الطويسي: الثقافة لا تصنعها الحكومات فهي فعل مجتمعي ينتجه الناس

figuur-i
figuur-i

عزيزة علي

عجلون- ضمن فعاليات برنامج الحوارات الوطنية الذي تنظمه وزارة الثقافة مع القطاعات والهيئات الثقافية والمعنيين بالشأن الثقافي والتي بدأت في عمان والمحافظات منذ نحو شهرين؛ التقى وزير الثقافة، أول من أمس، مع فاعليات ثقافية في محافظة عجلون.اضافة اعلان
تناول اللقاء الذي جرى في قاعة كلية عجلون الجامعية الأولويات الثقافية التي تسعى معها الوزارة للوصول إلى توافقات حول أولويات العمل الثقافي في سائر المجالات، بمشاركة المعنيين في الشأن الثقافي لوضع إطار استراتيجي انطلاقا من أن الثقافة لا تصنعها الحكومات، وإنما هي فعل مجتمعي ينتجه الناس.
وزير الثقافة د. باسم الطويسي، قال "إننا أمام استحقاق وطني في تفعيل الحياة الثقافية التي تعزز الهوية الوطنية من خلال برامج تجعلها موضع التحقق"، مشيرا إلى أن الأردن استطاع أن يعبر بأمان مرحلة التحولات التي عصفت بالمنطقة، من حروب وصراعات، وتمكن من تقديم مقاربة سياسية استراتيجية بحكمة القيادة وتماسك الشعب. مستدركا أن الوقت قد حان أن يتبع ذلك رؤية ثقافية تستند إلى أن الثقافة هي إحدى حلقات التنمية الأساسية.
ولفت الطويسي إلى أولويات الحكومة للعامين 2020-2021 والتي تتصدر الثقافة قائمتها وتركز على تعزيز الهوية الوطنية الجامعة، منوها في الحوار الذي أداره علي القضاة واشتمل على كلمة ترحيبية من عميد كلية عجلون الجامعية د. حامد الدعوم، إلى أن الثقافة تعد موردا وطنيا يعنى بتحسين حياة المجتمعات، وهي جزء رئيس في الأبعاد التنموية والإنتاجية المهمة.
وبين أن وزارة الثقافة تسعى لوضع مجموعة من الأهداف والمبادئ التي تنقل ثوابت الهوية الوطنية للأجيال الجديدة، ووضع الأدوات الجديدة في خدمة الثقافة، لافتا إلى أن الأردن يستعد للاحتفال بمئوية الدولة التي مرّ على تأسيسها نحو قرن من الزمان وحافظت على استقرارها وقيمها، مشيرا إلى أنها تمثل مرجعية لصوغ أولويات الثقافة الوطنية.
الطويسي، في الحوار الذي حضره محافظ عجلون سليمان النجادا، وعدد من رؤساء الهيئات ومنتسبيها، وإعلاميين ومثقفين وفنانين، عاين جملة من الأولويات، وتساءل: كيف ننقل تركيز العمل الثقافي من النخب إلى المجتمعات، رابطا بين الثقافة والسلوك الاجتماعي، وداعيا إلى الاهتمام بإدماج الشباب بالحياة الثقافية، وإدماج المجتمعات المحلية في حركة الثقافة، وإدماج التكنولوجيا بالثقافة، وخصوصا التقنيات الرقمية التي ترتبط بها جملة من القيم والمهارات، مستدركا "إننا في الوزارة نسعى لتطوير هذه المحاور من خلال الحوار وتحويلها إلى برامج عمل". وأشار الوزير الى نية الوزارة بإطلاق مشروع "مدن الفنون الإبداعية"، ومنصة "مواهب الأردن"، التي تتيح للشباب التعبير عن مواهبهم، داعيا الهيئات لتقديم المشاريع التي من شأنها أن تقدم قيمة إبداعية مضافة.
وأبدى د. الطويسي دعمه للتشبيك بين الهيئات الثقافية في المحافظات والتي تسهم في تعميق النسيج الوطني، ملقيا الضوء على مشاريع الوزارة وبرامجها، ومنها المواسم الثقافية (رمضان الخير، وصيف الأردن)، لافتا إلى أهمية مشاركة القطاع الخاص ضمن المسؤولية الاجتماعية، وداعيا إلى الاهتمام بالصناعات الحرفية والثقافية وربطها بعجلة الإنتاج والتنمية. وتحدث الطويسي عن استكمال المركز الثقافي العام المقبل، وإنشاء مركز تدريب للفنون لإدماج المجتمع بالحركتين الثقافية والفنية الذي يشتمل على برامج تدريبية في الموسيقى والرسم والزخرفة والخط العربي، والاهتمام بالتربية الإعلامية والمعلوماتية ضمن برنامج مكثف لتطوير مهارات الشباب للتعامل مع مصادر المعلومات ووسائل الإعلام والتكنولوجيا.
وقد زار الوزير دار المحافظة والتقى المحافظ وبحث جملة من المواضيع التي ترتقي بالحركة الثقافية في عجلون، كما زار موقع إنشاء المركز واطلع على المراحل التي تم إنجازها.