضحها، حيث ارتفعت أجور صهاريج النضح إلى نحو 40 دينارا، بسعة 8-10 أمتار مكعبة، مقابل الحاجة الى عملية نضح واحدة على الاقل شهريا لكل منزل.
وحذروا مما اعتبروه "تلوثا غير منظور حاليا"، ستبدأ آثاره بعد سنوات في ظل استمرار استخدام الحفر الامتصاصية، حيث يمكن أن تؤثر على المزروعات كالأشجار، اضافة الى تأثيرها على التربة والمياه الجوفية التي ستتلوث نتيجة تسرب المياه العادمة إليها.
الى ذلك، يواجه قاطنو بعض المناطق كالقادسية وبصيرا وعين البيضاء وأبو بنا والعيص، والتي تتميز أراضيها بصلابة مكوناتها ووجود طبقات صخرية، صعوبات بالغة في عملية حفر الحفر الامتصاصية، ما يجعل من تلك الحفر مصائد مائية، تتسرب المياه منها عند إهمال التخلص من محتواها.
 بدوره، بين مدير مياه الطفيلة المهندس مصطفى زنون أن مشروعات الصرف الصحي التي نفذت خلال الأعوام السابقة، لم ترق في تغطيتها إلى أكثر من 30  % من المحافظة  و80  % من مدينة الطفيلة. مؤكدا حاجة العديد من مناطق الطفيلة لخدمة الصرف الصحي. 
ولفت إلى أن الطاقة الاستيعابية لمحطة التنقية الوحيدة في الطفيلة وصلت إلى نحو 90  %، ويستدعي ذلك توسعتها في ظل الانتهاء من مشروعات نفذت قبل نحو ثلاثة أعوام.
وأشار إلى أن طبيعة المنطقة الطبوغرافية، تستدعي إنشاء أكثر من محطة تنقية، اضافة الى طول الخطوط الكبير التي تشكل بمجملها الشبكة العامة للصرف الصحي.