فيصل القطامين
الطفيلة – طالب مزارعون في منطقة البربيطة شمال الطفيلة بزيادة الدعم المالي المخصص لمشروع تطوير وادي البربيطة الزراعي السياحي، لما له من مزايا نسبية في إيجاد منطقة استثمارية شاملة تشكل مرفقا اقتصاديا متكاملا يسهم في التخفيف من حدة الفقر والبطالة في المحافظة.
وأشاروا خلال عريضة وقعها العديد من المزارعين في المنطقة، إلى ضرورة مضاعفة المبالغ المخصصة لتنفيذ المشروع الذي يمتد على مدار عدة سنوات، لافتين إلى أن المبلغ الذي تم تخصيصه للمشروع لا يزيد على 100 ألف دينار.
وأكدوا أن كلفة تنفيذ المشروع بشكل متكامل تتطلب أضعاف هذا المبلغ، الذي سيعمل على تنمية المنطقة من الجوانب الزراعية والبيئية والسياحية من خلال تكاملية المشروع بعد تفعيل كافة المقومات الموجودة في المنطقة من خلال دراسات أجرتها وزارة الزراعة بالتعاون مع وزارة السياحة.
وبين المفوض عن مزارعي حمامات البربيطة وعفرا، عيسى البدور أن المشروع يعتبر من المشاريع الريادية التي تنفذها وزارة الزراعة، إلا أن العديد من المزارعين باتوا يدعون إلى توسعته لشمول مناطق وأراضي زراعية أوسع مما هو عليه الآن لزيادة أعداد المستفيدين منه من شريحة المزارعين الذين تحتاج أراضيهم لمزيد من التنمية الزراعية.
ولفت البدور إلى أن المنطقة الزراعية التي تشملها منطقة حمامات عفرا والبربيطة، تنتج محاصيل مدارية لا تتوفر في أي منطقة زراعية مجاورة كالجوافا علاوة على بشائر بزراعة المانجا والكيوي والكاكا، إضافة إلى الزراعات الشفا غورية العديدة من خضار وغيرها، والتي تشكل بمجملها سلة الغذاء لأسواق الطفيلة والمملكة.
وأكد أنه في حال توسعة المشروع الزراعي التنموي للمنطقة سيتشكل إقليم زراعي سياحي استجمامي في منطقة البربيطة، من خلال ملائمة أراضيها لزراعة أنواع مختلفة من المحاصيل المهمة وسياحية، وبوجودها في منطقة تتميز بوفرة المياه الحارة، التي لا تقل درجات حرارتها عن 47 درجة مئوية صيفا وشتاء، إلى جانب كونها تضم مقامات لصحابة .
ولفت إلى أن المنطقة الزراعية في حال توسعتها ستضم مساقط مائية من خلال سيل الحسا الذي يصب فيها، علاوة على جمالية المنطقة التي تضم مناظر طبيعية خلابة، يمكن أن تكون في حال تطويرها بشكل متكامل من المناطق التي تستقطب الزوار، ما يعني القدرة على جذب الاستثمارات إليها، واقامة مشاريع سياحية مختلفة.
ولفت إلى أن المنطقة الزراعية في البربيطة يمكن أن توفر العديد من فرص العمل لمواجهة البطالة المنتشرة بين الشباب في محافظة الطفيلة .
وبين مدير زراعة الطفيلة المهندس جمال العوران أن منطق البربيطة الزراعية من المناطق الواعدة زراعيا وسياحيا لكونها تضم بين جنباتها مناطق مهيأة لأن تكون منطقة اقتصادية متكاملة تعتمد النشاط الزراعي بالدرجة الأولى.
ولفت العوران إلى أن الوزارة ساهمت وبشكل فاعل في تطوير المنطقة من خلال إنفاذ مشروع تطوير وادي البربيطة الزراعي، من خلال مسيرة عمل استمرت ثلاثة أشهر والتي تضمنت تحديد مسار الوادي وتنظيف مجراه من الأعشاب والنباتات المختلفة التي كانت تغلق مجرى الوادي.
وأضاف أنه منذ ما يزيد عن خمسة أعوام تم شمول المنطقة بمشاريع تتعلق بالموارد المائية، عن طريق إقامة خزانات اسمنتية لتجميع المياه لغايات الري التكميلي للزراعات المروية، إلى جانب تطوير الينابيع وتركيب مواسير بلاستيكية لجر المياه للمزارع فيها.
وشملت المنطقة وفق العوران ونظرا لتعرضها للانجراف جراء الهطول المطري الغزير العام الماضي، إنشاء صناديق وسلاسل حجرية " جابيون " في بعض المناطق على طول الوادي من تلك التي تتعرض للانجراف على مدار الأعوام 2012 – 2014 ، بكلفة زادت عن 250 ألف دينار.
وبين أن السعي لتنفيذ خطة الوزارة بالتعاون مع مشروع إدارة المصادر الزراعية والمرفق البيئي العالمي لإيجاد مشروع تطويري للمنطقة ، من خلال إقامة أنشطة زراعية مختلفة تتمثل في سلاسل صندوقية حجرية وتطوير مصادر المياه وحفظ التربة مع رؤى لمشروعات ذات علاقة بتطوير القطاع السياحي بعدما تم تهيئة البنى التحتية بإيجاد طرق زراعية وتهيئة المنطقة التي تتميز بجمالها الطبيعي وبما يتوفر فيه من أماكن ذات قدرة على الجذب السياحي.
ولفت إلى أهمية المنطقة الزراعية من مياه حارة ومناخ دافئ يهيئ لنمو زراعات مدارية تبشر بمستقبل واعد لتلك الأنواع من الخضار المكشوفة والمحمية، والتي توفر للسوق الأردني احتياجاته منها في الوقت الذي يعاني فيه من شح في أصناف معينة من تلك الخضار بسبب برودة الطقس.
وشدد العوران على أهمية إدخال مفاهيم جديدة للتكامل بين الاستثمارات الاقتصادية المندمجة من خلال استغلال البنى التحتية التي يتم تهيئتها للاستفادة منها في إقامة مشروعات سياحية وبيئية، جنبا إلى جنب مع المشروعات الزراعية لخلق مشروعات اقتصادية متكاملة تسهم في التنمية المحلية للمنطقة والتخفيف من البطالة والفقر فيها.
alqatameei@
