العرب لا يعرفون مصلحتهم

هآرتس

رفيت هيخت

11/3/2015

بكلام أجوف انهارت الموضة اليسارية للتصويت لقائمة مشتركة، وتوقف التنافس على مدح زعيمها الساحر. لم يكن مطلوبا لذلك الكثير لأن نهاية الموضات تنهار على نفسها. لم نصل بعد الى القضايا الجوهرية مثل التوصية برئيس حكومة، دعم تحالف أو أخذ دور تاريخي فيه – كل ما في الامر هو رفض اتفاق الاصوات الفائضة، الذي كان سيخدم القائمة المشتركة. فجأة هذا الأمل تحول الى مجموعة من العرب الذين لا يعرفون مصلحتهم، وأيمن عودة تحول من أمل كبير الى خرقة، غير قادر على فرض الانضباط على رفاقه.اضافة اعلان
 من الجيد أن موجة الرومانسية الأبوية تحطمت على مذبح الاصوات الفائضة.
لا أتمنى لأي حزب أن يكون له مصوتو موضة. فهم مصوتون خائنون وجاهلون وضررهم على المدى البعيد يزيد على فائدتهم قصيرة المدى. اضافة الى ذلك يجدر أن نستخرج من بقايا القلب اليساري المجروح عدد من الاستنتاجات المناسبة التي علينا استيعابها.  أولا: يا اصدقائي، عليكم أن تفهموا أن العرب لا يعملون عندكم، ليس عليهم أن يقفوا صامتين عندما يسمعون دعوتكم "فقط ليس بيبي"، لا يختمون بطاقتهم في مصنع الكتلة، وليسوا ملزمين بالسجود بصورة تلقائية أمام مرشح امكانية معاملته لهم بقسوة أقل، في الاساس على خلفية دعم هرتسوغ – لفني لفصل حنين الزعبي، وتراث الزعبيين.
  ثانيا، هذا هو الوقت لأن نكون مختلفين عن اصدقائنا في اليمين وأن نفهم أنه ليس كل العرب نفس الشيء. من لم يفهم بعد أن القائمة المشتركة تضم ثلاثة تيارات مركزية مختلفة في الجوهر الواحد عن الآخر، وتضم اربع حركات مختلفة – ليس عليه التصويت لحزب لا يعرفه. لو كانوا يفرضون على زهافا غلئون أن تجلس في نفس الحزب مع زئيف الكين، لكان هناك من اتهمهم بفشل محاولة التوصل الى اتفاق؟ عودة يريد معسكرا عربيا يهوديا على قاعدة قيم اشتراكية وأنه سيعمل على تقسيم البلاد. حنين الزعبي ترفض الكيان الصهيوني. لا يوجد للحركة الاسلامية الجنوبية أي علاقة بالقيم العلمانية والنسوية لحداش. "تعل"، برئاسة احمد الطيبي، تتحدث عن دولة لكل مواطنيها وهي مستعدة للتعاون مع المؤسسة الصهيونية، وتؤيد اتفاق الاصوات الفائضة، هذه التركيبة التي تستطيع أن تزيد نصيب الاجزاء عندما تتقنع بقناع موحد، فُرضت على العرب. هم لم يرغبوا بها.
 ويجب عدم اتهامهم أنهم لا يتحدثون بصوت واحد لأنهم لا يمثلون صوتا واحدا.
جزء من أصواتهم ليس مريحا لآذان اليسار الصهيوني، ولهذا يريدون إسكاتهم. إن مواقف "البلد" التي تعارض التعاون مع ميرتس نظرا لأنها تعارض الصهيونية، تمثل فلسطينيين اسرائيليين كثيرين، الذين لا يكتفون بمرشح أقل عنصرية لرئاسة الحكومة أو بازالة المستوطنات أو لوسي اهرش في المختارين لاشعال الشعلة في عيد الاستقلال. بالنسبة اليهم فان سلطة العمل والليكود هي نفس الشيء – وهو توجه تعزز منذ احداث تشرين الأول 2000.
 هذا الموقف يحرج جدا اليسار الصهيوني، الذي يحاول بمرارة أن يمسك العصا من الطرفين: من جهة الحفاظ على الاغلبية اليهودية مع الحفاظ على حق العودة، بواسطة حل الدولتين الذي ما يزال منذ عقد ونصف يلفظ أنفاسه في غرفة العمليات. ومن الجهة الاخرى الحفاظ على الديمقراطية والمساواة في الحقوق رغم الامتيازات التي تتمتع بها الاغلبية اليهودية. هذا التصادم مؤلم لكن لا يمكن منعه.
  اليمين الايديولوجي – البيت اليهودي واعضاء الليكود مثل تسيبي حوطوبلي، وليس محتالي الاصوات مثل ليبرمان وبدرجة معينة نتنياهو – حسم أمره بشأن الضم وتداعياته وعلى رأسها اعطاء المواطنة الإسرائيلية للفلسطينيين في المناطق ج، أي أن اليمين قد فهم بأنه من اجل تجسيد حلمه، السيطرة على الكتل الاستيطانية، عليه اجتثاث الفصل العنصري، والاعلان عن حل غير شعبي يتمثل بضم فلسطينيين الى اسرائيل.
 الآن حانت لحظة حسم اليسار اذا كان معنيا بالبقاء ذا صلة ومرتبطا بالواقع.