العذر الأقبح من ذنب؟!

 بعض الناس لاتقتنع أن هذه قدرات أبنائهم العقلية، في الصف الخامس حين تكون نتيجة علاماته 55 من 100 لايمكن أن  تقتنع الوالدة  بأن الولد (مخه) مقفل، وأنه لايمكن أبدا في المستقبل البعيد  بهذا المعدل الحصول على مقعد في سينما لا مقعد في جامعة، ويجب أن ترسله إلى أبو صبيح البنشرجي  لعله يبدع في البناشر، فالحكمة الإلهية  من تفاوت القدرات العقلية لدى الناس أن المجتمع لايمكن أن يكون كله أطباء أو بنشرجية، إلا أن الوالدة لاتقتنع، وتبقى  تدافع عن ابنها بأنه (أينشتاين) الحارة وذكي جدا وأنه معرق بأخواله فلديه خال ناجح في فحص الدم، وتعزو أسباب الرسوب فقط الى أعين الجارات، مع العلم أن  الولد - الحافظ  الله -  لايوجد فيه ما يُحسَد، لديه أنف أطول من (بوري) الصوبة، وشعر مثل خريص الجلي، وفم مثل مضيق هرمز،  لو صدق قولها بأن هذا الدمار والفشل والمعدل سببه أعين الجارات، لما كنّا بحاجة الى تسليح الجيوش، وتكفينا كأمة عربية وإسلامية أعين جاراتها ليحسدن نتنياهو مثلا، فمن خسف هذا الولد بهذا المعدل لديه بكل تأكيد القدرة على خسف نتنياهو واسرائيل ومعها الحلفاء، وأن تعاد لنا فلسطين محررة من البحر إلى النهر دون حاجة لطلقة واحدة بل نظرة واحدة من جاراتها! اضافة اعلان
يكبر الولد وتموت الجارات الواحدة تلو الأخرى، إلا أن المعدل لايرتفع مع موت كل واحدة، بل يواصل هبوطه المتسارع حتى تظهر نتيجة الثانوية العامة وإذ هي مثل درجات الحرارة في مربعانية الشتاء تقارب الصفر، حتى والمرحومات في القبر، لا تقتنع وتؤكد أن ابنها مايزال ضحية أعينهن، لذلك يواصل الولد الفشل تلو الفشل ولا يكلف نفسه عناء الدراسة والمثابرة طالما العذر موجود وهو أعين الجارات!
يدي على قلبي، ونحن الآن في مرحلة استخراج النتائج النهائية للانتخابات، معظم المرشحين لن يقتنعوا أن هذه هي شعبيتهم ووزنهم الحقيقي، ومع ظهور النتائج، سنرى أغلبهم يتحدثون عن أن الانتخابات مزورة وأنه مستهدف، مما يشحن المؤازرين ويؤجج مشاعر الغضب لديهم ويدفعهم إلى القيام بأعمال عنف!
حتى لو كان هناك تزوير وعبث وخروقات، بالمناسبة أنت لا يوجد أي داعٍ للتزوير ضدك، شهر وأنت ترقص وتدبك  (هذا الاردن أردنا) فلماذا الخوف منك، شهر وأنت تقول: سنبقى الجنود الاوفياء فلماذا تستهدف، شهر وأنت تؤكد الولاء والانتماء وبوس الأيدي فأين المصلحة الوطنية من عدم نجاحك. شهر وأكبر شعار رنان لك هو رفع الحد الأدنى للأجور، فلماذا يرتعب الفاسدون منك ويتدخلون لإسقاطك.
ليس عيبا الفشل، والرجولة هي تقبل النتيجة برحابة صدر، فمن تغنى بالوطن يحافظ على الوطن، وإن كانت لديك الأدلة على التزوير، أمامك المحاكم، لا إغلاق الشوارع بالإطارات والحجارة فهذه لغة الجهلة واليائسين!
يا أهلنا في الأردن، تذكروا أن المجالس النيابية قد لا تغني ولا تسمن من جوع، ومن يفوز قد لا تراه بعد يومه هذا، بينما الشارع واللمبة والمدرسة والمركز الأمني هي أمامك ولخدمتك .. فكن مع الوطن هو الباقي وهم الذاهبون، أما المرشحون فحاول مرة أخرى، ولا تحاول أن تقنع من حولك بأنك خطر حتى على طبقة الأوزون فهذا العذر الأقبح من ذنب !!