الطلاق بين الضرورة وتأثيره السلبي على الأطفال

الطلاق بين الضرورة وتأثيره السلبي على الأطفال
الطلاق بين الضرورة وتأثيره السلبي على الأطفال

 

     مريم نصر

   عمّان- عندما تزداد هوة الخلاف بين الزوجين وتتسع، ولا يبقى من مجال للمصالحة والتفاهم، يكون الطلاق هو الخيار الوحيد. ولكن لهذا الخيار تبعات ونتائج قاسية، خصوصا إذا كان هنالك أطفال، حيث يصبحون مشتتين بين الأبوين وبين نزاعاتهما التي تصل أحيانا إلى المحاكم، ما يؤثر بشكل سلبي على نفسية الأبناء ويشوه أرواحهم الغضة.

اضافة اعلان

الغد طرحت الموضوع في زاوية أصداء حياتنا على موقعها الالكتروني وسألت المشاركين عن رأيهم بالطلاق وعن دور الأهل والأصدقاء في تقريب وجهات النظر وإصلاح ذات البين.

وتبع ذلك سؤال آخر: كيف يمكن للمقبلين على الزواج أن يختبروا مشاعرهم ومقدار تفاهمهم قبل الشروع في عملية الزواج والإنجاب، حيث يكون حينها درب العودة والانفصال مسيجا بالمحاذير الاجتماعية والشرعية والأخلاقية؟

وجاءت الردود متباينة بين مؤيد ومعارض لفكرة الطلاق، فمحمد وادم وهديل وسهام وأمين جمال وسلين ويارا يعارضون فكرة الطلاق مهما كانت الأسباب مؤمنين ان هناك حلا لكل مشكلة بين الأزواج مهما كانت.

وتقول نور تسابحجي إن الطلاق غدا "موضة العصر". وتضيف "أصبح الطلاق أمرا عاديا جدا، الزوجان مهما كانت المشكلة يفكران بالانفصال أولا وذلك للهروب من المشاكل"، الأمر الذي تعتقد أنه الحل الخاطئ.

وترى أن على الإنسان التحلي بالصبر وألا يقوم الزواج على الخداع والكذب. ويتفق قصي ابوسويلم مع ما تذهب إليه نور، ويقول إن الطلاق "يضر بتماسك المجتمع لأنه يدمر اللبنة الأساسية في المجتمع وهي الأسرة".

بالمقابل، يرى محمد أن الطلاق قد يكون حلا لمشكلات كبيرة. ويقول "الطلاق أفضل من بقاء الزوجين معا في منزل واحد متخاصمين باستمرار" مبينا أن الخلافات المستمرة بين الأب والأم أمام الأطفال لها أضرار جسيمة أكثر من أثر الطلاق عليهم.

ويتفق مع هذا الرأي كل من أحمد البدارين وديمة وهدى، والتي تقول "في اعتقادي الطلاق أفضل من رؤية الوالدين في حالة خلاف دائم أو انهما يبقيان مع بعضهما فقط من اجل الأطفال". وتضيف "إذا وجد خلاف [لا حل له]، يتوجب الطلاق مع إبقاء العلاقة طيبة بين الطرفين".

ويرى إسماعيل محمد السويلميين أن الطلاق هو حق من حقوق الرجل، بينما يعتقد قصي احمد ابو سويلم أن الطلاق يعطي الرجل الثقة بالنفس والقدرة اتخاذ القرار والتجديد. ويجد امين الدحيات أن الطلاق قد يكون الطريق الأفضل لحل المشاكل المزمنة بين الزوجين وفيه أيضا راحة للأطفال.

وتقترح فاديا أبو زيد لحل المشكلات بين الزوجين قبل اللجوء الى الطلاق تحديدها من البداية ومحاولة وضع الحلول الناجعة لها. وتقول "تلك خير وسيلة لاتقاء شر الطلاق والانفصال"، لأنها تعتقد أن الطلاق لا يعود بأثر سيئ على الزوجين فقط بل يتجاوز أثره الأطفال وربما عائلتي الزوجين أيضا.

ويرجع محمد الشقيرات سبب تفشي مشكلة الطلاق في مجتمعنا إلى الفضائيات والتدخل من الأهل والمقربين من العائلة، في حين ترجع ديالا السبب الى عوامل داخلية مثل تدخل الأهل والظروف المادية وانعدام التكافؤ من بداية المشوار وانعدام التفاهم وكذلك العوامل الخارجية مثل الأصدقاء وطبيعة العمل.

ويقول نزار صالح "يمكن ان يكون الطلاق حلا للكثير من المشاكل المستعصية بين الزوجين ولكن لا يجب ان نجعل منه الأداة التي نلوح بها بكل معركة صغيرة أو كبيرة".

ويرى أن الطلاق لا يجب حدوثه الا إذا نفدت كل وسائل معالجة المشكلات المختلفة التي قد تمر على المتزوجين. ويقول "إذا وجد الزوجان أنه لا سبيل للتعايش بتفاهم وأن أسباب المشاكل خارجة عن إرادتيهما وانه من الممكن لكل منهما ان يجد السعادة مع طرف آخر، يستحسن وقوع الطلاق".

ويرى اختصاصي العلاج النفسي د. خالد أبو حليمة أن الطلاق يؤثر فيما لا شك فيه على الأطفال وعلى نفسياتهم وقد يخلق في داخلهم بعض الأمراض النفسية. ولكن إذا كان الطلاق هو الحل الوحيد لتفادي الصراعات والنزاعات الدائمة أمام الأطفال وجب على الوالدين تخفيف الأثر النفسي للطلاق على الأطفال، حسب ما قال.

ويضيف "يجب أن يكون الطلاق آخر الخيارات" ولكن إذا كان لا بد منه يجب على الوالدين أن يظهرا أمام الأطفال أن علاقاتهما لا تزال جيدة وأنهما يحترمان بعضهما البعض.

ويقول "يجب عدم نقل صورة سيئة عن الأم أو الأب للأطفال حتى يشعر الطفل أنه لا يزال يحتفظ بالصورة السليمة لكلا والديه وأن الاثنين موجودان يحبانه ويحترمانه وأن سبب طلاقهما خارج عن إرادته وأنه ليس السبب وراء ابتعادهما عن بعضهما البعض". ويتفق الجميع على أن الطلاق بغيض، وإن كان حلالا.