العبداللات: "الاكتوار" قادر على تحليل المشكلات الاقتصادية والتقليل من حدتها

العبداللات: "الاكتوار" قادر على تحليل المشكلات الاقتصادية والتقليل من حدتها
العبداللات: "الاكتوار" قادر على تحليل المشكلات الاقتصادية والتقليل من حدتها

صاحب مشروع حول الإسقاط السكاني اختير لمسابقة أفضل 10 مشاريع عالمية

ديما محبوبة

عمان - امتلك بيان العبداللات منذ صغره مهارة ترجمة العمليات الرياضية بسرعة كبيرة، وقد وجد ما كان يصبو إليه في الجامعة الأردنية، حين تم إدخال تخصص جديد إلى قسم الرياضيات، وهو "علم الاكتوار".

اضافة اعلان

أسرع العبداللات (25 عاما) للتسجيل في ذلك التخصص ليكون ضمن الدفعة الأولى التي تخرجت في العام 2006، هادفا للجمع بين أكثر من تخصص في علم واحد.

وخلال دراسته كان بيان يساعد أساتذته في الجامعة في إيصال المعلومات إلى زملائه الطلبة، مما جعل أهله وأساتذته ينظرون بعين الأمل ليكون صاحب مستقبل مليء بالنجاح على الصعيدين العلمي والعملي.

والآن، يُعرف بيان الاكتواري بـ"المفكر والخبير الاستراتيجي المتعدد المهارات" يدرب في نظرية وتطبيق علم الرياضيات، خصوصا الإحصاء والاحتمال، ونظرية المخاطرة لمعالجة المسائل المالية المعقدة (الحالية والمستقبلية).

ولقب الاكتواريون بمهندسي المال ورياضيي المجتمع، وذلك لمزجهم الفريد لمهارات الأعمال والتحليل، والتي تخولهم إلى العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة على المستوى العالمي.

ويصف علم الاكتوار بأنه علم يحتوي على العديد من العمليات الحسابية المعقدة، وبحاجة إلى الكثير من التركيز، والعديد من المهارات.

ويلخصها بالقدرة على تحليل المشكلات الاقتصادية والمالية الكامنة في اداراة المخاطر، والتقليل من حدتها باستخدام الإحصائية والنماذج الاكتوارية التقاعدية والرأسمالية.

"الاكتواري يجب أن يكون مرخصا لدى هيئة قطاع التأمين لممارسة عمله" يقول بيان، مشيرا، في المقابل، إلى ضرورة امتلاك القدرة على وضع التوقعات والتنبؤات المستقبلية، بناء على النماذج الاكتوارية التي تم التوصل إليها عن طريق مشاهدة البيانات المجموعة.

ويلفت إلى أن تلك التوقعات قد تتنوع الجهات المستفيدة منها، وأهمها، بحسب العبداللات، شركات التأمين، ومؤسسات الضمان الاجتماعي، والقطاعات المالية والتي تتضمن البنوك والأسواق المالية. لافتا إلى إمكانية توسعها إلى الاقتصاد الوطني ككل.

ويذهب إلى أن الاكتواري قادر على قياس المشاكل الاقتصادية والمالية والديموغرافية والإحصائية، مبينا أنه فيما يتعلق في الكوارث الطبيعية والسياسية فلا يستطيع التنبؤ بها، لتفسيره أنها "لحظية ومن دون سابق إنذار".

ويرى العبداللات أن على الاكتواري امتلاك القدرة العالية على ترجمة العمليات الرياضية التي استخدمت في الدراسات الاكتوارية، إلى رزم برمجية باستخدام لغات البرمجة والبرامج الإحصائية المختلفة مثل:c, java, VBA, SAS, SPSS & Minitab.

ويؤشر على ذلك ببعض الدراسات والمشاريع التي قام بها، كدراسة حول تطوير استراتيجيات التنمية العالمية، وأخرى حول سياسة الضمان الاجتماعي، والأنظمة التقاعدية والتأمينية، إن كانت محلية أو عالمية.

وعمل بيان، من المشاريع الحاسوبية، على نظام تحليلي إحصائي وديموغرافي، واقتصادي محوسب، باستخدام برمجية فيجيوال بيسيك التطبيقية وبرمجة الإكسل.

وتوصل العبداللات إلى نموذج اكتواري جديد، حيث قلل نسبة خطورة التنبؤات المستقبلية إلى 6%، وتم ترشيح النموذج لمسابقة عالمية لأفضل 10 مشاريع على المستوى العالمي في جميع المجالات.

ويهدف مشروع الإسقاط السكاني، بحسب العبداللات، إلى رؤية مبكرة لمتغيرات حجم وخصائص المجتمع السكاني بالأخذ بعين الاعتبار التغيرات التي حدثت سابقا والتي تحدث حاليا.

ويرى أن الاستفادة من هذا المشروع، محاكاة التغير السكاني بناء على مركبات النمو المعروفة (الوفيات والخصوبة والهجرة)، وبناء على معلومات سابقة والافتراضات المستخدمة والموضوعة بالنسبة للاتجاه المستقبلي لعوامل التغير.

ويشغل بيان حاليا مركز مدير مالي لإحدى شركات التجارة العالمية، وهو باحث علمي ومستشار لدى مستشفى في ايطاليا، ومساعد بحث في إحدى الجامعات الأميركية، ومشارك لمركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية.

ويسعى مقابل ذلك إلى إنشاء مركز استشارات ودراسات اكتوارية ومعالجة بيانات فريدة من نوعها، بالإضافة إلى تطوير استراتيجيات التنمية المحلية.

ويبدي رغبته في إكمال الدراسات العليا في إحدى الجامعات العربية، ويطمح للحصول على المزيد من الشهادات العلمية والعملية في بعض المجالات المتعلقة في العلوم الاكتوارية والمال والمحاسبة.