العالم بين فكي جائحتي كورونا والإفلاس المائي.. والأردن على جمر "القلق"

مناطق يضربها جفاف المياه محليا وعالميا - (أرشيفية)
مناطق يضربها جفاف المياه محليا وعالميا - (أرشيفية)

إيمان الفارس

عمان - مع اقتراب ما توقعته تقارير دولية متخصصة في قطاع المياه، حالة وضع المياه العالمي لـ"يوم الصفر"، فإن حالة الأردن وسط هذا الوضع الحرج، باتت أشد قلقا.اضافة اعلان
ففيما يتخذ وضع المياه الأردني منحنى حرجا على نحو متزايد من بين الوضع المائي العالمي بحسب تصنيفات عالمية، حذرت الأمم المتحدة من إمكانية أن يتحول الجفاف في العالم كافة، عقب جائحة كوفيد - 19، الى أخطر أزمة سيواجهها.
وقال التقرير الصادر عن الموقع العالمي "ذ انترناشيونال نيوز" منذ يومين، وحصلت "الغد" على نسخة منه، إن يوم الصفر هو اليوم الذي تجف فيه الصنابير، توازيا وعدم توافر المياه للاستخدام المنزلي أو الزراعي أو التجاري.
وأكد التقرير الذي حمل عنوان "جائحة المياه"، أن المياه سلعة لا يمكن تجاهلها، مشددا على ضرورة أن يصبح توفيرها وحفظ مصادرها المتاحة على كوكب الأرض، أولوية قصوى.
وعلى صعيد قطاع المياه في الأردن، أوصى تقرير حديث للأحواض المائية الجوفية في الأردن، بإيجاد مصادر مائية جديدة عبر استخراج المياه العميقة والجوفية المالحة، والتوسع باستغلال تحلية مياه البحر حسب الاستعمالات.
وكانت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، كشفت عن زيادة تعرض دول الشرق الأوسط، ومنها الأردن، بالإضافة لدول حوض البحر الأبيض المتوسط على نحو خاص، للجفاف والإجهاد المائي.
وقال تقرير "فيتش" إن الأردن من بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مثل مصر والكويت والمغرب والسعودية وتونس و(إسرائيل)، والتي صنفت من بين الأشد تعرضا لمخاطر الجفاف والإجهاد المائي، استنادا إلى مؤشراته المتعلقة بمخاطر المياه، والتي تتضمن مقاييس تعرض البلدان الحالية لها، وكذلك تغير المناخ المتوقع.
وبين تقرير الوكالة، أن عدم التوازن المتزايد بين ارتفاع الطلب على نحو مطرد على المياه وتدهور توافر الإمدادات الموثوقة، أدى لوضع قطاعات كبيرة من سكان العالم، معظمهم في بلدان الأسواق الناشئة، في حالة إجهاد مائي.
كما انتقد تقرير "جائحة المياه"، عدم منح تلك الأولوية للمياه، محذرا من خطورة إهمال ذلك وانعكاسه على التسبب بالجفاف، المترافق بالمجاعات والتغييرات الهائلة في طريقة معيشة العديد من الناس في العالم.
ودعا التقرير الى أهمية معالجة المشكلة عالميا، وكما كان الحال مع جائحة كوفيد – 19، موصيا باعتراف الدول الأكثر ثراء بمسؤوليتها تجاه من هم أقل دخلا منها منها، سيما وأن العدالة أمر حيوي لحل أزمة المياه.
وأشار إلى ضرورة تسريع جهود الحفاظ على الأنهار الجليدية، ووقف الاحتباس الحراري وتغير المناخ، معتبرا بأن هذه مسؤولية تقع على عاتق الدول الأكثر ثراء في العالم، والتي تنتج أسوأ انبعاثات، أن تأخذ بزمام المبادرة.
وفي حال فشلوا في ذلك، فسيخذلون العالم ويفشلون البشرية في درء جائحة أخرى، قد تهدد حياة وسلامة كل من يعيش على هذا الكوكب.
وبحسب الأمم المتحدة، فمع زيادة الاحتباس الحراري، تعد 130 دولة - على الأقل - معرضة لخطر مواجهة نقص حاد في المياه، بينما قد تتأثر 23 دولة أخرى بنقص المياه بطريقة أو بأخرى.
وأضافت أنه بالفعل، تم تكبد خسائر بقيمة 124 مليار دولار بين عامي 1998 و2017 بسبب نقص المياه، مع تأثر 1.5 مليار شخص في مختلف البلدان، مشيرة إلى إمكانية وقوع الدول الأكثر تضررا في غرب إفريقيا والشرق الأوسط وأميركا الجنوبية، وأجزاء من الولايات المتحدة، وجنوب أوروبا ومناطق أخرى في العالم في جائحة مياه.