العد التنازلي للألعاب الأولمبية

بدأ العد التنازلي لانطلاق أكبر حدث رياضي في الكون وهو الألعاب الأولمبية التي تستضيفها لندن في مثل هذه الأيام العام 2012.
إن كافة دول العالم تستعد استعداداً كبيراً يتناسب وهذه الألعاب التي أصبحت مرآة لدور الرياضة الأولمبية في الحراك الإنساني.اضافة اعلان
الدول المتقدمة والنامية كل حسب إمكاناته يحاول أن يحقق أحلام الفوز والحصول على الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية التي تعد أغلى الميداليات وأهمها في العالم من حيث المضمون والمعنى.
معظم الدول المشاركة خاصة تلك التي تريد أن تثبت أنها تعطي مواطنها الرعاية الكافية قد بدأت الاستعداد للإنجاز منذ سنوات حيث تعد أجيالاً متعاقبة لتمثيلها في هذا المشهد الذي يرفض التفرقة بين بني البشر في الدين أو اللغة أو اللون أو الجنس فالكل سواسية أمام قانون الروح الأولمبية والتنافس الشريف الدقيق الذي لا تشوبه شائبة.
دول عدة إمكاناتها المادية ضعيفة جداً لكنها تقف على منصة التتويج لنيل شرف الحصول على ما تستطيعه من ميداليات تجعلها تحت الأضواء في كل أنحاء العالم.. وقد صنعت ذلك بإرادتها وعزيمة شبابها والمسؤولين عن الرياضة فيها.
لقد أتيح لي مؤخراً المجال لزيارة أحد مراكز التدريب لإعداد رياضيي المستوى العالي للرياضيين والمرشحين لتمثيل المغرب في ألعاب 2012 فوجدت أن الإمكانات المتوفرة والأجواء السائدة عالية المستوى جداً في كل جوانبها المادية والمعنوية تخلق حوافز الإبداع الرياضي وفق تخطيط دقيق تشترك فيه كل المؤسسات التي لها علاقة بهذا الأمر وهي كثيرة لأن المهمة ليست رياضية بحتة بل وطنية بكل المعاني.
قالت اللجنة المسؤولة عن برنامج إعداد الأبطال الذين سيمثلون المغرب في أولمبياد لندن 2012 الجميع يعمل بروح الفريق الواحد بجد واجتهاد لئلا تتكرر مأساة حصاد المغرب من دورة بكين الأولمبية 2008 حيث فاز المغرب بميداليتين فقط الأولى فضية لجواد غريب في سباق الماراثون والثانية برونزية لحسناء بنحسي في سباق 800 متر حيث أدت هذه الحصيلة إلى صدمة كبيرة لعشاق الرياضة وأبطالها والمسؤولين فيها.
ما أثار انتباهي أيضاً أن هناك مراكز أخرى للواعدين المتوقع لهم الإبداع الرياضي في الدورتين الأولمبيتين 2016 – 2020 مما يؤكد على أهمية التخطيط والإعداد المبكر لأي مشاركة رياضية في مثل هذا المستوى .. وهذا الأمر يحتاج إلى دعم مالي مناسب ومقنع من الدولة والمؤسسات المالية الوطنية الكبرى والصغرى معاً.
بالنسبة لنا كانت مشاركتنا الأولمبية متأخرة فقد كانت مشاركتنا الفعلية العام 1984 في لوس أنجلوس ثم تعاقبت مشاركاتنا في كل الألعاب الأولمبية المتتالية وهو أمر مهم جداً لاكتساب تقاليد وصفات وتطلعات المشاركة الأولمبية العملية والتي نأمل من خلال ما تابعناه من برامج إعداد وضعتها الجهات المعنية باللجنة الأولمبية الأردنية والاتحادات المعنية أن نحقق أهداف المشاركة وأن نعمل في المستقبل جاهدين ومبكرين لتحقيق حلم وطموح الرياضيين الأردنيين المتفوقين ولو بميدالية واحدة ذهبية أو فضية أو برونزية يرفع فيها علم الأردن عالياً على منصة التتويج ... وهو أمر يمكن تحقيقه.

[email protected]