الطفيلة: فيضان دائم لمياه الحفر الامتصاصية بإسكان الأسر العفيفة في القادسية

فيصل القطامين

الطفيلة – ما زالت معاناة السكان القاطنين في مساكن الأسر العفيفة في بلدة القادسية مستمرة جراء الفيضان الدائم للحفر الامتصاصية فيها، ما يهدد صحة وسلامة السكان، نتيجة تشكل مكاره بيئية داخل أفنية هذه المنازل، في ظل تشارك كل ثلاث وحدات في حفرة واحدة تحول أوضاعهم المالية الصعبة دون قدرتهم على تصريفها أو نضحها.اضافة اعلان
وأشار عدد من سكان تلك المساكن إلى أن فيضانات الحفر الامتصاصية شكلت تجمعات للمياه العادمة داخل أفنية منازلهم، مؤدية إلى تشكل بؤر لتكاثر الحشرات المختلفة كالبعوض والذباب، علاوة على الروائح الكريهة المنبعثة منها.
وأشار المواطن محمد الخوالدة أحد  قاطني تلك المساكن إلى أن منزله ومنازل مجاورة تفيض حفرها الامتصاصية يوميا وتتسرب إلى ساحة المنزل وساحات المنازل المجاورة التي تقع أسفل منها، لتشكل مكاره صحية تنبعث منها روائح كريهة، علاوة على الذباب والبعوض التي باتت تتكاثر عليها.
ووصف الخوالدة الوضع بأنه لا يمكن تحمله في ظل الفيضان المستمر للحفر الامتصاصية، وما ينجم عنها من تسرب لمياه آسنة تزكم روائحها الأنوف.
وأكد أن الحفر أصبحت مصدر أرق للسكان، خصوصا الأطفال الذين يتعرضون للسعات الحشرات المزعجة التي تتكاثر على تلك الحفر، علاوة على ما ينجم عنها من انبعاث لروائح كريهة أصبحت تتسبب لهم بأمراض صدرية مختلفة.
ولفت علي الخوالدة أحد القاطنين في تلك المساكن أن مشكلة الحفر الامتصاصية ظهرت منذ أكثر من ثلاثة أعوام، نتيجة صغر حجم الحفر الامتصاصية، علاوة على تشارك ثلاث وحدات في مرحلة لاحقة في حفرة امتصاصية واحدة، وبما ينجم عنها من قيام البعض بإغلاق المجاري الواصلة اليه من وحدات سكنية أخرى تعلوه بسبب طبيعة المنطقة المنحدرة.
ويضيف ان المياه العادمة تتجمع من عدة منازل في حفرة تجميعية بآخر وحدة تقع في المنطقة السفلية، ما أضطره إلى غلق المجاري الواصلة الى الحفرة الواقعة في مسكنه.
وأكد الخوالدة ان حجم المعاناة يتزايد في فصل الصيف لارتفاع درجات الحرارة في ظل فيضان الحفر المتكرر، مؤكدا أن بعض السكان غادر تلك المساكن، واضطر الى تحمل عبء الأجرة الشهرية لمساكن أخرى انتقلوا اليها لعدم قدرتهم على البقاء فيها.
ولفت إلى أن هذه المساكن باتت طاردة للسكان، بحيث استغنى البعض عن السكنى فيها بالرغم من عوزه وحاجته لمسكن بشكل مجاني رغم الظروف المالية الصعبة.
وأشار الى العديد من المخاطبات والاستدعاءات التي رفعوها الى الجهات المعنية، إلا أن استجابتها متواضعة ولم تعمل على إيجاد حل فوري وجذري للمشكلة، التي لا يمكن السكوت عنها أو تأجيلها لكونها تتعلق بصحة سكان تلك المساكن.
وأشار المواطن ابراهيم علي أحد السكان أنه تم تخصيص حفرة تجميعية واحدة مشتركة لتسعة مساكن من اصل 18 مسكنا، إلا أنه وبسبب وقوعها في منطقة صخرية يصعب معها امتصاص المياه ظلت الحفرة غير فاعلة، وليس لها القدرة على استيعاب كميات المياه الكبيرة الواصلة اليها.
ولفت إلى أن عملية نضحها مشكلة بحد ذاتها، حيث لا يوجد جهة تتبنى دفع كلفة عملية النضح، في ظل اوضاع مالية صعبة للسكان، والتي يتطلب نضحها عدة مرات شهريا وبكلفة مرتفعة.
من جانبه أقر مدير التنمية الاجتماعية في لواء بصيرا عبدالله الصقور بسوء أوضاع الحفر الامتصاصية في مساكن الأسر العفيفة في القادسية، والتي قال إنها مشكلة ظهرت بعد أكثر من عام على سكن القاطنين فيها من اسر عفيفة، نتيجة الطبيعة الصخرية للارض في تلك المنطقة، علاوة على صغر حجم الحفر الامتصاصية، والتي لا تستوعب كميات كبيرة من المياه العادمة في ظل عدم قدرتها على الامتصاص الجيد للمياه.
وأكد الصقور أنه تمت مخاطبة وزارة الأشغال العامة لشمول هذه المساكن في القادسية بمشروعات للصرف الصحي، مؤكدا تخصيص نحو 40 ألف دينار لتنفيذ مشروع حفرة تجميعية كبيرة تستوعب أي كميات للمياه العادمة ناتجة عن تلك المساكن، والتي سيتم نضحها بشكل دوري ومستمر على نفقة وزارة التنمية الاجتماعية.