الطفيلة: مدرسة عين البيضاء تبيع الملابس المستعملة وتتبرع بريعها للطالبات الفقيرات

جانب من المعرض في مدرسة عين البيضاء - (الغد)
جانب من المعرض في مدرسة عين البيضاء - (الغد)

 فيصل القطامين

الطفيلة- سجلت مدرسة عين البيضاء الثانوية للبنات في الطفيلة فكرة إنسانية مميزة تهدف إلى تحقيق مبدأ التكافل داخل المدرسة، من خلال تنظيم معرض حمل عنوان "امنح فائض ما لديك"، لجمع الملابس وإعادة معالجتها عبر الغسيل والتعقيم والكي وبيعها بأسعار رمزية للتبرع بريعها للطالبات الفقيرات. اضافة اعلان
الفكرة وفق مديرة المدرسة، مونا القطامين، انبثقت من خلال إسهام المدرسة في إيجاد مصدر مالي لدعم الطالبات الفقيرات في المدرسة من خلال صندوق الطالب الفقير، وتقوم على جمع الملابس من خلال حملة قامت بها معلمات وطالبات المدرسة للحصول على الملابس المستعملة، وحملت عنوان "امنح فائض ما لديك"، وتقوم على جمع الملابس القليلة الاستخدام، ولكنها في حال جيدة (أو فوق ذلك)، كتبرع من الأسر التي فاضت تلك الملابس عن حاجتها وباتت غير مستخدمة لديها.
وتشير القطامين إلى أنه تم جمع كميات كبيرة من الملابس التي تتصف بأنها غير بالية، بل في حال أكثر من الجيدة وبعضها ملابس لم تلبس نهائيا، وتجمع في المدرسة؛ حيث تجرى لها عملية تصنيف وفق الحجم والنوع، لتغسل وتعقم بمواد منظفة ومعقمة، ومن ثم يتم كيها وتغليفها، لتعرض في معرض المدرسة الذي يرتاده العديد من المواطنين والذي تم افتتاحه مؤخرا، وشهد إقبالا منقطع النظير من قبل الزوار.
ولفتت إلى أنه يتم بيع تلك الملابس بأسعار رمزية للراغبين في الشراء؛ حيث تجمع حصيلة البيع في صندوق الطالب الفقير، لتوزيعها على كافة الطالبات الفقيرات في المدرسة، كشكل من أشكال التكافل والتضامن في المجتمع المدرسي.
وأكدت أن فكرة المعرض قامت على التعاون بين المعلمات وطالبات المدرسة من خلال تنفيذ حملة لجمع الملابس المستعملة، من خلال التجول على المنازل أو الطلب من الطالبات أنفسهن التبرع من الملابس الفائضة عن الحاجة لدى أسرهن.
وأشارت إلى أن المدرسة يجب أن تتبنى أفكارا إيجابية وبناءة، بالخروج خارج أسوار المدرسة والتفاعل مع المجتمع المحلي، الذي يعتبر للمدرسة دور مهم في تنميته والخروج عن الدور التقليدي للمدرسة بأنها فقط موئلا للتربية والتعليم، بل لإبراز دورها الاجتماعي التفاعلي مع كافة مكونات المجتمع المحلي، إسهاما في تنميته وتعزيز قنوات الاتصال والترابط مع الآخرين.
 المعلمة، بثينة القرارعة، تؤكد أن المدرسات والطالبات بذلن جهودا كبيرة في جمع المئات من قطع الملابس المختلفة الأصناف والأشكال، والتي أغلبها تميز بأنه قليل الاستخدام.
وأشارت القرارعة إلى أن مثل هذه المبادرة تولد لدى الطلبة الدافعية والرغبة في العمل الجماعي من خلال تعزيز اتجاهات المشاركة وروح الفريق الذي يولد عملا اجتماعيا نافعا.
الطالبة في الصف العاشر والمشاركة في فريق حملة جمع الملابس، شهد عادل، أكدت أنها وزميلاتها في المدرسة بذلن جهودا كبيرة لإنجاح الفكرة، لافتة إلى قيامهن على حث الطالبات على التبرع بالملابس من خلال أسرهن، علاوة على ما قمن به بعد ذلك بالتعاون مع فريق من المدرسات اللواتي عملن على تصنيف الملابس وغسلها وتعقيمها وكيها وعرضها بصورة جاذبة.
ولفتت عادل إلى أنها تشعر أنها أنجزت عملا اجتماعيا إيجابيا يمكن أن يسهم في تقديم العون لزميلة في المدرسة تعاني من ضعف الإمكانيات، من خلال توزيع ما يتم جمعه من مال لقاء بيع تلك الملابس، بما يحقق التكافل والتضامن الاجتماعي.

[email protected]

faisal_qatameen@